المفتي يناشد الشباب الاعتدال في تجهيز بيت الزوجية: لا ترهقوا أسركم

المفتي يناشد الشباب الاعتدال في تجهيز بيت الزوجية: لا ترهقوا أسركم
- التوتر والقلق
- الحياة الزوجية
- الخلافات الزوجية
- العلاقة الزوجية
- القرآن الكريم
- المقبلين على الزواج
- شريف فؤاد
- آداب
- التوتر والقلق
- الحياة الزوجية
- الخلافات الزوجية
- العلاقة الزوجية
- القرآن الكريم
- المقبلين على الزواج
- شريف فؤاد
- آداب
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن رابطة الزواج رابطة قوية ومتينة، ووُصفت بأوصاف عديدة في القرآن الكريم لعل من أجلِّها وصف الله تعالى لها بـ"الميثاق الغليظ".
وأضاف "علام"، في الحوار الأسبوعي من حلقة برنامج "مع المفتي" المُذاع على "قناة الناس" الذي يُقدِّمه الإعلامي شريف فؤاد، أن المقصد الأسمى من الزواج هو توفير السكن والمودة وتحقيق الوئام وحصول التوافق في العلاقة الزوجية بين الزوجين.
وناشد المفتي، الشباب المقبلين على الزواج وذويهم عدم المغالاة أو المبالغة في تجهيزات بيت الزوجية حتى لا يحدث إرهاق لهما، ولا لأسرتيهما، وعليهما الاهتمام بالمطلوب وخاصة في بداية حياتهما الزوجية حتى تكون الحياة أيسر وأسعد.
وأشار المفتي إلى أن الشرع الشريف أرسى للأسرة الأسس المتينة والآداب الحكيمة الضابطة لهذه العلاقة ذات الميثاق الغليظ؛ حتى تكون بمراعاتها موضع سكينة واطمئنان، ومحل هدوء وسعادة للزوجين؛ مستشهدا بقوله تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً" [الروم: 21].
وأضاف مفتي الجمهورية، أن "الزوجين في أشد الحاجة إلى التبصير بنعمة الوئام التي من المفترض أن تسري بينهما، وبطبيعة الحال يحتاج الزوجان إلى ذكاء في الفهم والتعامل فيما بينهما حتى تتحصن العلاقة الزوجية من الهزات والعواصف؛ وخاصة في السنوات الخمس الأولى من الزواج والتي تُعرف بالسنوات الخطرة بسبب خوص الطرفين مرحلة جديدة من مراحل حياتهما".
وعن مسألة اشتراط الكفاءة والتناسب بين الزوجين قال المفتي: "نجد في الفقه الإسلامي سعة ورحابة، ولكن الأفضل الاحتكام للعرف فهو مصدر وركن ركين؛ فلا بد من النظر إليه وأخذه في الاعتبار ما لم يتصادم مع الشرع الحنيف".
وشدد المفتي، على ضرورة التفاهم والتوافق بين الزوجين، والإلمام بمتطلبات ومسئولية كلٍّ منهما، مع بذل الوضوح والصراحة والوفاء في التعاملات الزوجية حتى تنجو هذه الأسرة الوليدة من الخلافات الزوجية ومن ثمَّ الابتعاد عن التوتر والقلق بينهما الذي يهدد استقرار الأسرة بشكل عام.
وحول اهتمام الشرع بالاختيار الجيد للطرف الآخر، لفت مفتي الجمهورية، إلى أن الشرع حرص على هذا الأمر كل الحرص لأجل تحقيق المقاصد الشرعية للعقد؛ حيث أَوْلَى مسألة اختيار كل من الخاطِـبَيْن للآخر عناية خاصة، فأمر بالبحث عن أخلاق كلٍّ منهما والمبادئ المستقرة في أسرتيهما؛ حيث إن الأساس في تكوين الأسرة هو حُسْن الاختيار وهو الضمان الحقيقي للنجاح في الحياة الزوجية، كما تدل التجربة الإنسانية على ذلك.
وأوضح المفتي، أن عقد الزواج يترتب عليه علاقات محرمية تمنع زواج أحد الزوجين من أشخاص من أسرة الطرف الآخر، وهذا من شأنه الالْتِئَام الأسري بين الأسرتين ليكون طوق نجاة لهذه الأسرة الصغيرة، وكأن هذه العلاقات المحرمية تحيط الزواج بسياج ضد الانهيار والانقسام.
وأردف "علام" قائلًا: "ينبغي أن يتشارك الزوجان في بناء الأسرة في صفاء نفس ومحبة ومودة مع محاولة إصلاح ما يظهر من عيوب وسترها وحفظها، والصبر على ذلك حفاظًا على الأسرة ورباط الزواج ما دام في حدود الطاقة والاحتمال، مع ضرورة التفاف كلا الزوجين حول أنفسهما بسلامة ونقاء قلب وحسن ظن كل طرف تجاه الآخر والتشارك في تحمل أعباء الحياة ومراعاة كل طرف لظروف الآخر.
وختم "المفتي" حواره بقوله: "أنصح الزوج الشاب بأن يعي المسؤولية التي ستلقى على عاتقه، وليكن في حرص شديد على نجاح وسعادة هذه الأسرة، كما أنصح الزوجة الشابة بأن تكون صابرة على زوجها، وأن ترعاه وترعى أسرتها رعاية صالحة، لتكون هذه الأسرة نواة قوية لمجتمع مزدهر".