صور| "وجوده زي عدمه"..أهالي كفر الحصة يشتكون من سوء تصميم كوبري المشاة

كتب: نهال سليمان

صور| "وجوده زي عدمه"..أهالي كفر الحصة يشتكون من سوء تصميم كوبري المشاة

صور| "وجوده زي عدمه"..أهالي كفر الحصة يشتكون من سوء تصميم كوبري المشاة

يمر طريق "مصر- الإسكندرية" الزراعي بين القرى والمدن وقد يقسم قرية إلى شقين، لذلك كانت الحاجة ماسة لعمل كباري مشاة تساعد مرور الناس بعيدًا عن أخطار عبور الطريق السريع، وهذا ما قد حدث في قرية "كفر الحصة"، إحدى قرى مركز بنها بالقليوبية، حيث تقرر إنشاء كوبري مشاة منذ 5 سنوات بعد مناشدات عدة من أهالي القرية بسبب كثرة الحوادث نتيجة مرور أهالي القرية سيرا على الأقدام أو ممتطين حمارهم أو العربات الكارو للوصول إلى حقولهم في الجهة الأخرى عبورًا للطريق الزراعي، إلا أن بناء الكوبري جاء مَعيبًا، حيث يمر الكوبري فوق الطريق السريع وخطوط السكة الحديد بطرفين بهما رامبات الصعود والهبوط وبلا سلم، وفي المنتصف لن تجد سلمًا واحدًا بل اثنين يصل من خلالهما العابر إلى طريق يحمل سيارات قادمة من الإسكندرية إلى القاهرة، ليؤدي السِّلمان نفس الوظيفة، فيضطر العابرون لاستخدام الرامبات بمجهود أكبر بفعل عوامل الجاذبية الأرضية أو يعبرون الطريق المحمل بالمخاطر.

بوجهٍ تعلوه الدهشة، كلما جاء جمال عزت لاستخدام الكوبري، يقف في حيرة من أمر الذين أشرفوا على بنائه بسلمين اثنين في المنتصف "السلمين بيعملوا نفس الوظيفة وبينزلوا في نفس المكان وفي نفس الوقت مفيش سلالم في الطرفين"، وتابع مقيم الشعائر حديثه: "كوبري المشاة أصلا في طرف البلد.. والناس في الجهة التانية ماعندهمش ولا دكان بقالة ولا فرن ولا أي حاجة ولو حد احتاج من هناك كيلو علف هيمشي ياما علشان يطلع الرامب والرامب نفسه طويل أوي مش زي السلم"، وتابع "لو عملوا نفق هيبقى أفضل لينا وللعربيات بيقلل المسافة.. أنا لو احتجت جرار يحرث أرضي في الناحية التانية بيروح يعدي من نفق سندنهور علشان الكوبري بتاعنا ضيق ويمشي مسافة كبيرة في الأراضي وده بيكلفني أكتر".

جمال عزت، 47 عاما، الذي يعمل مقيم شعائر، يقول إن ضيق الكوبري يجعله يقرر مرات كثيرة ألا يستخدمه، فإذا صعده مستخدما الموتوسيكل وكان قادما من الجهة الأخرى عربة كارو سيضطر للعودة إلى الخلف "لو حمارتين شايلين برسيم برضو الرامب (مطلع ومنزل) بيكون ضيق..أنا بستخدمه لو معايا موتوسيكل أو عربية كارو وبدعي ربنا محدش يقابلني".

واختتم جمال عزت قائلا: "الناس رايحة جاية بالحمير والعربية لو خبطت أي حد يبقى هو الغلطان والحجة إن فيه كوبري.. مفيش بيت في البلد دي ماحصلش عنده حادثة.. اتعملنا كوبري مشاة ولا كأنه اتعمل وهنفضل بنستسهل ونعدي قدام العربيات لحد ما يجي يومنا على الطريق".

يقف الحاج حسين متولي ذو السبعين عامًا يحمل شرائط الدواء الفارغة متأهبا لمرور الطريق قادما من منطقة المقابر في آخر قرية كفر الحصة، ولأن تأمينه الصحي في مستشفى في "بنها" فإنه يجد نفسه مُرغما على العبور إلى الجهة الأخرى من الطريق ويكلفه ذلك أن يمر من فتحات الطريق بين مخاطر السيارات السريعة لأنه لن يستطيع الصعود على الرامب ضد الجاذبية الأرضية، ما يحتاج إلى مجهود أكبر من استخدام سلم "مش هقدر أطلع الكوبري.. أنا باجي من آخر البلد علشان أوصل الكوبري يعني ماشي كيلو علشان أجيب العلاج والكوبري لوحده كيلو تاني".

"لو اتعمل نفق زي بتاع سندهور والحدادين أو حتى سلم في الطرفين وكان كفاية سلم واحد في النص يبقى أحسن"، الحاجة فُلة امرأة ستينية تعبر الطريق وهي تحمل ما تحتاجه المواشي لديها من برسيم وترافقها أم محمد إبراهيم، 35 عاما، في رحلة يومية تحمل فيها هي الأخرى حملا ثقيلا من النبات الأخضر، وعبرا الطريق سويا بين العربات السريعة ولم يستخدما الرامب ولا السلم، وقالت أم محمد "المسافة بعيدة عن الكوبري وعلى ما أعدي المسافة دي تكون رجلينا قطمت من المشي.. السلم أصلا في مشقة وأنا شايلة البرسيم وغير كدة مفيش سلم الناحية التانية والمطلع طويل وصعب أكتر".. "يا ريت يعملوا سلم أهو أفضل ولو فيه نفق هيكون أفضل وأفضل".

من جانبه، قال المهندس حمدي سلامة رئيس مدينة ومركز بنها، لـ"الوطن"، إن اختصاص مجلس المدينة هو إرسال إخطار للهيئة العامة للطرق والكباري بقليوب، إذ أرسلت الوحدة المحلية بسندنهور للمجلس خطابا أو أرسل إليها أحد المواطنين شكوى وقد تعجب رئيس مجلس المدينة من الأمر قائلا: "لو مفيش سلم الناس بتطلع وتنزل إزاي؟!"، وتابع أن "الكباري وكل ما هو خارجي لا يتبعه"، وأضاف "أي حاجة خارجية مش بتاعتنا إنما ممكن تنزلوا بكاميرا تصوروا وتروحوا الهيئة تقلبوا الدنيا أو حد يبعت لنا شكوى ونخاطب الهيئة وربنا يتمم اللي فيه خير".


مواضيع متعلقة