«الجولان» سورية رغم أنف «ترامب»
- إيهود باراك
- الأمم المتحدة
- الانسحاب من الجولان
- الجولان السورية
- الحدود السورية
- الرئيس الأمريكى
- الرئيس العراقى
- الشرعية الدولية
- العقوبات الدولية
- أجر
- إيهود باراك
- الأمم المتحدة
- الانسحاب من الجولان
- الجولان السورية
- الحدود السورية
- الرئيس الأمريكى
- الرئيس العراقى
- الشرعية الدولية
- العقوبات الدولية
- أجر
«هضبة الجولان»، هذا المرتفع الذى يروى الكثير من الحكايات المؤثّرة لعائلات سورية فقدت وصالها وتواصلها مع الأهل والأحباب فى الجهة الأخرى من سوريا، زُرتها فى ثمانينات القرن الماضى، وكنت فى ضيافة أحد وجهاء قرية «مجدل شمس» السورية، الذى أخذ يشرح لنا تاريخ هذه الهضبة وبسالتها وصمودها فى وجه احتلال غاشم، بعد أن دمر أكثر من 130 قرية، ولم يبق من ملامحها سوى خمس قرى سورية، هى مجدل شمس وبقعاتا ومسعدة وعين قينية والغجر، حيث يبلغ عدد سكانها 22 ألف سورى، وأثناء الحديث وجدنا أنفسنا نقف على مرتفع عالٍ جداً ينظر على واد سحيق من الحدود السورية، يفصل بينهما سياج شائك حين شاهدنا الأهالى يتخاطبون عبر مكبر الصوت لصعوبة التواصل، وبُعد المسافة بين هضبة مرتفعة ووادٍ خفيض، يسألون بعضهم البعض فى لوعة واضحة ودموع مختنقة عن الأحوال والأشخاص بالاسم، إنه المشهد الحى المؤثر الذى لم ولن أنساه، وهو الذى يؤكد هوية السوريين وتمسّكهم بأرضهم مهما طال أمد احتلالها.
اليوم يأتى مانح العطايا ومالك العالم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ليمنح هذا الجزء الأصيل من سوريا، ويوقع على الاعتراف بوهبه لإسرائيل!! فبعد 52 عاماً من احتلال الجولان فى حرب 1967، يأتى اعتراف «ترامب» بشرعية إسرائيل لها، وإسقاط صفة الاحتلال عنها، تنفيذاً لخطة بعد نحو 46 عاماً من رسالة للرئيس الأمريكى الأسبق «جيرالد فورد» تحمل المضامين ذاتها. لقد خضع الجولان للحكم العسكرى بعد الاحتلال وفرض القانون الإسرائيلى بعد قرار الضّم عام 1981، وقد جوبه القرار بالرفض الدولى، وأعلن مجلس الأمن فى القرار 497 أن قرار الضم باطل ولاغ. ومنذ ذلك الحين ومع تعاقب رؤساء الحكومات الإسرائيلية لم تجر أى اتصالات جدية بشأن الجولان، كما أن حكومتى «ليفى أشكول» و«جولدا مائير» أبقيتا الباب مفتوحاً أمام الانسحاب، لكن بشرط أن تكون هضبة الجولان منزوعة السلاح، الأمر الذى رفضته سوريا، فتوقفت الاتصالات، وحتى مع تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة فى ولايته الأولى (1996 - 1999) ذكر إيهود باراك رئيس الحكومة الأسبق، أن نتنياهو أجرى اتصالات مع السوريين من خلال مبعوثه «رون لاودر»، وكان على استعداد للانسحاب بشكل جزئى من الجولان، لكن نتنياهو نفى ذلك، فيما كان «إيهود أولمرت» آخر رئيس حكومة إسرائيلية يجرى اتصالات مع سوريا بشأن الانسحاب من الجولان، وبوساطة تركية، وبعد أن تولى نتنياهو رئاسة الحكومة الثانية منذ عام 2009 أعلن أن إسرائيل لن تنسحب من الجولان، وأنها ستبقى تحت سيطرة إسرائيل.
بالنسبة لنتنياهو فإن «ترامب» صنع التاريخ مرة أخرى بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها، هذا الاعتراف يشكل دعماً قوياً لنتنياهو وهدية انتخابية مضمونة، نتنياهو يستغل علاقته التى يصفها بالمتميزة بالرئيس الأمريكى فى حملته الانتخابية، مظهراً ما أنجزه كمكاسب شخصية فى وجه خصومه، ولطالما استخدم نتنياهو إيران «كارت إرهاب» بقوله: «لولا الوجود الإسرائيلى فى هضبة الجولان لكانت إيران فى طبرية اليوم»، لكن السؤال الملح الذى يستدعى ذاكرة التاريخ عندما قرر الرئيس العراقى صدام حسين غزو الكويت الدولة المستقلة، واعتبرها ولاية عراقية، ماذا كان رد الفعل الدولى والأمم المتحدة؟ ألم يقف العالم أجمع على قلب رجل واحد مديناً ومستنكراً ورافضاً لهذا الغزو؟! ألم يضع العراق فى خندق الدول المارقة، وفرضت عليه العقوبات الدولية الخانقة؟ ألم يتم ردع العراق واسترجاع الكويت بمساعدة دول عربية؟ لماذا يكتفى العالم الآن بالإدانة والرفض والاستنكار لقرار «ترامب»؟! لماذا لم تتخذ الأمم المتحدة موقفاً واضحاً وحاسماً من هذا القرار، ومن قبله قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل؟! هل هى المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين؟! أم أنه النفاق السياسى والانحياز المطلق للقوة؟! ألا تعتبر سوريا دولة مستقلة، رغم ما تمر به من أزمات، وحرب أهلية طاحنة صنعتها أجهزة المخابرات العالمية؟ هل تحتاج سوريا إلى الشجب، والاكتفاء بالرفض، وتأكيد أن هضبة الجولان السورية محتلة، وستظل وفق قرارات الشرعية الدولية؟ أم أنها تحتاج إلى الفعل! والفعل يعنى لجم جموح هذا الأحمق الموتور وقراراته الرعناء دون الالتفات للعواقب، ألم يحِن الوقت لتمارس الأمم المتحدة دورها دون امتهان أو احتقار لقراراتها حتى تحافظ على الحدود الدنيا من مصداقيتها؟!.