ماذا يعني سحب قوات حفظ السلام من ليبيا؟

ماذا يعني سحب قوات حفظ السلام من ليبيا؟
مع إطلاق القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير أركان حرب خليفة بلقاسم حفتر، عملية عسكرية الخميس الماضي في المنطقة الغربية والتوجه نحو العاصمة "طرابلس"، أجلت الولايات المتحدة الأمريكية بعض من قواتها في ليبيا، كما اتخذت الهند خطوة مماثلة بسحب قواتها المشاركة في بعثة حفظ السلام في البلاد.
وحملتا الخطوتان الأمريكية والهنية كثير من الدلالات السياسية، بحسب مجموعة من الخبراء المعنيين بالشأن الليبي على صعيد تعامل المجتمع الدولي مع تطورات المشهد السياسي والعسكري في ليبيا.
"لا يتوقع أن يكون المجتمع الدولي داعم لفكرة الحل الحسم العسكري"، هكذا تحدث رئيس برنامج دراسات شمال أفريقيا بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور زياد عقل على تلك التحركات، وقال، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن المجتمع الدولي لن يكون لديه كذلك توافق حول التقدم العسكري للجيش الوطني الليبي حتى لا يحدث اقتتال داخل ليبيا، على حد قوله.
وأضاف الباحث المهتم بالشأن الليبي، أن التوجه الحالي للمجتمع الدولي أن يكون هناك تسوية سياسية بين الطرفين، سيكون للمشير خليفة حفتر الكلمه العليا فيها، نظراً لقوة موقف الجيش الليبي، ما يجعلهم قادرين على إملاء طلباتهم على الطرف الأخر من المفاوضات.
وأشار عقل إلى أن هناك نوع من اللغط لدى المجتمع الدولي تجاه القوى الشرعية المسيطرة في ليبيا لتعددها، نتيجة الانقسامات التي شهدتها مؤسسات الدولة الليبية منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي أواخر 2011 بين الشرق الذي يديره مجلس النواب والجيش، بينما يدير المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج غرب البلاد.
واعتبر عقل أن سحب قوات حفظ السلام من ليبيا ليس بأدة للضغط عليها وإنما سلوك احترازي، لأن المجتمع الدولي يخشى من أن يكون طرف في حرب أهلية متوقعة في ليبيا، قائلاً: "الناتو تدخل من قبل في أحداث ليبيا عام 2011 وحدث خلل بخصوص تقييم تدخل الناتو في ذلك التوقيت، ولذللك تخشى الدول التدخل حتى لا تكون ذريعة او سبب في حدوث خلل او تكون مقصره في دورها".
في الوقت ذاته، توقع الدكتور عبدالكبير الفاخري، محلل سياسي متخصص في الشأن الليبي، أنه على الرغم من أن التسوية السياسية بين الطرفين هي الحل الأنسب للوضع الحالي في ليبيا، إلا أن قوات الجيش الليبي ستستمر في عملياتها العسكرية وتوجيه ضربتها للميليشيات المسيطرة على طرابلس التي يرى أنها ستواجه ضرباتها بالمثل، لأنها تعلم إنها إذا هزمت في طرابلس ستهزم في ليبيا ولن يعود لها كيان.
وأضاف الفاخري: "القراءات الأولية للوضع تشير إلى أن الجيش الليبي لن يتراجع وأن المعارك التي بدأت منذ 3 أيام تقريباً ستستمر، وبالتالي كل الأطراف سواء الأمم المتحدة أو الأطراف الأفريقية كلها انسحبت لأنها تعتقد أن تلك المعارك ستدوم لفترة ليست معلومة ولا تريد أن تكون طرف فيها".
ويعتقد الفاخري أن قوات الجيش الليبي تحاول سحب هذه الميليشات خارج طرابلس لمحاربتهم في الخارج لتقليل الخسائر البشرية، بحيث يدخل إلى طرابلس بسهولة لأن الاشتباكات لازالت تدور في محيط طرابلس منذ 4 أيام تقريباً، مؤكداً على أنه ليس هناك طرف أقوى حتى الأن في ليبيا، لأنه لم تتم السيطرة بالكامل من جانب قوات الجيش الليبي على العاصمة "طرابلس"، مضيفا: "الاحتجاجات الدولية مفهومة لأنها لا تريد أن يتفاقم الوضع في ليبيا وتسعى إلى الحل السلمي".
في المقابل، رفض المستشار رمزي رميح، مستشار القوات المسلحة الليبية السابق، تصريحات وزارة الخارجية الأمريكية باعتباره موقف فردي يسعى لإطالة الصراع داخل ليبيا، كما استنكر وجود قوات لحفظ السلام في لبيبا دون وجود قرار أممي رسمي.
وقال الرميح: "نحن لم نعلم بوجود قوات لحفظ السلام تابعة للولايات المتحدة والهند في ليبيا وننتظر من حكومة وخارجية الوفاق والبرلمان الشعبي والبعثة الأممية والقوات المسلحة أن تخرج بيان عن أين كانت تلك القوات ومن أين أتوا بشرعية تواجدهم بأرض ليبيا التي صرحت وزارة الخارجية الهندية بأنها سحب 15 عنصر من قواتها من طرابلس عن طريق الوسيط التونسي".