تغير المناخ.. قضية لا تميز بين الأغنياء والفقراء

تغير المناخ.. قضية لا تميز بين الأغنياء والفقراء
- ارتفاع درجة الحرارة
- ارتفاع منسوب مياه البحار
- استهلاك الطاقة
- منظمة الأمم المتحدة
- الاحتباس الحراري
- ارتفاع درجة الحرارة
- ارتفاع منسوب مياه البحار
- استهلاك الطاقة
- منظمة الأمم المتحدة
- الاحتباس الحراري
تعتبر قضية "تغير المناخ" من القضايا الحاسمة في العصر الحديث، وقالت الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، إن الآثار العالمية لتغير المناخ هي واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم، من تغير أنماط الطقس المهددة للإنتاج الغذائي، إلى ارتفاع منسوب مياه البحار التي تزيد من خطر الفيضانات الكارثية، مشيرة إلى صعوبة التكيف مع هذه التأثيرات في المستقبل، إذا لم يتم القيام بإتخاذ إجراءات جذرية الآن، موضحة أنه بعد أكثر من قرن ونصف من التصنيع، وإزالة الغابات، والزراعة الواسعة النطاق، ارتفعت كميات "الغازات الدفيئة" في الغلاف الجوي إلى مستويات قياسية لم تشهدها منذ 3 ملايين عام.
وعقد مؤتمر مجتمعي حول المناخ لصالح أقل البلدان نمواً في إثيوبيا، بهدف تبادل الخبرات والتفاهمات حول كيفية تبني المجتمعات لتغير المناخ، وقالت المسؤولة الكبيرة عن البيئة ورئيسة المؤتمر تنزين وانجمو، في كلمتها الافتتاحية، إن المؤتمر السنوي الثالث عشر للتكيف القائم على المجتمع هو عنصر حاسم لإيجاد حلول لحماية المجتمعات والبيئة من آثار تغير المناخ، موضحة أنه من المتوقع أن يزيد المؤتمر من رغبة الدول الأعضاء في تعبئة شعوبها لخلق مجتمع مرن للمناخ بحلول عام 2020. فيما قال مفوض البيئة والغابات وتغير المناخ، فيكادو بين، إن تغير المناخ يحتاج إلى جهد عالمي للتصدي لآثاره الضارة حيث أنه ظاهرة عالمية تفرض حاليًا أحد أكبر التهديدات على حياة الناس، مشيرا إلى أن آثار تغير المناخ لا تميز بين الأغنياء والفقراء ومع ذلك فإن الفقراء والمجموعات المحرومة يعانون أكثر في الأجلين القصير والطويل، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الإثيوبية.
وفي ديسمبر 2009، طلبت مجموعة الدول الأقل نموا، الدول المتقدمة بتخصيص 1.5% على الأقل من إجمالي الناتج المحلي بها للمساعدة في مكافحة تغير المناخ، يذهب 70% منها لمجموعة الدول الأقل نموا، واعتبرت أن وعود التمويل التي قدمتها الدول المتقدمة غير كافية. وذكرت قناة "سي سي تي في " الصينية، في وقت سابق، إنه في عام 2001، تم إنشاء صندوق الدول الأقل نموا التابع لمعاهدة الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ من أجل تمكين 48 من الدول الأقل نموا من مواجهة آثار تغير المناخ. وأشار "برنامج الأمم المتحدة للبيئة"، إلى أن آسيا والمحيط الهادئ هي واحدة من أكثر المناطق ضعفا لتغير المناخ، ومن المتوقع أن تصبح آثار تغير المناخ أكثر حدة في المستقبل. وتمثل المنطقة أيضا ما يقرب من نصف انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية. وتدعم الأمم المتحدة للبيئة البلدان التي تواجه هذا التحدي المزدوج المتمثل في التكيف مع تغير المناخ في نفس الوقت الذي تعالج فيه انبعاثات الغازات الدفيئة.
