أزمات تهدد صناعة الأثاث في دمياط: غلاء الخامات والسماسرة

أزمات تهدد صناعة الأثاث في دمياط: غلاء الخامات والسماسرة
- أصحاب الورش
- ارتفاع أسعار
- الغرفة التجارية
- المشروعات القومية
- أثاث
- أصحاب الورش
- ارتفاع أسعار
- الغرفة التجارية
- المشروعات القومية
- أثاث
أزمات عدة تلاحق مدينة الأثاث تلك المحافظة الصناعية التي يعمل بها نحو 600 ألف صانع بحرف مختلفة جميعها تتعلق بالصناعة العريقة التي طالما أشتهرت بها المحافظة كـ"النجارة، الأويما، المذهباتية، التنجيد، والقشرجية".
تشتهر محافظة دمياط منذ القدم بصناعة الأثاث الدمياطي الذي يصدر لكل بلدان العالم وينافس الصناعة الإيطالية حتى أطلق على دمياط يابان مصر.
ويتسابق الصناع صباحا في بدء العمل مبكرا لإنتاج قطع الأثاث المميزة التي تستقطع وقتا طويلا لتصنيعها، ويعمل على القطعة الواحدة العديد من الصناع "نجار، أويمجي، مذهباتي، قشرجي" لتخرج في النهاية قطعة فنية لا مثيل لها، ولكن خلال السنوات الماضية شهدت الصناعة أزمات عدة أرجعتها للخلف لعل أبرزها "ارتفاع أسعار الخامات، الاحتكار، دخول ماكينات الـCNC" التي تقوم بذات الدور الذي يؤديه الأويمجي مما تسببت في بطالة الكثير من العاملين بالحرفة فضلا عن عدم إقامة المعارض الكافية للتسويق للصناعة حيث أتهم صغار الصناع الكبار بتصدر المشهد.
ويقول أحمد العشماوي صانع أثاث "للأسف ظللنا لسنوات عدة نعاني من عدم وجود وآفاق تسويقية فلم نخطو باتجاه التسويق إلا مؤخرا من خلال معارض لتسويق الأثاث في دمياط ومحافظات الصعيد والقاهرة وتعد تلك الخطوات هي الأولي لوضعنا على خريطة المعارض الدولية في صناعة الأثاث.
ونبه إلى كارثة كبرى إلا وهي السماسرة الذين باتت وظيفتهم مطاردة الزبائن القادمين إلينا من المحافظات الأخرى بعدما امتهنت فئة خارجة عن القانون السمسرة لرزقها الوفير فضلا عن استغلال بعض الصناع والتجار بالمبالغة في الأسعار والمضاربة على حساب صغار الصناع.
ويلتقط أشرف أبو عطية أحد الصناع أويمجي طرف الحديث، قائلا "نعاني من ارتفاع أسعار المواد الخام كالخشب الزان والبياض والأبلكاش، حيث ارتفعت الأسعار أضعاف مضاعفة وذلك في ظل غياب الرقابة وهو ماتسبب في إغلاق الكثير من الورش الصغيرة والمتوسطة حتى ضربت صناعة الأثاث في مقتل علي حد وصفه مطالبا المسؤولين في الدولة بالتدخل لحل الأزمة".
وطالب "أشرف" المسؤولين بإعادة دمياط لسابق عهدها كقاطرة صناعية بدعم أصحاب الورش الصغيرة والمتوسطة وإزالة العقبات التي تواجههم وفتح أسواق خارج مصر لترويج الأثاث الدمياطي .
وطالب سامي عسيلي نائب رئيس الجمعية التعاونية الإنتاجية لصناعة وتجارة الأثاث واستيراد مستلزمات الموبليا، محافظ دمياط بلقاء صغار التجار دون الاقتصار على كبار التجار للتعرف على مشاكلنا الحقيقية، مشيرا لسابق دخولهم في عدة مشاريع لفرش العشوائيات كـ" الأسمرات، غيط العنب، مصر المحروسة وغيرها".
