بعد توليه رئاسة البلاد مؤقتا.. جنسية "بن صالح" تثير الجدل في الجزائر

كتب: دينا عبدالخالق

بعد توليه رئاسة البلاد مؤقتا.. جنسية "بن صالح" تثير الجدل في الجزائر

بعد توليه رئاسة البلاد مؤقتا.. جنسية "بن صالح" تثير الجدل في الجزائر

على مدى الـ48 ساعة الماضيين، شهدت الجزائر تغييرات سياسية متعددة مفاجئة، بأن أخطر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة رسميا، رئيس المجلس الدستوري بقراره إنهاء ولايته بصفته رئيساً للجمهورية، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء الجزائر الرسمية.

جاء ذلك، بعد أن أعلن مكتب الرئيس الجزائري، أمس، عزمه الاستقالة من منصبه قبل نهاية الفترة الرئاسية الحالية 28 أبريل، استجابة للاحتجاجات الجماهيرية، لكنه قال أيضا إنه يريد اتخاذ قرارات مهمة قبل مغادرته، وبموجب الدستور الجزائري، فإنه بمجرد استقالة الرئيس يتولى رئاسة الدولة بالنيابة رئيس مجلس الأمة لمدة 90 يوما تنظم خلالها الانتخابات الرئاسية.

رئيس مجلس الأمة بالجزائر، عبدالقادر بن صالح، يتولى منصبه منذ حوالي 17 عاما، وولد في 24 نوفمبر 1941 بقرية في تلمسان القريبة من الحدود المغربية، ليبدأ في شبابه مسيرته السياسية، حيث التحق بجيش التحرير الوطني الذي كان يقاتل الاستعمار الفرنسي خلال الفترة من 1954-1962، وهو في عمر 18 سنة، وكانت الدعاية السياسية من بين مهامه.

وعقب الاستقلال في 1962، غادر الجيش ليكمل دراسته في كلية الحقوق بجامعة دمشق، قبل عودته إلى الجزائر في 1967 للعمل صحافيا وكمراسل بالخارج في "يوميّة الشعب"، في وقت كانت الدولة تحتكر قطاع الإعلام، ثم شارك في تأسيس حزب جبهة التحرير الوطني، الذي كان الحزب الوحيد الحاكم بين 1962 حتى 1989، لينتُخب نائبا في المجلس الشعبي الوطني للمرة الأولى في 1977، ثم أعيد انتخابه مرتين.

وفي 1994، أصبح رئيس المجلس الوطني الانتقالي "برلمان المرحلة الانتقالية" الذي أُنشئ بعد حلّ البرلمان وإلغاء الانتخابات التشريعية في ديسمبر1991- يناير 1992، والتي فاز بدورها الأول حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ثم أصبح نائبا بمحلس الأمة الذي أنشئ بموجب دستور 1996، ليترأسه في 2002، حتى الآن.

ومع إسناد رئاسة البلاد إليه حاليا، عاد الجدل في الأوساط الاعلامية حول شرعية تولي بن صالح للرئاسة بالنيابة، حيث يدّعي معارضوه أن بن صالح مغربي الجنسية أصلا، وحصل على الجزائرية في عام 1968، وهو ما يعتبر مانع لتولي الرئاسة في الدستور الجزائري.

ومن ناحيته، علق بن صالح، على ذلك الأمر، حيث أكد عدم صحته، وأنه جزائري المولد والجنسية، كما جاء في سيرته الرسمية المنشورة في موقع مجلس الأمة، كما نفى ذلك أيضا في حواره مع صحيفة "الخبر" عام 2013، معتبرا أن هذا يعد تعريض بسمعة شخص ومكانته وحياته الخاصة، مضيفا: "ابحثوا عن أصولي وجذوري، ستجدونها في أعماق جبل فلاوسن بولاية تلمسان الجزائرية حيث ولد آبائي وأجدادي وولدت أنا أيضا وعاشوا وترعرعوا وماتوا".

وكان بوتفليقة قد أعلن في 11 من مارس تراجعه عن الترشح لولاية رئاسية خامسة، لكنه لم يستقل من منصبه على الفور، وإنما انتظر حتى انعقاد مؤتمر وطني حول الانتقال السياسي.

وأصيب بوتفليقة بسكتة دماغية قبل نحو 6 أعوام، ونادرا ما يظهر في فعاليات عامة منذ ذلك الحين.

وتشهد الجزائر منذ شهر فبراير الماضي مظاهرات كبيرة منددة بحكم بوتفليقة الذي وصل إلى سدة الحكم قبل نحو عشرين عاما.


مواضيع متعلقة