وأوضحت الأمم المتحدة، أنه بينما تنمو الاقتصادات ومستويات المعيشة للسكان، فإن مستوى تراكم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري آخذة في الارتفاع أيضا. وأضافت الأمم المتحدة، أن هناك بعض الروابط العلمية الأساسية الراسخة، موضحة أن هناك علاقة مباشرة بين تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض بمتوسط درجات الحرارة العالمية على الأرض، مشيرة إلى أن تركيز الغازات آخذ في الازدياد المطرد جنبا إلى جنب مع درجات الحرارة العالمية منذ عهد "الثورة الصناعية"، موضحة أن حرق الوقود الأحفوري ناتج عن غازات الدفيئة المتوفرة بكثرة وثاني أكسيد الكربون تستأثر بحوالي ثلثي الغازات الدفيئة. ونظرا للتركزات الحالية والانبعاثات المستمرة، فمن المرجح أن يشهد نهاية هذا القرن استمرار زياردة درجات الحرارة العالمية فوق مستوى ما قبل العصر الصناعي. وقالت المنظمة الأممية، إنه ستستمر محيطات العالم بالدفئ وسيستمر ذوبان الجليد، ومن المتوقع أن يرتفع متوسط مستوى سطح البحر ليكون 24-30 سم في 2065، و40-63 سم بحلول عام 2100، مقارنة مع الفترة ما بين 1986-2005، وستستمر معظم مظاهر التغير المناخي لعدة قرون حتى لو توقفت الانبعاثات.
وهناك أدلة مقلقة في تحولات هامة، والتي ستؤدي إلى تغيرات لا رجعة فيها في النظم البيئية الرئيسية ونظام المناخ في الكوكب، وقد تكون النظم البيئية المتنوعة مثل غابات الأمازون المطيرة والتندرا في القطب الشمالي، قد اقتربت من عتبات تغيير جذري من خلال ارتفاع درجات الحرارة والجفاف.وتنذر الانهيارات الجليدية الجبلية بتراجع خطير وكذلك آثار انخفاض إمدادات المياه في الأشهر الأكثر جفافا حيث سيكون لها تداعيات تتجاوز الأجيال. من جانبها، أشارت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إلى أن الدلافين قد تكون في ورطة خطيرة مع ارتفاع درجات الحرارة وذلك بسبب "الاحتباس الحراري".
وفي إطار الجهود الدولية، لمكافحة التغير المناخي، توصلت الدول المشاركة في "مؤتمر باريس" في عام 2015 إلى اتفاقية تاريخية لمكافحة تغير المناخ، وتسريع وتكثيف الإجراءات والاستثمارات اللازمة لتحقيق مستقبل مستدام منخفض الكربون، ويهدف الاتفاق للعمل على التخلص من انبعاثات "غاز ثاني أوكسيد الكربون" المنبعث من الصناعة بحلول 2050 بشكل كامل. وأوضحت الأمم المتحدة، أنه ولأول مرة تجلب جميع الدول إلى قضية مشتركة للقيام ببذل جهود طموحة لمكافحة تغير المناخ والتكيف مع آثاره، مع تعزيز الدعم لمساعدة البلدان النامية على القيام بذلك، وعلى هذا النحو، فإنه يرسم مسارا جديدا في جهود المناخ العالمي، مشيرة، إلى أن الهدف الرئيسي لـ"اتفاق باريس"، هو تعزيز الاستجابة العالمية لخطر تغير المناخ عن طريق الحفاظ على إرتفاع درجات الحرارة العالمية هذا القرن أيضا إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل "الثورة الصناعية"، ومواصلة الجهود للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى أبعد من ذلك إلى 1.5 درجة مئوية.
وتعهدت 194 دولة وقعت على اتفاق "باريس للمناخ 2015" بتنفيذه، بما فيها الولايات المتحدة، والتي قررت الانسحاب في الأول من يونيو2017، لتصير واشنطن أول دولة تريد الانسحاب من الاتفاقية من 200 دولة وقعت عليها، فيما ذكرت قناة "يورو نيوز" الإخبارية الأوروبية، أن القوانين والإجراءات الأممية لا تخول واشنطن بالانسحاب من الاتفاقية قبل 2020.
بدورها، أشارت قناة "فرانس 24" الفرنسية، في وقت سابق، إلى أنه من أبرز نقاط الاتفاق: وقف ارتفاع درجة حرارة الأرض، حيث تعهد المجتمع الدولي بحصر ارتفاع درجة حرارة الأرض وإبقائها دون درجتين مئويتين، قياسا بعصر ما قبل "الثورة الصناعية"، وبمتابعة الجهود لوقف ارتفاع الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، وهذا يفرض تقليصا شديدا لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري باتخاذ إجراءات للحد من استهلاك الطاقة والاستثمار في الطاقات البديلة واعادة تشجير الغابات.
