من ذكريات 1919.. "فريدا كابس" أول أمينة لمتحف بيت الأمة

كتب: فادية إيهاب

من ذكريات 1919.. "فريدا كابس" أول أمينة لمتحف بيت الأمة

من ذكريات 1919.. "فريدا كابس" أول أمينة لمتحف بيت الأمة

"بيت الأمة" هو ذلك المكان الذي تحول إلى متحف يحمل اسم الزعيم الراحل سعد زغلول، الواقع بمنطقة المنيرة بالقرب من حي السيدة زينب، وكان شاهدا على الحياة التي عاشها مع زوجته وعلى لقاءاته مع قادة ثورة 1919، لتقرر الحكومة المصرية تحويل مسكنه عقب وفاة حرمه "صفية زغلول" إلى متحف، وتعيين "فريدا كابس" أول أمينة له، وفقا للدكتور هاني النقراشي، ابن محمود فهمي النقراشي، رئيس وزراء مصر الأسبق، ليوثق إحدى ذكريات ثورة 1919 تحت عنوان "قصة وفاء غير عادية".

قصة "أول أمينة لمتحف بيت الأمة" سردها الدكتور هاني النقراشي، من خلال معرفته الشخصية بها بجانب ما ذكرته والدته ابنة عم صفية زغلول، حاكيا لـ"الوطن" أنه حضر مع زوجته مراسم دفن "فريدا" في مدينة هايلبرون في ألمانيا.

ووثق النقراشي، حسب ما أرسله لـ"الوطن"، بداية تعارف الألمانية "فريدا كابس" بالزعيم سعد زغلول وزوجته، وذلك أثناء تواجدهما في مدينة بادنبادن الألمانية، حيث رغب "قائد ثور 19" في تعلم اللغة الألمانية ليتقدم لهذه الوظيفية فتاة شابة من سكان المدينة وهي "فريدا"، وخلال اللقاءات المتعددة وجدت فيها صفية زغلول من طيبة القلب وحسن الخلق ما دفعها لأن تعرض عليها القدوم معهما إلى مصر والبقاء كوصيفة.

عاشت "فريدا" في مصر خلال فترة كفاح الشعب المصري بقيادة سعد زغلول، لتعجب به وبزوجته لتقرر المشاركة في هذا الكفاح بالقلب والفعل، فكانت تخرج دائما برفقة "أم المصريين" لتقدم العزاء لأسر الشهداء ورعاية الجرحى، مما زاد حب صفية زغلول لها لتعاملها كابنة.

وبعد وفاة صفية زغلول، قررت الحكومة المصرية تحويل سكن سعد زغلول الذي كان يسمى "بيت الأمة" إلى متحف، كما كرمت الدولة "فريدا" بمنحها الجنسية المصرية، وتم تعيينها أول أمينة لمتحف بيت الأمة، وعندما تقدم بها السن في الستينات من القرن الماضي، اعتادت السفر إلى ألمانيا في صيف كل عام.

وكان الغرض من ذلك السفر زيارة شقيقتها مع حرصها دائمًا على العودة إلى مصر قبل الذكرى السنوية لوفاة سعد زغلول، والذي توفى في 23 أغسطس 1927، لتفتح باب الضريح وتزينه بالزهور استعداد لاستقبال الزائرين. 

وفي آخر زيارة قامت بها "فريدا" إلى ألمانيا داهماها المرض، حتى جعلها أسيرة للفراش، لكنها كانت تهتف كلما عاد إليها الوعي في فترات متقطعة " أريد العودة إلى وطني مصر قبل موعد الذكرى السنوية لوفاة سعد زغلول"، لترحل في صمت بنفس ذلك اليوم الذي توفي فيه الزعيم 23 أغسطس لكن بعد 48 عاما.


مواضيع متعلقة