بعد قطع مساعدات.. أحلام مهاجري أمريكا الوسطى تصطدم بـ"واقع ترامب"

بعد قطع مساعدات.. أحلام مهاجري أمريكا الوسطى تصطدم بـ"واقع ترامب"
- أمريكا الوسطى
- إغلاق الحدود
- الإدارة الأمريكية
- أزمة الهجرة
- الجدار الحدودي
- الحكومة المكسيكية
- إدارة ترامب
- أمريكا الوسطى
- إغلاق الحدود
- الإدارة الأمريكية
- أزمة الهجرة
- الجدار الحدودي
- الحكومة المكسيكية
- إدارة ترامب
أعلنت الولايات المتحدة، أمس السبت، قطع المساعدات عن دول عدة في أمريكا الوسطى يتهمها الرئيس دونالد ترامب بعدم القيام بأي عمل لوقف تدفق المهاجرين إلى بلاده.
وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، إنه بناء على تعليمات من وزير الخارجية مايك بومبيو: "نحن ننفذ توجيهات الرئيس وننهي برامج المساعدات الخارجية للمثلث الشمالي لأمريكا الوسطى للسنتين الماليتين 2017 و2018"، مضيفا: "سنشرك الكونجرس ليكون جزءاً من هذه العملية".
وأشارت قناة "تيلسور"، إلى أن حوالي 627 مليون دولار أمريكي، خصصها "الكونجرس" الأمريكي لبلدان أمريكا الوسطى في 2018، قد تم حظرها ولا يزال مجهولًا ما إذا كان سيتم تسليم هذه الأموال إليهم، موضحة أن الولايات المتحدة، خصصت 84 مليون دولار أمريكي كمساعدات أجنبية لجواتيمالا، و58 مليون دولار لهندوراس و51 مليون دولار للسلفادور في السنة المالية 2018، التي بدأت من أكتوبر 2017 وانتهت في سبتمبر 2018.
وتابعت "تيلسور"، إنه تم توجيه جزء من هذه الأموال عبر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، موضحة أنه في السنة المالية 2017، بلغت الأموال المتعلقة بمكافحة المخدرات الأمريكية 42 مليون دولار أمريكي في جميع أنحاء أمريكا الوسطى.
وسافر المهاجرون، الذين يأتون في الأساس من هندوراس والسلفادور وجواتيمالا، سيرا على الأقدام معظم الرحلة عبر المكسيك، ويأملون في الحصول على فرصة لطلب اللجوء في الولايات المتحدة، وفر كثيرون من مهاجري أمريكا الوسطى من عنف العصابات أو من مصاعب مالية في بلادهم.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، حول أن ترامب يخطط لخفض مئات الملايين من الدولارات التي تذهب في شكل مساعدات لثلاث دول في أمريكا الوسطى، بسبب نقص مساعداتهم لواشنطن في الحد من تدفق المهاجرين إلى الحدود الأمريكية، إن هذه الخطوة كانت واحدة من أعنف قرارات ترامب في الوقت الذي يُصعد فيه المواجهة مع المكسيك وأمريكا الوسطى بسبب زيادة الهجرة غير النظامية، والتي تشمل إلى حد كبير الأطفال والأسر التي تسعى للحصول على اللجوء، موضحة أن تصرف ترامب الأخير كان تتويجا لمعركة استمرت لأشهر داخل الحكومة الأمريكية حول برنامج المساعدات، والتي بدأت بشكل كبير في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وكانت تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للهجرة وهي ارتفاع معدلات العنف ونقص الوظائف والفقر، فيما قال مسؤول سابق في الولايات المتحدة: "إن هناك فوضى في وزارة الخارجية والسفارات الأمريكية ، ويحاول المسؤولون معرفة ما إذا كان عليهم إلغاء العقود الحالية أو عدم تجديدها".
ويشمل "المثلث الشمالي" كلا من السلفادور وجواتيمالا وهندوراس والتي انطلق منها في السنوات الماضية آلاف المهاجرين هرباً من الفقر والعوز والعنف في محاولة لدخول الولايات المتحدة.
