جزيرة الذهب.. "بروناي" تتحدى العالم وتطبق الرجم والجلد وبتر اليد

جزيرة الذهب.. "بروناي" تتحدى العالم وتطبق الرجم والجلد وبتر اليد
عاصفة أثارها قرار سلطان "بروناي" حسن بلقية، الخاص ببدء تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، على المسلمين فقط، في بلاده اعتبارا من أمس الخميس، حيث ثارت المنظمات الحقوقية ضد القرار الذي ينص على أن العقوبة الجديدة للسرقة هي بتر اليد اليمنى لارتكاب جريمة أولى، والقدم اليسرى لجريمة ثانية، فيما تصبح عقوبة الزنا والمثلية الإعدام.
وطالبت منظمة العفو الدولية بروناي بـ"الوقف الفوري" لتطبيق العقوبات الجديدة، وقالت راشيل شوهوا هوارد الباحثة بمنظمة العفو الدولية: "إن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك على الفور لإدانة وضع هذه العقوبات الوحشية موضع التنفيذ في بروناي، فالتصدي لتشريع مثل هذه القوانين الوحشية وغير الآدمية ضروري، فبعض الممارسات لا يجب اعتبارها جرائم أصلا بما فيها ممارسة الجنس بالتراضي بين بالغين من نفس الجنس".
وقال بيتر تاتشل الناشط في مجال حقوق الإنسان لصحيفة الإندبندنت: "إن هذه الخطوة في بروناي تمثل ردة وتراجعا وستضر بالسياحة الغربية، وستدفع الموهبين من المجتمع المثلي إلى الهروب من البلاد، كما أن بروناي عضو في منظمة الكومنولث وهذا القانون ينتهك المساواة وعدم التمييز التي يقرها ميثاق المنظمة فلابد وأن يتحدث سكرتير عام المنظمة ضد هذه الخطوة".
فيما دعا الممثل الأمريكي جورج كلوني إلى مقاطعة تسعة فنادق فاخرة في أوروبا والولايات المتحدة تمتلكها سلطنة بروناي، ردا على اعتزامها تطبيق عقوبة الإعدام بحق من يقبض عليهم، من المواطنين المسلمين، بتهمة ممارسة الزنا أو ممارسة الجنس بين المثليين.
قصة تطبيق الشريعة في سلطنة بروناي تعود إلى عدة سنوات، حيث كانت أول دولة في جنوب شرق آسيا تعلن تطبيق الشريعة الإسلامية في عام 2014 عبر ثلاث مراحل، الأولى تضمنت الغرامة والسجن لأمور مثل الحمل خارج إطار الزواج أو الإحجام عن صلاة الجمعة وفرض حظر على بيع الكحوليات وتطبيق عقوبات صارمة على الاحتفالات العلنية بالكريسماس.
وخلال السنوات الماضية في الطريق نحو الوصول لتطبيق الأحكام، حظرت بروناي عام 2015 الاحتفالات بعيد الميلاد حرصا على المسلمين، إلا أنها أرجأت تطبيق المرحلتين الثانية والثالثة وتتعلقان بالعقوبات الجنائية المستمدة من الشريعة مثل الرجم كعقوبة للزنا وقطع الأيدي والأرجل كعقوبة للسرقة.
وفي أبريل 2014، أعلن بلقية بدء تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية مثل قطع اليد والرجم حتى الموت والجلد، إلا أن التطبيق العملي تم تأجيله عدة مرات بسبب المعارضة الدولية، ووقوف الأمم المتحدة في وجه سلطان البلاد، حيث أعربت عن "قلقها البالغ" إزاء خطط بروناي لتبني هذا التعديل التشريعي.
وبروناي دار السلام، دولة صغيرة على الساحل الشمالي من جزيرة بورنيو جنوب شرق آسيا، تأسست عام 1884، وهي الدولة المستقلة الوحيدة على جزيرة بورنيو، وتُعد واحدة من أغنى الاقتصادات في جنوب شرق آسيا وذلك بفضل ما فيها من ثروات نفطية ومعدنية وطبيعية، حيث تسمى جزيرة "الذهب الأسود".
وتعتبر الجزيرة الصغيرة التي لا يتعدى عدد سكانها 500 ألف نسمة، أحد أغنى الاقتصادات في العالم، وتعتمد بشكل كبير على المشاريع الأجنبية، ويشكل إنتاج "النفط الخام والغاز الطبيعي" نصف الناتج المحلي الإجمالي، وبفضل هذا تولت منصب رئيس منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادي "أبيك" عام 2000، الجزيرة الصغيرة تُعد سادس أغنى دولة في العالم.
السلطان حسن البلقية معز الدين وعد الله، هو السلطان التاسع والعشرون لسلطنة بروناي، ويعتبر من أثرى أثرياء العالم، عام 2008 ذكرت مجلة فوربس الأمريكية أن قيمة ثروته تقدر بـ20 مليار دولار أمريكي، وقصره من أكبر وأفخر صور العالم، حيث يتكون من 1788 غرفة، و257 حمامًا وتتواجد داخل كل مكان تُحف وأشياء بعضها مُرصع بالذهب والألماس، ويحتوي القصر على 650 لوحة.
الإسلام هو الديانة الرسمية للسلطنة بنسبة 78%، وتتواجد ديانات أخرى بنسب قليلة مثل البوذية 7%، المسيحية 8%، واللغة الرسمية للدولة هي لغة "الملايو" ويتحدث بها ثلثا السكان، مع وجود أقلية تتحدث الصينية، وهناك لغات أخرى للسكان الأصليين وهي "إيبان وتوتونج" ويتحدث بهما حوالي 40,000 شخص، كما تُستخدم اللغة الإنجليزية على نطاق واسع من قبل المغتربين من المواطنين البريطانيين والاستراليين.