إبراهيم حسن تحدى بها باسم مرسي.. شيوخ "البِشعة" يروون طريقة كشف الكذب

كتب: رحاب عبدالراضي

إبراهيم حسن تحدى بها باسم مرسي.. شيوخ "البِشعة" يروون طريقة كشف الكذب

إبراهيم حسن تحدى بها باسم مرسي.. شيوخ "البِشعة" يروون طريقة كشف الكذب

منذ قديم الزمن، يستخدمها بعض الأشخاص ويلجأون إليها بشأن الفصل في جرائمهم، ومع اعتقاد الكثيرين أن هذه أداة قديمة لا فائدة منها وتنم عن مدى جهل من يصدقون فيها، تلاشت هذه العادة كثيرا خلال الفترة الماضية مع التقدم التكنولوجي والعلمي إلا أن هناك بعض الفئات التي ما زالت تؤمن بـ"البِشعة" وتتخذها وسيلة للفصل في المنازعات والجرائم.

"البِشعة"، هي إحدى الطرق التي تستخدم في قبائل البدو، للحكم على براءة أو إدانة المتهم بعد استنفاذ جميع الأدلة، لإظهار الحقائق، ورغم وجود تضييق من قبل "الأمن" على هذه الوسيلة وخاصة بعد تحريم دار الإفتاء لها، إلا أنه ما زال يمارسها بعض الأشخاص في القبائل المختلفة، حتى إنها تنتشر بين الفئات الشهيرة في المجتمع، حيث طالب إبراهيم حسن مدير الكرة بنادي سموحة، باسم مرسي لاعب نادي الزمالك المعار لصفوف "سموحة"، بإجرائها لكشف مدى كذبه.

"البشعة".. سر "معلقة" النار التي طالب إبراهيم حسن باسم مرسي لحسها 

عصا من المعدن أو ملعقة كبيرة توضع على الفحم لتسخينها حتى تصبح بلون الجمر، ثم يجتمع مجموعة من أهالي المنطقة وعلى رأسهم المبشع ثم يحضر المتهم بجريمة ليوضع على "أقدم جهاز لكشف الكذب" كما يعتقدون، هكذا يتم استخدام "البِشعة".

وبعد حرق لسان "المتهم"، يقوم بالمضمضة ثلاث مرات ثم يخرج لسانه حتى يتأكد الحاضرون أن لسانه سليم ثم يلحس المتهم "الملعقة الكبيرة" بعد تسخينها ثلاث مرات، وحال كان صادقا فلن يضره شيئا، فيما يخاف الكاذب عند تعرضه لهذا الجهاز ويعترف على الفور بجريمته.

تشتهر هذه العادة في الشرقية، وقبيلة العيايدة في الإسماعيلية، والتي يمارسها الشيخ السيد السعدي منذ 10 أعوام في مدينة "السحر والجمال"، من بعد أبيه وأجداده، حيث تورث هذه الوسيلة بالتناقل بين القبائل.

يأتي إلى "سيد" الكثير من الأشخاص من مختلف الأماكن حتى عصرنا هذا، حيث لا يقتصر مجيء الناس من البدو فقط، وإنما يأتي إليه أناس من القاهرة والأردن والسعودية حد قوله "الناس بتجيني لما بتغلب في إيجاد حل لمشكلتها ومايكونوش عايزين يلجأوا للقضاء".

تتنوع القضايا التي يفصل فيها "سيد" باستخدام "البشعة"، أمام منزله البسيط في قرى الإسماعيلية، بين السرقة والاعتداء الجنسي، بمساعدة خمسة أشخاص على الأقل ما بين مساعد ومقرئ ومن يقوم بكتابة المحضر.

وعن كيفية إقناع الناس بها رغم غرابتها وقسوتها، قال "سيد": "فيه فرق بين الإحساس بلسعة النار العادية وبين كشف مين الكذاب، لأنه لسعة البشعة بنقرا حاجات على الطاسة علشان تفرق بين المتهم والبريء"، حيث إن لهذه الوسيلة الكثير من مرتاديها في معظم مشكلاتهم.

"البِشعة" من مصادر دخل "سيد" الرئيسية، حيث يتردد عليه كثير من الأشخاص يوميا، وخاصة في القضايا الحساسة نظرا لقدرة المسؤولين عن استخدام هذه الوسيلة على حفظ الأسرار وعدم معرفة غيرهم بها "لما يكون واحد متهم في بنته إنه اعتدى عليها جنسيا أهلها بيلجأوا للبشعة علشان مايروحوش للقضاء، وأنا أهم حاجة عندي أحفظ السر".

يكسب "سيد" في القضايا التي يفصل فيها مبلغا ليس بالقليل، ففي مسألة لا تأخذ من وقته ساعات، يحصل على آلاف الجنيهات، ولكنه لا يشترط مبلغا معينا "الفلوس بيكتب بيها ربنا، وأنا أهم حاجة عندي الناس تمشي مرضية، وأحل لهم مشكلتهم".

ويرى "سلمي" الذي يستخدم هذه العادة حتى الآن، أن "البِشعة" وسيلة للحكم عندهم يقتنعون بها منذ قديم الأزل، رافضا من يقولون بحرمانيتها وخرافتها "فيه حالات كتير بنحكم فيها وبيطلع صح..وأهم حاجة الواحد يكون خايف من ربنا"  حد وصفه.

تقام "البِشعة" على الأشخاص في مختلف القضايا، دون النساء لأنها لا تبشع، ولكن يبشع عنها شقيقها أو نجلها في حال اتهامها بشيء، موضحا أن في حال اتهام امرأة بالزنا تجعل زوجة المبشع السيدة تحبو مثل الأطفال، ويأتي المبشع يبلغ أهلها ببراءتها، قائلا: "والله من ساعة ما حبت ما زنت". 

وتُعد "البِشعة" مصدر دخل بالنسبة "سلمي"، والذي يروج لنفسه عبر حسابات عبر "فيس بوك"، مشيرا إلى مجيء أطباء ومهندسين إليه في الفصل في قضاياهم وذلك عند عجزهم عن معرفة مرتكب الجريمة أو حادث السرقة.

وحول هذا الأمر، يقول استشاري الطب النفسي الدكتور محمد هاني، إن البِشعة أحدث خرافات المجتمع التي يتم التأثير بها على الناس ولا تتطابق مع الحياة التي نعيشها، لافتا إلى من يستخدمها هم فئات تعتقد بالسحر والشعوذة، مشيرا إلى أنه لا علاقة بينها وبين الطب النفسي أو العلمي أو تشابه مع جهاز كشف الكذب.

وأضاف "هاني" في تصريح خاص لـ"الوطن"، أن "البِشعة" لا يمكن أن توصلنا للحقيقة، فهي لا تتناسب مع قدراتنا العلمية، لافتا إلى الضغط على الأشخاص وتخويفهم وإرهابهم يجعلهم يعترفون بأي جريمة مما يعرض بعض الأشخاص للظلم "أداة للظلم والله أعلم الحقيقة فين، ومن الممكن أن تخرب البيوت وتدمرها".


مواضيع متعلقة