وتشكل "المثلث الشمالي"، المنطقة الأكثر عنفا في العالم خارج بؤر الصراع الرئيسية، وتعتبر جواتيمالا التي تنتشر فيها عصابات من المجرمين وتجار المخدارت من البلدان التي تشهد أعلى نسبة عنف في أمريكا اللاتينية وتسجل معدل 18 جريمة قتل يوميا، وفي السنتين الماضيتين تم تخصيص 1.3 مليار دولار لوزارة الخارجية الأمريكية، كمساعدات رسمية لأمريكا الوسطى، ذهب معظمها لهذه الدول الـ3 التي يحملها ترامب مسؤولية التغاضي عن قوافل المهاجرين.
واتهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قادة السلفادور وهندوراس وجواتيمالا، بأنهم لم يحركا ساكنا لمنع وصول الهجرة غير الشرعية إلى بلاده، وقال في نوفمبر الماضي: "إن عمدة تيخوانا المكسيكية، قال إن مدينته غير مستعدة للتعامل مع هذا العدد الكبير من المهاجرين، هذا الشلل ربما يستمر 6 أشهر، ونحن كذلك، فالولايات المتحدة غير مستعدة لهذا الغزو، ولن تستطيع تحمله، إنهم يرتكبون الجرائم ويسببون المشاكل الكبيرة في المكسيك، عودوا إلى بلادكم!"، وفقا لما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وفي 27 مارس الجاري، قالت الولايات المتحدة، إنها توصلت مع جواتيمالا والسلفادور وهندوراس إلى اتفاق لتنفيذ عمليات شرطة مشتركة في أمريكا الوسطى لتحسين الأمن، لمعالجة "أزمة الهجرة" التي تواجهها.
وكان ترامب، اتهم جارته الجنوبية "المكسيك"، بالفشل في كبح تدفق المهاجرين الذين يدخلون الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة، وهدد بإغلاق الحدود بين بلاده والمكسيك الأسبوع المقبل إذا لم تغير السلطات المكسيكية سلوكها هذا، فيما أشارت "فرانس برس"، إلى أنه في ديسمبر الماضي وافقت الولايات المتحدة والمكسيك على استثمارات كبيرة في "المثلّث الشمالي" وجنوب المكسيك، على أمل وقف تدفق المهاجرين.
وكانت قافلة من مهاجري السلفادور، انطلقت أمس السبت على أمل الوصول إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وقالت شبكة "أيه.بي.سي.نيوز" الإخبارية الأمريكية، إنه لم يتضح ما إذا كان المهاجرون يخططون للقاء آخرين قادمين من جواتيمالا وهندوراس التي نفت حكومتها انطلاق هجرة جماعية أخرى من أرضها، وأوضحت الشبكة الإخبارية، أنه على الرغم من أن القافلة انطلقت تحت اسم "أم كل القوافل"، إلا أنها لم تضم سوى نحو 40 مهاجرا.
وكانت وزيرة الداخلية المكسيكية أولجا سانشيز، قالت في وقت سابق، إن قافلة من مهاجري أمريكا الوسطى ستنطلق وقد تضم أكثر من 20 ألف شخص.
ويقطع المهاجرون من أمريكا اللاتينية آلاف الكيلومترات على أمل الوصول إلى الأراضي الأمريكية عبر المكسيك وطلب اللجوء، ويعبر أكثر من نصف مليون شخص كل عام الحدود الجنوبية للمكسيك في شكل غير قانوني في محاولة للوصول إلى الولايات المتحدة، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وقالت قناة "فرانس 24" الفرنسية: "يفر عدد من هؤلاء من العنف والفقر في جواتيمالا والسلفادور وهندوراس، وخلال عبورهم المكسيك، يقعون غالبا ضحية عصابات إجرامية ومهربين للبشر، وإلى جانب المخاطر التي تعرض لها مهاجرو أمريكا الوسطى، في أثناء توجههم إلى الولايات المتحدة فقد توفي بعض المهاجرون في المكسيك نتيجة لحوادث مرورية، حيث أعلنت نيابة ولاية شياباس المكسيكية 8 مارس 2019، مصرع 25 مهاجرا على الأقل وأصيب 29 آخرين، عندما انقلبت شاحنة كانت تقلهم على طريق سريع في جنوب المكسيك على الحدود مع جواتيمالا".
