"الكلى جابت بول".. قصة نجاح أول حالة زراعة عمرها 36 سنة من محمد غنيم

كتب: صالح رمضان

"الكلى جابت بول".. قصة نجاح أول حالة زراعة عمرها 36 سنة من محمد غنيم

"الكلى جابت بول".. قصة نجاح أول حالة زراعة عمرها 36 سنة من محمد غنيم

"الكلي جابت بول" كلمات انتظرها فريق زرع الكلى بقيادة الدكتور محمد غنيم والفريق المعاون له منذ أكثر من 36 سنة، لمدة 5 أيام، بعد إجراء أول عملية نقل الكلى من شخص إلى آخر، ليبدأ أمل جديد وسيمفونية نجاح، حولت الحلم إلى حقيقة، بزراعة أول كلى في مصر والشرق الأوسط، ولتستمر التجربة وتتطور حتى تمت أكثر من 3000 عملية زراعة ناجحة، بمركز حكومي تعليمي في جامعة المنصورة، ومن التطور والنمو سطر علماء المركز أبحاثهم في كبرى الدوريات العلمية العالمية والتي أصبحت مرجعا للأطباء في العالم.

يحكي الدكتور محمد غنيم، أول تجربة لزراعة الكلى، فيقول: "كان ذلك منذ 36 سنة، عندما كنا قسما متواضعا في مستشفى جامعة المنصورة، وكان معي الدكتور صلاح الحمادي، والدكتور ألبير عشم الله، وكل منا كان له طموح ودرسنا في أمريكا وليفربول بإنجلترا، وفرنسا، وعرضت علينا حالة تحتاج إلى زرع كلى وكانت من قرية ميت بدر خميس وكانت معها ابنتها، وكانت مغامرة كبيرة تحتاج إلى توفيق من الله، وتوكلنا على الله وأجرينا العملية".

ويتذكر غنيم "أول يوم لإجراء العملية نزلت كمية ضخمة من البول، وبعدها توقف تماما وظللت أتابع بالتليفون مع الدكتور جاب الله الذي كان مرابط مع الحالة، لمدة 3 أيام وتوقف البول عن النزول حتى تم إعلان فشل العملية، وفي اليوم الرابع بدأ البول ينزل من جديد، وتابعنا الحالة لمدة 3 أسابيع حتى نجحت العملية، وتعافت المريضة وشفيت بالكامل".

وأكد غنيم أن "الجيل الثاني هو الذي تحمل صعوبات كبيرة وواجهتنا مشاكل كبيرة، ووصلنا إلى 3 آلاف حالة له معنيين هو تتابع الأجيال، والتوثيق ولا يمكن أن نشير إلى شخص بعينه، وأكثر ناس تعبوا هم أطباء أمراض الكلى، ومجموعة مهندسين كويسين، وأهم شيء في الإدارة هم الفنيون".

وأكد الدكتور باسم صلاح، مدير المركز، أن المركز ليس زراعة كلى فقط، وإنما لدينا أكثر من 49 ألف حالة منظار، و6147 استئصال مثانة، وهذا مجهود ناس كثير، شاركت في كل هذا الكم الهائل من العمل، فالمركز يقدم خدمات تعليمية لا مثيل لها في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى أن الكثير من الأساتذة العاملين بالمركز يحاضرون في مختلف المؤتمرات المتعلقة بجراحة الكلى والمسالك البولية، حيث يحرص الأطباء الأجانب على حضور تلك المؤتمرات للاستفادة من علم وخبرات أطباء مركز الكلى.

وأوضح أن المركز ظل محتفظاً بالتصنيف رقم 2 على مستوى العالم فيما يتعلق بأمراض الكلى والمسالك البولية لأعوام طويلة، ولكن في عام 2015 تمكن المركز من الوصول إلى المرتبة رقم 1 على مستوى العالم، حيث تخطى بذلك مركز سان فرانسيسكو لجراحات الكلى والمسالك البولية بالولايات المتحدة الأمريكية.

الدكتور أيمن الرفاعي، رئيس وحدة أمراض وزرع الكلى، أننا حققنا رقما مبهرا، ومعدلات الوفيات أقل بكثير  في حالة زرع الكلى، وزرعنا لناس من بلاد كتير عربية وأفريقية والبرنامج، وأول حالة زرع في نصر في مارس 1976، ومعظم الأبحاث تم نشرها في كبرى المجلات العالمية، وأهم ما يميز البرنامج فهو بمجانية تامة مدى الحياة، وهذا غير موجود في برامج أخرى كثيرة، ويستمر أيضا المتبرع في المتابعة، والمركز مفتوح للمريض 24 ساعة حتى لو شيء غير الكلى، ولو احتاج علاج يصرف له العلاج مجانا.

"حدوتة مصر" هكذا وصف الدكتور بدير علي الدين، رئيس فريق زرع الكلى، المنظومة الموجودة في المركز، وقال إن وضع المركز العلمية تضاهي المستشفيات العالمية بإرادة قوية وراءها ناس كثيرة بذلوا كل رخيص وغالٍ، ووراء هذا الفريق، رجل كان سبب في الشفاء، وكان بالنسبة لنا أيقونة وهو الدكتور محمد غنيم.

وذكر أننا واجهتنا تحديات كبيرة في التخصص ومنها الزراعة في الأطفال وأجرينا 539 حالة حتى الآن بنسبة 18%، وزراعة الكلى ذات الشرايين المتعددة، وأجرينا 312 حالة بنسبة 10% وزراعة الكلى في مرضى مصابين بخلل في المجاري البولية السفلي 305 حالة بنسبة 10%، بالإضافة إلى تحديات أخرى كثيرة منها مرضى السكر، وحالات ذات السمنة الزائدة، وذوي معدلات التجلط المرتفعة، وحالات إعادة زرع الكلي، وقوائم الانتظار المطولة، وسفر الأطباء.


مواضيع متعلقة