"طريق الذهب".. أول وأقدم ممر بري في العالم بمحافظة البحر الأحمر

كتب: شاذلي عبدالراضي

"طريق الذهب".. أول وأقدم ممر بري في العالم بمحافظة البحر الأحمر

"طريق الذهب".. أول وأقدم ممر بري في العالم بمحافظة البحر الأحمر

شيد الفراعنة طريق "القصير- قفط" بطول 180 كيلو مترا، وهو أقصر طريق يربط بين أقرب نقطتين على ساحل البحر الأحمر ووادي النيل، وهما مدينة القصير على ساحل البحر الأحمر ومدينة قفط على شاطئ النيل وأطلق عليه عدة مسميات "قدس الاقداس" و"طريق الإله" و"طريق الحج" و"طريق الذهب".

جاء اهتمام قدماء المصريين بالبحر الأحمر على اعتبار أنه شريان رئيسي  ووسيلة الاتصال بين مصر وأفريقيا وبلاد العرب والهند، وفى ظل هذا الاهتمام كان لا بد من إنشاء الموانئ ودعمها بشبكة من الطرق كي تربط وادي النيل بهذه الموانئ ثم إلى خارج الحدود. 

من هنا جاءت أهمية وضرورة إنشاء طريق يبدأ من مدينة (قفط) بمحافظة قنا إلى مناجم ومحاجر الصحراء الشرقية ثم إلى موانئ البحر الأحمر ومدينة (القصير)، وكان الإله "مين" إله مدينة قفط يوصف بأنه حامى القوافل والدروب الصحراوي. 

شيد الفراعنة هذا الطريق بطولة 180 كيلو مترا، وهو أقصر طريق يربط بين أقرب نقطتين على ساحل البحر الأحمر ووادي النيل وهما القصير وقفط، وهذا "أول وأقدم طريق سلكه الإنسان فى السفر والتجارة"

- سمى بطريق "قدس الأقداس" وطريق "الإله" لأن آلهة الفراعنة هم أول من سلكوه، كما زاره الكثير من ملوك الفراعنة آن ذاك لأهميته، وفى القرن الخامس عشر قبل الميلاد سلكتة الملكة "حتشبسوت" فى رحلاتها البحرية الشهيرة إلى (بلاد بونت).

- وسمى بطريق "وادى الحمامات" لأنه في منتصف الطريق وتحديدا فى الكيلو 80 توجد حمامات الملكة الفرعونية ذات الجمال الآخاذ ... كليوباترا، وحين كانت تسلك هذا الطريق كانت تستريح الملكة على رخام صنع خصيصا لها بالقرب من البئر الذى سمى على اسمها. 

- وسمى أيضا بطريق "الذهب" حيث كانت تسلكة بعثات التنقيب عن الذهب والأحجار الكريمة من وادي الحمامات ومنطقة الفواتير. 

 

وصفت خريطة الذهب الفرعونية (ويرجع تاريخها إلى عصر الملك سيتي الأول المتواجدة بمتحف "تورينو" الإيطالى) هذا الطريق أدق الوصف وحددت طرق المناجم التي تضمه التى يصل عددها إلى 130 منجما منها منجم "السكرى" الشهير بالقرب من مدينة مرسى علم. 

- كما عرف أيضا باسم "طريق الحج" لأنه لم يكن مقصورًا على خدمة حجاج مصر  فقط بل كان مؤهلا لخدمة حجاج العالم القادمين من المغرب العربي والأندلس وحجاج غرب أفريقيا، حيث كانوا يركبون النيل ليصلوا إلى مدينة قفط أو قوص جنوب مصر، ومنها يتخذون هذا الطريق البري إلى مدينة القصير أو إلى ميناء "عيذاب" وهو طريق ينتهي بركوب البحر الأحمر والنزول في الأراضي المقدسة. 

- وسمى أيضا بطريق "الينابيع" استخدمه الفراعنة فى نقل الأحجار من الصحراء إلى النيل لبناء المعابد وخصوصا حجر "البرشتا". 

استخدم الطريق أيضا ممرًا للقوافل التجارية التي ربطت بين مصر والمغرب العربى وغرب أفريقيا من جانب وأرض اليمن والحجاز والهند وجنوب آسيا من جانب آخر، حيث كان من أهم الطرق التجارية في مصر منذ العهود القديمة.


مواضيع متعلقة