جمعتهما الحياة والموت.. وفاة سيدة وابنها في يوم واحد في كفر الشيخ

كتب: سمر عبد الرحمن

جمعتهما الحياة والموت.. وفاة سيدة وابنها في يوم واحد في كفر الشيخ

جمعتهما الحياة والموت.. وفاة سيدة وابنها في يوم واحد في كفر الشيخ

جمعهما الحب الفطري والدنيوي على مدار 36 عاما، تمنى كلاهما ألا توجعه آلام فراق الآخر، يتمنى الابن أن يرحل قبل والدته وتتمنى الأخيرة العكس، غير أن المولى عز وجل جمعهما في الحياة والموت، إذ دفنا في وقت واحد رغم أن أحدهما توفى قبل الآخر، بساعات، ليجسدا واقعيا قول الشاعر: "يا نعيش مع بعض حبيبي يا نموت إحنا الاتنين".

واقعة غريبة شهدتها قرية غرب تيرة التابعة لمركز الحامول في محافظة كفر الشيخ، إذ توفت سيدة سيدة ونجلها في يوم واحد بفارق ساعات قليلة، حيث توفت والدة الشاب حمادة عبداللطيف البرعي، 36 عاما، مالك معرض حفارات، ولحقها قبل أن يخرج جثمانها من المنزل، وكان الشاب شديد التعلق بوالدته، رغم أنه يتوسط 4 أشقاء آخرين، لكنه كان الأقرب لقلب والدته.

عقب وفاة والدته، حضر "حمادة" جميع مستلزمات تجهيز الجثمان، وبمجرد أن شاهد "النعش" يخرج من المنزل سقط مغشيا عليه وصعدت روحه إلى بارئها، فعاد النعش مرة أخرى للمنزل، لتجهيز جثمانه ليدفن في توقيت واحد مع والدته.

لم نصدق الطبيب عندما أخبرنا أن حمادة توفى، أحضرنا طبيبا آخر فأكد وفاته، فجهزنا جثمانه وأعلنا تأخير الدفن حتى يلحق بجسد والدته، ليدفنا في وقت واحد في مقبرتين متجاورتين" وفقا لأحمد دسوقي، صديق المتوفى.

يضيف "دسوقي" لـ"الوطن"، أن "حمادة" انتهى من تجهيز أوراق سفره للمملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة في رمضان هو وشقيقته، حيث أتفقا على أداء العمرة سويا وأن يكون محرما لها، وانتهيا من استخراج الشهادات الطبية وإجراء بصمة العين، وكل ما يلزم لكن القدر لم يمهلهما ليحققا أمنيتهما، مؤكدا أنه كان يتمتع بأخلاق حميدة وكان صالحا وبارا بوالدته، يحبها ويلبي احتياجاتها، وكأنه طفلا تعلق بوالدته، ويحزن على فراقها أثناء ساعات العمل.

يتابع: "الناس كلها كانت عارفة إنه بيحب أمه جداً وبار بيها، وكان بيراعيها وبيهتم بيها، ولما ماتت مكنش مصدق، وقف ياخد عزاها أثناء تجهيزها للدفن، وفجأة والنعش طالع وقع من طوله أغمى عليه، الدكتور قال مات خلاص، جبنا غيره قال البقاء لله، رجعوا النعش تاني، وذاعوا في المساجد أنه تأجيل دفن جثمان والدته من صلاة العصر حتى المغرب لتجهيز جثمانه هو الآخر، ودُفنا في صلاة المغرب".

وأردف: "محدش قادر يستوعب كل الناس بتقول إيه الحب ده، دى حاجة إلهية نادرة الحدوث، اندفنوا متجاورين فى مقبرتين، بس الحزن كبير أوي ومحدش قادر يستوعب، حمادة كان بشوش الوجه، وطيب القلب".


مواضيع متعلقة