للمرة الأولى مصر تشارك في التحضير لقمة السبعة الكبار بمشاركة السيسي

كتب: بهاء الدين عياد

للمرة الأولى مصر تشارك في التحضير لقمة السبعة الكبار بمشاركة السيسي

للمرة الأولى مصر تشارك في التحضير لقمة السبعة الكبار بمشاركة السيسي

كشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، بقصر الإليزيه، أن بلاده قامت للمرة الأولى بتوسيع مستوى المشاركة في مجموعة السبعة، التي تستضيفها بلاده بمشاركة مصر رئيس الاتحاد الأفريقي، لتتضمن المشاركة ليس فقط المشاركة على المستوى الرئاسي في قمة السبع الكبار، ولكن أيضا المشاركة منذ البداية في الاجتماعات التحضيرية للقمة التي بدأت بالفعل.

وأكد المصدر الدبلوماسي المسؤول عن الشأن الأفريقي في تصريحات خاصة إلى "الوطن" أن الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقي مثلت فرصة كبيرة للتعاون بين القاهرة وباريس، فيما يتعلق بالقارة الأفريقية ودعم وتطوير الاتحاد الأفريقي، مؤكدا أن الأولوية بالنسبة لفرنسا والرئيس إيمانويل ماكرون هي تعزيز الأمن ومكافحة الارهاب في منطقة الساحل الأفريقي وما وراء الصحراء، ليس فقط لتعزيز الأمن الإقليمي ولكن لارتباطه مباشرة بالأمن الوطني الفرنسي.

وتابع: "هذا رهاننا المباشر.. ورهاننا على المستوى المتوسط يتعدى أمن الساحل والصحراء ليشمل الجوانب الديموغرافية لهذه المنطقة، وتحليلنا أنه إذا لم ننجح في تحقيق الاستقرار بمنطقة الساحل سيمثل هذا تهديد لبقية أفريقيا، وهذه المنطقة تمثل الالتزام الاكبر لفرنسا، وبالإضافة للوجود العسكري لفرنسا، لدينا التزام على المستوى السياسي عبر الحوار".

وتابع المصدر: "فيما يتعلق بالرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي، ندعم مواصلة مصر الاصلاحات فيما يتعلق بطريقة العمل وتشغيل الاتحاد الأفريقي، فالاتحاد الأفريقي منظمة قوية في اساسها ولكن ضعيفة في مواردها وطريقة تشغيلها.. وخلال الرئاسة الرواندية للاتحاد اتخذت كيجالي بعض خطوات الاصلاح وزيادة اسهامات الدولي في الاتحاد الافريقي والعمل على تصرف أفضل في الموارد البشرية، وعلى مصر أن تواصل هذا النهج وهذه الاصلاحات، ونعتقد أن الرئاسة المصرية يمكن أن يكون لها دور مفيد في ارساء الاستقرار في شرق أفريقيا، لأن الدولتين السودان وإثيوبيا تمران بمرحلة انتقالية حساسة حاليا، واعتقد ان الحوار يمكن ان يكون معمق بين البلدين (مصر وفرنسا) بشأن هذين الملفين، بالإضافة إلى ليبيا بطبيعة الحال، حيث يمكن ان يكون للاتحاد الأفريقي دور كبير فيما يتعلق بالملف الليبي".

وفيما يتعلق بملف المياه، قال المسؤول بالرئاسة الفرنسية، "ربما فيما يتعلق بهذا النزاع أو الخلاف فرنسا لا ترى أنه يجب أن نأخذ موقف معين بهذا الشأن حول النيل وسد النهضة، وقد لاحظنا موقف جديد وتغير في موقف السلطات الاثيوبية في هذا الشأن ورغبة في تصرف مشترك لموارد النيل لدى السلطات الاثيوبية الجديدة، ولمسنا رغبة لدى رئيس الوزراء الاثيوبي في التعاون مع مصر، وخلال زيارة الرئيس ماكرون قال أنه ينظر لمصر كحليف استراتيجي، وليس لدينا الشك في صدق هذا التوجه لدى إثيوبيا، والرئيس ماكرون شجع رئيس الوزراء الاثيوبي لاستكمال هذا الاتجاه".

