بوستر ودعاء لـ"محارب سرطان" في حفل تخرج بـ"تجارة أسوان": الصُحبة الصح

كتب: نهال سليمان

بوستر ودعاء لـ"محارب سرطان" في حفل تخرج بـ"تجارة أسوان": الصُحبة الصح

بوستر ودعاء لـ"محارب سرطان" في حفل تخرج بـ"تجارة أسوان": الصُحبة الصح

"يوم للمرح" أو Fun Day.. عادات جديدة اكتسبها مجتمع الجامعات المصرية، يحتفل به طلاب السنة النهائية بتخرجهم بألوان زاهية وأغانٍ مبهجة ورقصات استعراضية، إلا أنّ الأمر اختلف في يوم مرح ومتعة طلاب السنة الرابعة بكلية تجارة الشعبة الإنجليزية بجامعة أسوان، إذ أعدّ فريق يضم 15 طالبا، لافتة طولها مترين تحمل صورة صديقهم "أحمد محسن" ونشرها في مدخل الكلية، ليحضر صديقهم محارب السرطان فعاليات تخرجه، بعد أنّ توفاه الله في أغسطس الماضي.

يحكي أحمد علام لـ"الوطن" عن فراق صديقه، الذي عرفه منذ المرحلة الإعدادية وفرقهما الموت: "أحمد محسن كان بطل، كفاية إنّ جاله سرطان الدم وهو في 3 ثانوي وعانى من تشخيص الدكاترة عندنا في أسوان على إنّه أنيميا، وقرر يكمل رغم الوجع لحد ما جاب 98%، لكن التعب زاد وعرف التشخيص الصح وإنه مش هيقدر يدخل سياسة واقتصاد عشان المسافة ودخل معايا تجارة إنجليزي".

يقول علام إنّ محسن قضى آخر 4 أعوام من عمره بين القاهرة وأسوان، للعلاج والدراسة، وإذا أتاحت له حالته الصحية دخول الامتحانات كان يحافظ على تفوقه: "عشان هو بطل وحارب اليأس والمرض لازم نخلد قصته وذكراه، عمرنا ما بطلنا نحكي عنه عشان الناس كلها تعرفه ويفضل موجود بينا".

خلال رحلة الـ4 سنوات وقف الأصدقاء بجوار "بطلهم"، يتعلمون منه القوة والصبر ويحاولون تقديم العون له، فبمجرد أنّ عرفوا نتائج التحاليل في إجازة المرحلة الثانوية الصيفية قبل دخول الجامعة، هرعوا إليه وأوقفوا إجازتهم الترفيهية في الإسكندرية، ليكونوا معه في القاهرة في بداية طريقه، وفي الجامعة كانت المحاضرات والشروح التفصيلية للمواد هي وسيلتهم للعون، وخلال الإجازة اختاروا الخروج في أماكن نظيفة هواؤها غير ملوث بالأدخنة أو قضاء اليوم في منزله: "بعد ما عرفنا إنّه اتوفى في شهر أغسطس اللي فات قررنا نعمل صدقة جارية ونجهز غرفة في مستشفى أو نشتري أجهزة طبية، ولقينا كل طلبة جامعة أسوان واقفين جنبنا وجمعنا 100 ألف جنيه في وقت قليل". قال علام.

"انتوا الصحبة الصح".. كلمات اختلطت بمشاعر الفرح والشعور بالامتنان، قالها شقيق أحمد محسن بمجرد دخوله كلية التجارة، بعد أنّ أصر أصدقاء شقيقه على حضوره حفل التخرج الذي كان من المفترض أنّ يحضره هو بين أقرانه يفرح مثلهم، ثم التقط صور تذكارية مع الدفعة بعد أنّ شارك أحد الطلاب المعروف بـ"الشيخ أيمن" بتلاوة بعض الأدعية التي أثارت دموع من أوشكوا على التخرج في يوم فرحتهم.


مواضيع متعلقة