أحمد خالد توفيق.. خاصم مواقع التواصل فخلّدته بمنشورات وصفحات وصور يومية: «المجد للاستغناء»

أحمد خالد توفيق.. خاصم مواقع التواصل فخلّدته بمنشورات وصفحات وصور يومية: «المجد للاستغناء»
- أحمد خالد توفيق
- أحمد صبرى
- التواصل الاجتماعى
- الفرق بين
- تسجيل صوتى
- حالة الحزن
- ذكراه الأولى
- شركات الاتصالات
- أبوة
- أجزاء
- أحمد خالد توفيق
- أحمد صبرى
- التواصل الاجتماعى
- الفرق بين
- تسجيل صوتى
- حالة الحزن
- ذكراه الأولى
- شركات الاتصالات
- أبوة
- أجزاء
مفارقة لافتة للغاية تتعلق بالعلاقة الملغزة بين الراحل أحمد خالد توفيق، ومواقع التواصل الاجتماعى، ففى الوقت الذى لم يمتلك فيه الرجل حساباً رسمياً عبر أحدها، وتفضيله المستمر للتواصل عبر «الإيميل»، لعبت ذات المواقع التى تعمد تجاهلها دوراً ضخماً فى تخليد اسمه، فلا يخلو أى منها، كل يوم من آلاف المنشورات التى تعيد نشر كلمات العراب مصحوبة بآلاف التعليقات والترشيحات لمزيد من القراء الجدد.
عام كامل مر، مع ذلك لا تزال صورته باقية فى موضع الصورة الشخصية لآلاف من الحسابات عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، قراء «مخلصون جداً» يرفضون فكرة تغييرها، قرار حاسم بالإبقاء عليه رغم الرحيل، عبر كل الأشكال الممكنة، المهم أن يظل «هنا» معهم وحولهم، بما قال وفعل وترجم وقدم، بصوره الشخصية القديم منها والحديث، بما فى ذلك صورة حديثة متواصلة لـ«مقبرته».
مليون و400 ألف عضو على الصفحة التى أسسها الشاب أحمد رسلان باسم الراحل أحمد خالد توفيق، بالرغم من أن الصفحة تحمل تنويهاً واضحاً بأنها تابعة لمشروع «ضاد» وليست تحت إشراف الدكتور أحمد، فإنها الأكثر جماهيرية من بين مئات الصفحات والمجموعات التى تحمل اسمه عبر موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، حيث يبذل القائمون عليها جهداً خاصاً فى تقديم محتوى يومى منتظم من صور ومقاطع فيديو، ومنشورات، ربما لقرب القائمين عليها من الراحل، الحالة ذاتها تتحقق عبر مئات المجموعات التى تحمل اسم الراحل، أشهرها مجموعة «العراب أحمد خالد توفيق» التى تضم قرابة الـ600 ألف عضو.
صفحة باسمه يتابعها 1.5 مليون.. ومجموعة "العراب" تضم 600 ألف عضو
يدير الصفحة المحامى الشاب محمد عكاشة، صحيح أنه أسسها منذ عام 2015، بصحبة مجموعة من محبى الراحل، إلا أن الأمور اتخذت منحى جدياً منذ الوفاة حتى الآن: «فى البداية كنا عاوزين عالم خاص بدكتور أحمد خالد توفيق مش مجرد نشيّر حاجة على الصفحة وخلاص، مكان يجمعنا كناس بتحبه، مساحة مفيهاش مكان لأى أديب تانى، لكن لما اتوفى كلنا حسينا كأن أبونا هو اللى مات، حالة الحزن كانت شديدة جداً، مكناش نملك غير إننا نكثف الشغل فى المجموعة عشان يفضل موجود معانا».