وتمثلت أحد أهم إجراءات الاتفاق في وضع آلية مراجعة كل 5 سنوات للتعهدات الوطنية التي تبقى اختيارية، وستجري أول مراجعة إجبارية في 2025 ويتعين أن تشهد المراجعات التالية إحراز تقدم، وأوضحت "فرانس 24"، أنه في 2018، أجرت الـ 194 دولة أول تقييم لأنشطتها الجماعية وستدعى في 2020 على الأرجح لمراجعة مساهماتها.وقال "اتفاق باريس للمناخ"، إنه في الوقت الذي كانت فيه الدول النامية حتى الآن خاضعة لقواعد أكثر تشددا في مجال التقييم والتثبت في المبادرات التي تقوم بها، إن النظام ذاته ينطبق على الجميع، فيما وعدت الدول الغنية في 2009 بتقديم 100 مليار دولار سنويا بدءا من 2020 لمساعدة الدول النامية على تمويل انتقالها إلى الطاقات النظيفة.
وأشارت "فرانس 24"، إلى مطالبة الدول النامية في نص الاتفاق على اعتبار الـ 100 مليار دولار سنويا ليس سوى حد أدنى، وسيتم اقتراح هدف جديد في 2025، وعززت قمة باريس في 2015 الآلية الدولية المعروفة بـ"آلية وارسو"، والتي لا يزال يتعين تحديد إجراءاتها العملية. وتابعت القناة الفرنسية قائلة، إن هذه المسألة حساسة بالنسبة للدول المتقدمة خصوصا الولايات المتحدة، التي تخشى الوقوع في مساءلات قضائية بسبب مسؤوليتها التاريخية عن التسبب في الاحتباس الحراري، مشيرة إلى توصل هذه الدول إلى إدراج بند يوضح أن الاتفاق لن يشكل قاعدة لتحميل المسؤوليات أو المطالبة بتعويضات.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 1 يونيو 2017، انسحاب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ، وهو الأمر الذي كان وعد به خلال حملته الانتخابية تحت شعار الدفاع عن الوظائف الأمريكية، مؤكدا، أنه يرفض أي شيء يمكن أن يقف في طريق نهوض الاقتصاد الأمريكي.
وكان تقريرا أعدته لجنة معينة من الكونجرس الأمريكي وشاركت في كتابته عشرات الوكالات الأمريكية، في نوفمبر الماضي، أشار إلى أن تأثيرات التغيير المناخي ستكون سلبية إذ ستؤذي صحة الإنسان وتدمر البنى التحتية وتحد من كميات المياه، كما أنها ستضرب قطاعات كثيرة منها الزراعة والسياحة وصيد الأسماك وكل القطاعات الأخرى التي تعتمد على الموارد الطبيعية، موضحا أن التأثيرات ستمتد إلى التجارة العالمية، وتصيب أسعار الاستيراد والتصدير وعمل الشركات الأمريكية، مشيرا غلى أن التغيير المناخي سيكلف الولايات المتحدة مليارات الدولارات حتى نهاية العام،.
وقال ترامب، في 27 نوفمبر 2018 ، إنه لا يصدق تقريرا أصدرته حكومته حذر من خسارات اقتصادية هائلة، في حال استمرت انبعاثات الكربون في زيادة الاحتباس الحراري بلا رقابة، مشيرا في ذلك الوقت، إلى أن بلاده لن تتخذ إجراءات لخفض الانبعاثات، إذا لم يتم اتباعها في بلدان أخرى.ورفض ترامب التحذير الرئيسي في التقرير الذي حمل اسم "التقييم الوطني للمناخ"، والذي يتحدث عن حصول خسائر بمئات مليارات الدولارات في نهاية القرن، من جراء التغير المناخي إذا لم يكن هناك خفض عالمي كبير مستدام للانبعاثات، وقال: "عليكم أن تشملوا الصين واليابان وكل آسيا وجميع البلدان الأخرى".
جدير بالذكر، أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، سيعقد في سبتمبر 2019، "قمة المناخ" لتوحيد قادة العالم من الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني من أجل دعم العملية المتعددة الأطراف وزيادة وتسريع العمل والطموح المناخي، فيما قالت منظمة "الأمم المتحدة"، إن جوتيريش، قام بتعين "لويس ألفونسو دي ألبا"، الدبلوماسي المكسيكي السابق، مبعوثه الخاص لقيادة التحضيرات للقمة.وستركز القمة على القطاع الرئيسي الذي من الممكن أن يحقق الفرق الأكبر كالصناعة الثقيلة والحلول القائمة على الطبيعة والمدن والطاقة والمرونة وتمويل المناخ.