بريد الوطن| ابن نساء الأرض فى عيد الأم

بريد الوطن| ابن نساء الأرض فى عيد الأم
على نغمة صمتِ البكاء فى عيدِ الأمّ التى لم تنجب أبناء أو هو عيدُ أم الشهداء، إنهُ قانونُ الحياةِ الصفراء والواقعُ الحزين هو عمقُ التفاصيلِ والتراكماتِ التى جعلت السماءَ ترتقُ على قلبى فى عيد موت أمى، هى الآن ترقد نائمة مسترخية فى جوفِ الأرض الصلب، كانت مبهجةً كفراشةٍ خلقت بأول الربيع وتتلاعبُ بالورود كيف تشاء، كانت رقيقةً عفويةَ المشاعر لا تعرفُ سوى أن تعطينى ذاكَ الحب إلى أن جاء موعدُ زفافك يا أمى أنتِ اليوم طفلة مزفوفة، عروسٌ باتت تحلقُ بالسماء، سأحيى مراسمَ زفافِ رحيلكِ كل سنةٍ بكل موعدٍ وبكل غصةٍ تطعنُ قلبى، بالذهاب لبيت عراف القرية ليجلب طيفكِ وأقول لكِ يا أمى كل سنةٍ وأنتِ بالفردوسِ أنعم، أمى ها أنا اليوم فى الواحد وعشرين من مارس ذاهب لجلب طيفك ثلاثة عرافين ومئاتُ الدجالاتِ وعطار علهم يأتون بكِ، فى غرفة أشدُ من القبر ظلمة يوجد فيها كل شىء إلا الحياة، رائحة بخورٍ من هنا وبسملاتٌ من هناك، عشرُ نساءٍ يحدقن فى السقفِ إلى أن صرخَ أحد العرافين: «اجلس أمامى»، يلوح بصيصُ أملٍ بعد نطق العراف الأول تمّتماتٍ مبهمة فى حين كان العرافُ الآخر محدقاً بكتابٍ بحجم درفة النافذة وفجأة يغلق كتابهُ وينطق باسم أمى ومتى توفيت.
أحمد الخليل
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com