مواقف قطر وتركيا والإخوان من تحرك الجيش الليبي: تحريض وعنف

مواقف قطر وتركيا والإخوان من تحرك الجيش الليبي: تحريض وعنف
مع إطلاق الجيش الليبي عملية عسكرية في المنطقة الغربية نحو تحرير العاصمة "طرابلس" يقول إنها لتطهيرها من الميليشيات، سارعت قطر وتركيا وجماعة الإخوان الإرهابية إلى التحرك لإحباط تلك التحركات.
وتسيطر تيارات موالية لجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية وغيرها من تيارات الإسلام السياسي على العاصمة الليبية منذ 2014، عندما انقلبت على نتائج انتخابات البرلمان الشرعي الذي لم يحصدوا فيه الأغلبية.
وترصد "الوطن" في الأسطر التالية أهم التحركات لتيارات الإسلام السياسي، ومساندة حلفائهما قطر وتركيا لهما.
الإخوان.. تحريض على القتال وتأكيد للمواجهة
أدان محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان في ليبيا، تحرك الجيش إلى المنطقة الغربية التي وصفها بـ"التحركات التصعيدية".
وقال "صوان" إنه لن يفرط في تضحيات الشعب الليبي، مبينا بأنهم حزب سياسي عدته السياسة والتفاوض والحوار أما من يصر على استخدام السلاح أكد بأن هناك جهات رسمية ستواجهه بوسائل مكافئة وهو داعم لها.
أما الصادق الغرياني مفتي ليبيا المعزول والمقرب من جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية المسيطرة على العاصمة "طرابلس"، فقد دعا إلى الجهاد ضد تحركات الجيش الوطني الليبي.
الميليشيات تستعد للمواجهة
وبعد ساعات من دخول قوات الجيش الوطني إلى مناطق جديدة جنوب غرب العاصمة، أطلقت تجمع ميليشيات في العاصمة يعرف بـ"قوة حماية طرابلس"، عملية عسكرية أسمتها "وادي الدوم" قالت إنها تستهدف استعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات الجيش الوطني.
وتشكلت قوة "حماية طرابلس" في أغسطس وسبتمبر عام 2018 لمواجهة تحركات الجيش المحتملة، وقتها حيال المنطقة الغربية.
"داخلية طرابلس" تندد بتخلي المجتمع الدولي عنهم
وعبر وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا، مساء أمس، عن شعورهم بالمرارة والخذلان إزاء ما اعتبره تخاذلا من المجتمع الدولي، قائلا: "لن نثق فيهم مجددا".
وقال "باشاغا" في مداخلة هاتفية عبر قناة الحرة الأمريكية إن الكل كان يعتقد بأن ليبيا متجهة للمؤتمر الجامع لكنهم تفاجأوا بالتحرك العسكري الأخير للجيش.
واعتبر "باشاغا" أن المفاجئة بالنسبة لهم لم تكن هذا التحرك في حد ذاته بل كانت في ما وصفه بخذلان المجتمع الدولي لهم وللشعب الليبي قائلا: "لن نثق فيهم مجددا وسوف نعتمد على أنفسنا في صون بلادنا وأمننا ودولتنا".
كما حذر باشاغا من عواقب هذا التحرك متوعدا بالتصدي له بحلول، محذرا من أن الدماء ستسفك من الطرفين.
دعوة قطرية لتدخل دولي ضد الجيش
أما قطر، فأعلنت أنها تتابع بقلق بالغ ما وصفته بـ"التصعيد العسكري" الأخير في ليبيا، مشيرة إلى أنه يأتي قبيل انعقاد المؤتمر الوطني الجامع.
وذكرت قطر بحسب بيان رسمي الفاعلين الإقليميين والدوليين بـ"أن لهذه النقطة الأخيرة تأثيرا كارثيا على المنطقة بأكملها بما فيها محيطها الأوروبي، مما يشكّل اعتبارا إضافيا يستدعي ضرورة إعمال هذه الدول لنفوذها لإيقاف الاعتداءات الأخيرة على غرب ليبيا والتي تعد خرقا واضحا للاتفاق الأممي من قبل القوات المعتدية"، بحسب بيانها.
تركيا ترفض تحرك الجيش
ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، حامي أقصوي، اليوم، لأهمية الامتناع عن التحركات التي قال بأنها تخل بروح الوفاق الوطني في غرب ليبيا في إشارة منه إلى تحركات الجيش الوطني، مؤكدا رفض التحركات التي يقوم بها الجيش الليبي.
وأشارت تركيا عبر المتحدث باسم وزارة خارجيتها دعمها المؤتمر الوطني الليبي الجامع المرتقب، عقده منتصف أبريل الجاري. وهو موقف يتشابه نسبيا مع الموقف القطري، خاصة أن "الدوحة" و"أنقرة" تشكلا تحالفا دوليا للتيارات الحاكمة في العاصمة.
من جهته، قال عضو لجنة الدفاع والأمن بمجلس النواب طارق صقر الجروشي، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "معركة طرابلس حق مشروع للجيش الليبي الذي يريد بسط الأمن والأمان على كامل التراب الليبي".
وأضاف: "طرابلس وضعت لها خطة عسكرية محكمة، ولدينا استعدادات لكل المتغيرات، لكن أؤكد في الوقت ذاته أن أهالي طرابلس هم من سيستقبلون الجيش بالترحيب كما كان الوضع في غريان والجنوب".
وحول التحركات القطرية – التركية – الإخوانية، قال "الجروسي": "هذا هو المنتظر منهم، هذه دول تدعم الإرهاب، وجماعة الإخوان هي أصل الإرهاب، لكن كل هذا بلا فائدة، لأن الليبيين سأموا هذه الجماعات الإرهابية وسأموا تيار الإسلام السياسي، الليبيون انتفضوا ضد الإرهاب يريدون اليوم بناء دولتهم".