تحديات تواجه "أردوغان" بعد خسارة "أنقرة" و"إسطنبول"

تحديات تواجه "أردوغان" بعد خسارة "أنقرة" و"إسطنبول"
قالت عالمة الأنثروبولوجيا الأمريكية جيني وايت، بشأن التحديات التي ستواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم، بعد خسارتهما لأهم مدينتين في تركيا، وهما العاصمة "أنقرة" و"إسطنبول" التاريخية، إن أردوغان تعهد في الوقت الحالي بجعل الاقتصاد أولوية له بعدد كبير من الإصلاحات الهيكلية الجديدة، لقد ألمح إلى أخطاء حزبه وهناك حديث عن تعديل وزاري، ولكن يبقى من غير الواضح ما إذا كان سيطبق كلماته مع فعله.
وأضافت وايت، في حوار لموقع "المونيتور" الأمريكي: "من المثير للقلق، أن جدد أردوغان تعهداته للتحرك ضد الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة، في حين أن علاقات أنقرة الفاترة مع واشنطن تتجه إلى أدنى مستوياتها، وفي الوقت نفسه، لا يمكن ضمان نجاح المعارضة بعد عقود من الخلافات الداخلية".
وتصف "وايت" التحديات التي تنتظر حزب العدالة والتنمية ومعارضة حزب الشعب الجمهوري على حد سواء، وقالت "وايت"، في تصريحاتها عن أهمية إسطنبول لحزب العدالة والتنمية، إن إسطنبول أمر حاسم بالنسبة لحزب العدالة والتنمية لسببين، الأول أن لها قيمة رمزية كمركز للسلطة العثمانية وموطن للسلاطين، والثاني أنها مركز اقتصادي مهم يولد الإيرادات التي يحتاجها حزب العدالة والتنمية لتنمية شبكاته السياسية والتجارية.
أما عن حزب الشعب الجمهوري، فقد أشارت "وايت" إلى أنه كان معروفاً حتى بين صفوفه كحزب يعاني من الصراعات والافتقار إلى أفكار جديدة، أما الآن فلديه الآن فرصة لتحويل النصر المحلي إلى سمعة وطنية جديدة كحزب يعتمد عليه من أجل الرخاء والأمن.
وحذرت "وايت" من أن الحزب الشعب الجمهوري ربما ينجرف إلى الصراع على السلطة بعد النصر الذي حققه في الإنتخابات المحلية الأخيرة، مشيرة إلى التحديات التي يمكن أن يواجهها الحزب بعد انتصاره، وقالت: "هناك العديد من القوى الخارجية التي يمكن أن تعرقل حزب الشعب الجمهوري، كما أن حزب العدالة والتنمية يمتص الموارد من البلديات التي فاز بها حزب الشعب الجمهوري، مما يتركهم غير قادرين على فعل الكثير، وسيكون ذلك خطيرًا بشكل خاص في هذا المناخ الاقتصادي السيئ، ثم هناك انتماءات بين العاملين بالهيئات الحكومية التي تعتمد عليها البلديات وأنصار حزب العدالة والتنمية، مثل موظفي البلدية، والنتيجة هي أن رؤساء البلديات في حزب الشعب الجمهوري يتم إحباطهم وتقويضهم من الخارج والداخل".
وفيما يتعلق باستخدام حزب العدالة والتنمية الإسلام كأداة سياسية للتأثير على الناخبين، قالت "وايت": "كثير من قادة حزب العدالة والتنمية، رغم أنهم ليسوا متدينون شخصيًا، إلا أنهم يستخدمون الإسلام كأداة سياسية لكسب ولاء الناخبين من خلال اللعب على شعورهم بالقمع والاستعباد في ظل الكماليين، أنصار كمال أتاتورك، نظرًا لأن نصف السكان تقل أعمارهم عن 30 عامًا، فإن العديد من الناخبين ليس لديهم أي معرفة بحقيقة هذا الأمر، لأنهم لم يعاصروه، ويشعرون بالحرية في العثور على النظام الحالي القمعي في إدخاله المتشدد في كثير من الأحيان للإسلام إلى كل جانب من جوانب حياتهم، كما يستخدم حزب العدالة والتنمية أيضًا الإسلام للسيطرة على السكان من خلال تدوير نظريات المؤامرة حول المسلمين المعرضين للتهديد، على سبيل المثال عرض مقاطع فيديو كرايستشيرش في خطب أردوغان الانتخابية، يضاف إلى ذلك الشعور الحالي بأن التاريخ الوطني متجذر في التاريخ العثماني".
واختتمت "وايت"، تصريحاتها للموقع الأمريكي بالقول إن حزب العدالة والتنمية يعاني منذ فترة طويلة من انهيار داخلي، حيث طرد أردوغان المستشارين السياسيين المقربين منه بسبب عدم ولائهم لخططه، فالقيادة السياسية التركية لا تدور حول حشد الناس حول فكرة أو خطة، بل تتعلق بالولاء الشخصي والطاعة للقائد، وهذا يجعل الأحزاب هشة لأن فرصة الخلاف من أي جانب ضئيلة، خاصة أولئك المقربين من الزعيم الذي يكون لديهم أفكاره الخاصة، ويصبح الخلاف حينها إهانة شخصية، والتي تتحول بسهولة في تركيا إلى اتهامات بالخيانة، فالخيانة ضد الشخص خيانة ضد الدولة.