وفيما يتعلق بالتدخلات الفرنسية في أفريقيا، قال ان هناك اتفاق على هذا الحضور من خلال اتفاقيات بين فرنسا وهذه الدول، وهي اتفاقيات عالمية وعلنية وتم التصديق عليها في البرلمان الفرنسي وبرلمانات هذه البلدان، وهي غير سرية، وكل مرة كان على القوات المسلحة الفرنسية التدخل كان بطلب من سلطات الدولة، كما هو الحال في تشاد خلال الاسابيع الاخيرة، وكان التدخل على الأقل بموافقة الدولة إن لم يكن بطلبها، أما في مالي كان التدخل في البداية بطلب من السلطات وفي اطار مجلس الأمن الدولي، وفيما يتعلق بحقوق الانسان فإن القوات الفرنسية سلوكها مسالي وتتواصل مع المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان بهذا الشأن، وفي مالي وليبيا هناك العديد من المنظمات التي تذكر وتشير إلى فرنسا كدولة مستهدفة وهذا يجبرنا على التعامل مع هذه التهديدات والأهداف التي يمكن استهدافها وهي بالأساس السفارات والمدارس الفرنسية أو الهجوم مباشرة على التراب الوطني الفرنسي، بتخطيط من منظمات في هذه البلدان، مؤكدا على ان بلاده مهتمة بمواجهة تنظيم الشباب الارهابي في الصومال.

وأوضح أن بلاده ستعمل على توجيه مساعداتها للدول الافريقية في قطاعي الصحة والتعليم، مؤكدا أن الرئيس الفرنسي يضع أولوية لتقديم الدعم للتعليم على المستوى الجامعي، وفي قطاع الصحة وخاصة صحة الأم والمرأة والأطفال، فضلا عن اعلان الرئيس عن توجيه الدعم للقطاع الخاص في أفريقيا وخاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتابع: "نسعى لتقديم الدعم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مصر، وستكون ضمن الاولويات التي سيؤكد عليها الرئيس الفرنسي في قمة مجموعة السبعة".

وحول مكافحة الارهاب في أفريقيا والتعاون مع مصر في ضوء رئاسة الاتحاد الأفريقي في ايجاد آلية جديدة لمكافحة الارهاب على المستوى القاري، قال: "لا اعتقد أن هناك فائدة في ايجاد آلية جديدة، بل استخدام الآلية الموجودة في اطار مجموعة الخمسة، وتعزيز الثقة بين رؤساء دول المنطقة، لأن المجموعات الارهابية لها استراتيجية اقليمية عابرة للحدود، وتلعب على هذه النقطة والاختلافات بين الرؤساء للتوسع والانتشار، وهذا ما يجعل فرنسا تعمل على بناء هذه الثقة لكي تكون للدول نفس المقاربة في مكافحة الارهاب، فضلا عن الامر الثاني الهام وهو تعزيز قدرات القوات المسلحة لهذه البلدان، لأن المجموعات المسلحة والتنظيمات الارهابية نجحت في التمركز في بعض المناطق لضعف الجيوش في بعض هذه البلدان، وعلى مدى معين الجيش الفرنسي ليس من سيقضي على هذه المجموعات الارهابية ولكن الجيوش الوطنية في هذه البلدان، ويمكن لمصر ان يكون لها دور كبير في تعزيز قدرات جيوش هذه البلدان، أما الاستراتيجية الثالثة فهي التنمية، لأن المجموعات المسلحة توسعت في مناطق مهمشة ولم توليها السلطات الاهمية الضرورية، وهذه المناطق المهمشة لابد أن تعود لها الدولة والمساعدات الدولية، وهنا ايضا من المفيد ان تشارك المنظمات غير الحكومية وتذهب وتساعد المجهود الوطني".واضاف المصدر: "فيما يتعلق بمجموعة السبعة، مصر تحضرها لاهتمامنا بالشراكة مع مصر ومع القارة وليس فقط دعوة الرؤساء من الدول الافريقية لمجموعة السبعة بل ايضا الأعمال التحضيرية لقمة مجموعة السبعة، وبالفعل بداية من هذا الشهر بدأنا الاعمال التحضيرية للقمة التي سيشارك بها رؤساء من الدول الافريقية، وهذه منهجية جديدة لم يسبق اللجوء إليها من قبل".


مواضيع متعلقة