الشاب الذى يعمل بإحدى شركات الاتصالات الكبرى لا يدع له عمله الكثير من الوقت، لكن هذا لا يمنعه من تمضية قرابة الأربع ساعات يومياً منذ الوفاة حتى الآن فى إدارة الصفحة ومنشوراتها وانتقاء ما يصلح لكل مناسبة من كتابات الراحل ولقاءاته: «دكتور أحمد حالة خاصة، مش مجرد كاتب اتأثرت بيه فترة وخلاص، مانقطعتش عن القراءة له، من وقت لما كنت فى رابعة ابتدائى بدأت بأسطورة (آكل البشر) واتأثرت بشخصية رفعت إسماعيل جداً، حسيت إنى لأول مرة قدام بطل من نوع غريب، مريض وضعيف ومنطوى، بطل ممكن أقابله عادى فى الطبيعة مش مستحيل، فى فترة المراهقة بدأت أقرب أكتر وبدأت أحب شخصية دكتور أحمد نفسه مش مجرد كتاباته، بدأت أفرق بين رفعت إسماعيل، وبين أحمد خالد توفيق، دخلت مرحلة الروايات وبدأت شخصيته تؤثر فيّا أكتر، كفاية إن فيه مصطلحات خاصة بينا إحنا الناس اللى بتحبه، محدش بيفهمها غيرنا»، جهد على مدار اليوم للمتابعة والإضافة والتنقيح، فضلاً عن المشاركة فى مجموعات أخرى لذات الهدف: «حاولت على مدار السنة دى أخلى دكتور أحمد فى حياتنا كل يوم»، كان الراحل يعرف بوجود المجموعة عبر مقابلاته مع عكاشة: «قابلته كتير وكنت على علاقة قوية معاه، عمرى ما فوت ظهور ليه فى أى مكتبة من مكتبات القاهرة».
يجد عكاشة فى تنبؤات الراحل الصادقة دافعاً للاستمرار: «بعوض الغياب بكذا طريقة، لو حد بيسأل عن دكتور أحمد خالد توفيق بنعرفه مين هو، لو حد بيبتدى قراءة بنقوله إيه هى المؤلفات وطبيعة الروايات، بستعيد من كتاباته الأجزاء الخاصة بالمناسبات عشان يفضل موجود معانا، عيد الأم، رمضان، العيد الكبير والصغير، كلامه عن كل التفاصيل المرتبطة بالمناسبات المختلفة، بتخليه حاضر طول الوقت وهو فعلاً حاضر طول الوقت، اللى بيكتب مش بيموت، يمكن الفرق بينه وبين التانيين إنه فعلياً طبق جملته الشهيرة (فيه حد واحد بحب أرضيه وبخاف من غضبه هو القارئ)، الراجل ده طول عمره بيكتب لغرض واحد إنه يعلم الشباب، بيكتب بصدق وآراؤه كلها كانت من قلبه ملهاش هدف يخصه غير حبنا ورضانا، ياما ساعد ناس أعرفها، عملياً ومعنوياً، أى حد كان بيبعتله ميل يقوله أنا تعبان نفسياً، كان بيحاول يساعده رغم إنه كان شخصية اكتئابية، كان بيلاقى الوقت وسعة الصدر إنه يرد كل يوم على 40 أو 50 إيميل كلها حاجات شخصية، ممكن بسهولة يتجاهلها، هو اتعامل بأبوة وإحنا حسينا بده وعشان كده هو عايش جوانا».
مساهمات منتظمة عبر الصفحات والمجموعات مقابل مبادرات فردية تأتى بدورها على سبيل الحب، وصلت أوجها فى ذكراه الأولى: «شكراً أحمد خالد توفيق» عنوان لهاشتاج أطلقته الصفحة التى تحمل اسمه، بمبادرة من الكاتب أحمد صبرى غباشى، الذى قام بتسجيل صوتى موجه للراحل يقول: «دكتور أحمد خالد توفيق وحشتنا، كنت لسه من يومين بسأل، يعنى إيه كاتب تغيب عنك كتاباته فتحس بالوحدة، بصراحة إحنا مش حاسين بالوحدة قوى لأنه أكيد انت عارف إنك مش كاتبنا المفضل الوحيد وانت بنفسك كنت حريص على ده، بس التعبير الأدق، مفتقدين الجديد من كتاباتك، إنتاجك كان غزير بشكل محاوط ومالى علينا دماغنا، لحد دلوقتى كل اقتباساتك ومقالاتك ورواياتك وقصصك معانا وحاضرة.. فاتت سنة ولسه بنجتمع ونتكلم عنك، عملت مجتمع كامل قائم على حب كتاباتك والعالم بتاعك، رحيلك علمنا كتير..» ليشارك به عشرات من الشباب بمقاطع فيديو تحمل رسائلهم للراحل.
حاولت رضوى سامى أن تتمالك دموعها فى الفيديو لكن دون جدوى: «الوجع هو هو، كأن لسه حاصل امبارح، كل يوم بنفتكرك وكل يوم انت معانا، وحشتنى جداً وضحكتك الحلوة وكتاباتك وصوتك وانت بتقول حاجات انت كاتبها، مفتقدة آراءك، مفتقدة وجودك، مفتقدة إحساس إن فيه حد من الكبار مش بيزعق لنا وماسك لنا العصاية طول الوقت».