وفي 25 ديسمبر 2018، قالت الإدارة الأمريكية للجمارك وحماية الحدود، إن طفلا من جواتيمالا عمره 8 سنوات توفي بعد أن احتجزه ضباط الحدود الأمريكيون، ليصبح ثاني طفل مهاجر يلقى حتفه خلال احتجازه في الولايات المتحدة هذا الشهر، وذكرت قناة "يورونيوز" الإخبارية، أن وفاة الطفل جاءت عقب وفاة الطفلة جاكلين كال البالغة من العمر 7 سنوات في أوائل ديسمبر الماضي، وتوفيت جاكلين، وهي أيضا من جواتيمالا، بعد احتجازها مع أبيها في جزء ناء من نيو مكسيكو، وأثارت وفاتها انتقادات حادة من قبل ديمقراطيين ومدافعين عن المهاجرين لسياسات الهجرة التي ينتهجها ترامب، وقالت الإدارة الأمريكية، إن وفاتها تظهر المخاطر التي تنطوي عليها الرحلة وقرار الأسرة عبور الحدود بطريقة غير مشروعة.
بدورها، أشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إلى ارتفاع عدد المعتقلات على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك خلال الفترة الأخيرة، حيث تم احتجاز أكثر من 76 ألف مهاجر في سجون أمريكية خلال فبراير الماضي، معظمهم من أمريكا الوسطى، فيما ذكرت إذاعة صوت ألمانيا "دويتشه فيله"، في تقرير في وقت سابق، أن الآلاف من المهاجرين توجهوا إلى الولايات المتحدة قادمين من أمريكا الوسطى عبر المكسيك بحثا عن حياة أفضل، موضحة أنه بعدما كانت المكسيك ممرا لعبور المهاجرين في رحلتهم الطويلة والمضنية، أصبحت محطة لاستقرار للبعض.
وكانت قافلة المهاجرين من هندوراس، استأنفت رحلتها من مدينة "سيوداد هيدالجو" جنوب المكسيك نحو الولايات المتحدة في 21 أكتوبر الماضي، بعد عبورها الحدود بين المكسيك وجواتيمالا، بعد أن منعتها السلطات المكسيكية من التقدم عبر جسر حدودي مع جواتيمالا، حيث طالبت السلطات المكسيكية المهاجرين بالتقدم بطلبات لجوء للسماح لهم بعبور أراضيها.
وكانت أول دفعة من قافلة مهاجرين من أمريكا الوسطى، في طريقها إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك، وصلت في 4 نوفمبر 2018، إلى العاصمة المكسيكية "مكسيكو سيتي"، واتخذ أفرادها مأوى مؤقتا في ملعب لكرة القدم، فيما وفرت سلطات العاصمة المكسيكية مساعدات طبية ومطابخ لإعداد الطعام، وكان الرئيس المكسيكي السابق إنريكي بينا نييتو، عرض على المهاجرين منحهم أوراق هوية مؤقتة ووظائف إذا قاموا بالتسجيل للحصول على حق اللجوء في ولايتي تشياباس وأواكساكا الجنوبيتين.
وفي 19 نوفمبر الماضي، تظاهر مئات السكان المحليين في مدينة "تيخوانا" شمال غربي ولاية باخا كاليفورنيا على الجانب الآخر من مدينة سان يسيدرو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، احتجاجا على وصول آلاف المهاجرين الذين يسعون للحصول على اللجوء في الولايات المتحدة، وطالب السكان المهاجرين بمغادرة المدينة، وبحسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، نقلا عن عمدة تيخوانا، خوان مانويل جاستيلوم قوله، إنه يتوقع أن يصل عدد المهاجرين الذين يصلون المدينة خلال الأسابيع القليلة المقبلة إلى 10 آلاف شخص، محذرا من أن المدينة غير مستعدة للتعامل مع هذا السيل البشري.
وأعلن جاستيلوم، في 25 نوفمبر الماضي، حالة طوارئ إنسانية بين آلاف المهاجرين الذين وصلوا إلى المدينة الحدودية، وقال إن المدينة لا تستطيع تحمل تكاليف إيواء أكثر من 4700 مهاجر من أمريكا الوسطى في ملعب كرة القدم، مضيفا: "لن أنفق نقود سكان تيخوانا".
وأوضحت صحيفة "البيان" الإماراتية: "تبلغ تكلفة الوجبات للمهاجرين يوميا 550 ألف بيزو "27 ألف دولار"، وقد تم إرسال أكثر من 700 موظف مدني للمساعدة، وفقا لحكومة المدينة.
وأشارت الصحيفة الإماراتية، إلى أن الشرطة المكسيكية، ألقت القبض على 109 مهاجرين على خلفية تهم بسيطة منذ وصول قافلتهم إلى "تيخوانا"، فيما تمت إعادة 71 من المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية.