تفسير الأحلام وكتاب "ابن سيرين".. حقيقة أم استغلال لجهل البسطاء

تفسير الأحلام وكتاب "ابن سيرين".. حقيقة أم استغلال لجهل البسطاء
- الأحلام
- مفسري الأحلام
- قصواء الخلالي
- المساء مع قصواء
- ten
- الأحلام
- مفسري الأحلام
- قصواء الخلالي
- المساء مع قصواء
- ten
انتشرت في الفترة الأخيرة برامج تفسير الأحلام والرؤى، عبر الهواتف المحمولة والإنترنت وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة، وسط تساؤول: أي أساس علمي أو ديني يستند إليه؟ إذ يرجع معظم المفسرين لكتاب تفسير الأحلام لابن سيرين.
الإعلامية قصواء الخلاني، ناقشت في برنامجها "المساء مع قصواء" المذاع عبر فضائية "TEN" تفسير الأحلام والرؤى لابن سيرين، بحضور عدد من الخبراء والمتخصصين.
طبيب نفسي: الأصل في الأحلام ما نخزنه في الذاكرة
قال الدكتور عمرو سليمان استشاري الطب النفسي، إن الأصل في الأحلام ما نعيشه ونخزنه في الذاكرة، وأغلب ما نخزنه في العقل معلومات، والأحلام تمثل جزءا من الصحة النفسية لعقل الإنسان، وتعبر عن الإنسان "طبيعي" لا يعاني من أي أمراض نفسية.
وأضاف:" كل ما يشعر به الإنسان من مخاوف يفرغها في أحلامه لذلك من الصحة النفسية التي نقيم بها صحة عقل الإنسان من عدمه أن يكون هناك نوع من الأحلام وهي تكرر أثناء دورات النوم".
وتابع :" يمر الإنسان خلال ساعات نومه بعدة دورات تستمر الواحدة من 60 إلى 90 دقيقة وخلالها يمكن أن يحلم الإنسان بحلم ثم يتوقف الحلم وبعدها يمكن أن يحلم بحلم آخر وهكذا، في نفس الإطار نحن لا نتذكر إلا آخر جزء من الحلم قبل أن نستيقظ لأن العقل يستعد حينها للعودة إلى الواقع وهذا له علاقة بالنمط الذي خلق الله به الإنسان، لأننا لا نصحو فجأة بل يُرتب عقلنا للاستيقاظ ومن ثم إدراك الواقع".
وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن الأحلام تأتي من عقلنا الباطن وما يمر به من خبرات، وذاكرة الإنسان لا تحتمل المعلومات أثناء استيقاظه وبالتالي يخرج ما زاد عن حاجته في صورة حلم سواء مخاوف أو رغبات لا يريد أن يفضح عنها.
قال الدكتور سامي عبدالرحمن أستاذ علم الحديث، إن القرآن الكريم، ذكر الأحلام ثلاث مرات، وسماها بالأضغاث، وذكر الرؤية التي تعتبر نوعا من أنواع الرؤى لدى الأنبياء، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "الرؤية الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له".
وأضاف أستاذ علم الحديث، أن هناك من يستغل البسطاء ويجعل منهم مادة للتكسب عبر تفسير الأحلام بطرق لا أساس لها في الشريعة الإسلامية، معتبرا أن من يظهروا على الشاشات ويفسرون الأحلام حتى وإن كانوا أزهريين مجرد مجتهدين اجتهاد "غير طيب".
وأضاف:" البعض يستغل جهل البسطاء للتكسب لفرض بعض العلوم التي لا أساس لها في الدين".
وتابع :" تفسير الأحلام شئ من عند الله، مش أي حد يشتغل فيه ولابد أن يكون مستند للقرآن والسنة وفي النهاية يقول والله أعلم".
وأوضح أستاذ علم الحديث، أن ترجمة ابن سيرين، لدى بعض العلماء لم يذكروا فيها أنه ألف كتاب تفسير الأحلام، وأن من جمع هذا الكتاب هم تلامذته، وابن سيرين، فسر بعض الأحلام استنادا للسنة والقرآن من وجهة نظره، وكان له فكر ورؤية ومعرفة بالشخصيات التي أمامه وبالتالي كان يفسر من القرآن والسنة بما ينطبق على شخصية الرجل الذي أمامه.
رئيس قسم العادات بأكاديمية الفنون: مفسرو الأحلام ركزوا على جهل العامة
قال الدكتور عبدالحكيم خليل رئيس قسم العادات والمعتقدات والمعارف بأكاديمية الفنون، إن مفسري الأحلام يستندون على الإبداع الإلهامي المعتمد على بصيرة المفسرين، ويعتمدوا في تأويلهم على الشفرة الثقافية الخاصة بالمجتمعات التي يعيشون فيها ويركزون على نقاط الضعف والجهل لدى العامة ومن ثم يستغلونها في الإيحاء لهم بما يقولونه.
وأضاف :"مفسرو الأحلام يعتمدون على ثقافة الجماعة التي يعيشون بينها فيستطيعون الدخول من نقاط الضعف والجهل فالإنسان الذي يشتكي من شئ ما يذهب إلى شيخ أو دجال لأنه افتقد القدرة على العلاج فأين يذهب ؟؟ يلجأ إلى من يقدر على الإيحاء".
وتابع :"كتاب "بن سيرين" يمثل أرضية ينطلق منها كل من يفسرون الأحلام وهو بمثابة أرضية دينية، وعباءة يرتديها المفسرون إذا كانوا يعيشون في مجتمع متدين حتى يستطيع التأثير فيهم، وهناك من يدعي وجود ضريح لابن سيرين في مصر، ويقوم على هذا الضريح شخص ما، هذا الشخص أصبح الآن بمقام بن سيرين ويفسر الرؤى دون علم ويذهب إليه الناس من كل مكان".