واستطرد عسيلي قائلا لـ"الوطن": مع الأسف نعاني من ارتفاع أسعار الخامات "حتى لو توفرت ببلاش احنا مامعناش..رأس مالنا خلص"، مضيفا": "حتى لو قمنا بشراء الخامات فلا يوجد فرص تسويقية حاليا فرغم تدشين كيانات تحت إشراف الدولة لا أحد يستمع إلينا أو يقول لنا نعمل إيه" .
فيما طالب محمود نسيم نجار بتدشين معارض مدعمة للحد من حالة الركود بورش ومعارض المحافظة، مرجعا سبب ركود مبيعات الأثاث في دمياط للسماسرة وشركات التصنيع ودخول السوق خامات جديدة كـ"ألواح الأم دي أف بي في سي ومينامين وأيكرلك" بكميات كبيرة.
وقال إن هناك شركة يبلغ إنتاجها اليومي 120 غرفة وبأسعار بنصف تكلفة الأثاث المصنع من الخام الطبيعي، وطالب نسيم بتدشين معارض داخلية وخارجية مدعمة لتصريف الأثاث المتواجد بكثرة بدمياط للحد من وقف الحال.
في المقابل، قال محمد عبد مسلم رئيس نقابة صناع الأثاث المستقلة في دمياط لـ"الوطن" إن صناعة الأثاث تعاني من أزمات عدة لعل أبرزها ارتفاع أسعار الخامات الذي يعد مسمار في نعش الصناعة فيوما تلو الآخر تزداد الأسعار حتى زادت نحو 300% مطالبا بتفعيل دور الملحق التجاري بالخارج والحاجة لإقامة معارض داخلية وخارجية، مشيرا إلى سيطرة المحتكرين على صغار الصناع، قائلا: يبلغ عدد الصناع العاملين في صناعة الأثاث نحو 600 ألف وأغلقت نحو 40% من الورش.
وفي وقت سابق التقت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط، المهندس المعتز بالله بهاء الدين الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة مدينة دمياط للأثاث، والنائب محمد الزينى رئيس الغرفة التجاري، وأعضاء وممثلي شعبة الأثاث بالغرفة لعرض الاستراتيجية الخاصة بمشروع مدينة الأثاث والذى يعد أحد أهم المشروعات القومية التى توليها القيادة السياسية أهمية بالغة لكونها مدينة متكاملة ومتخصصة فى صناعة الأثاث وكل ما يتعلق بها من حرف وصناعات صغيرة ومتوسطة وصناعات مغذية ومكملة لها كما تشمل منطقة تجارية وتسويقية ومركز تكنولوجي حيث أشارت إلى أن الهدف الرئيسي من إنشاء المدينة هو التغلب على مشكلة التسويق للأثاث المنتج داخل محافظة دمياط و كذلك تعميق الصناعة والحد من استيراد كل الخامات المستخدمة في صناعة الأثاث مما يحقق ازدهارا كبيرا لتلك الصناعة لافتة إلى ضرورة خلق بيئة صناعية مميزة داخل المحافظة على غرار المناطق الصناعية المتخصصة.
وذكرت محافظ دمياط دمياط أنه تم التعاقد على توفير الخدمات الأساسية بالمدينة للتيسير على الصناع مثل المراكز الخدمية و خدمات صيانة الماكينات و الدهانات بالإضافة إلى توفير وسائل انتقال داخل وخارج المدينة مشيرة إلى إقامة معرض دائم لتسويق منتجات الصناع بالمدينة لحين الانتهاء من إنشاء المركز التجارب، مؤكدة أنه جار اتخاذ إجراءات إشهار جمعية تضم مصنعي الأثاث بالمدينة لاشراكهم في فرش المشروعات السكنية والتعليمية داخل المحافظة وخارجها.