"تنديد وشجب وتحذير".. تحركات العرب والعالم ضد قرار ترامب بشأن الجولان

كتب: سلوى الزغبي

"تنديد وشجب وتحذير".. تحركات العرب والعالم ضد قرار ترامب بشأن الجولان

"تنديد وشجب وتحذير".. تحركات العرب والعالم ضد قرار ترامب بشأن الجولان

ردود فعل عربية ودولية تتوالى منذ توقيع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، في بداية اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض أمس الاثنين، مرسومًا يعترف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة، التي احتلتها إسرائيل من سوريا في حرب عام 1967، ليضفي المرسوم صبغة رسمية على بيان ترامب في 21 مارس، الذي قال فيه إن الوقت حان للولايات المتحدة لأن تعترف تمامًا بسيادة إسرائيل على الجولان.

الجامعة العربية تستشهد بقرارات مجلس الأمن في الحق السوري

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في بيان رسمي للجامعة، أن إعلان (ترامب) باطل شكلًا وموضوعًا، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحًا ونصًا تخصم من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بل وفي العالم.

وقال: "إن هذا الإعلان الأمريكي لا يغير من وضعية الجولان القانونية شيئًا. الجولان أرض سورية محتلة، ولا تعترف بسيادة إسرائيل عليها أية دولة، وهناك قرارات من مجلس الأمن صدرت بالإجماع لتأكيد هذا المعنى، أهمها القرار 497 لعام 1981 الذي أشار بصورة لا لبس فيها إلى عدم الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السوري، ودعا إسرائيل إلى إلغاء قرار ضم الجولان".

وشدد الأمين العام لجامعة الدول العربية على أن الجامعة تقف بقوة وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، وهو موقف يحظى باجماع عربي واضح وكامل، وستعكسه القرارات الصادرة عن القمة المُرتقبة في تونس مطلع الأسبوع القادم.

الأمم المتحدة "وضع الجولان لم يتغير"

قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمم المتحدة، إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس "واضح في قوله بأن وضع الجولان لم يتغير"، وأضاف خلال مؤتمره الصحفي "بالنسبة للأمين العام (أنتونيو غوتيريش)، من الواضح أن وضع الجولان لم يتغير. إن سياسة الأمم المتحدة فيما يتعلق بالجولان تأتي من القرارات التي اتخذها مجلس الأمن وهذه السياسة لم تتغير".

وسيجري مجلس الأمن الدولي مشاورات مقررة منذ مدة حول قوة الأمم المتحدة المنتشرة في مرتفعات الجولان "يوندوف" الأربعاء.

عواصم الخليج تندد

أعربت دولة الإمارات عن أسفها واستنكارها الشديدين لقرار الإدارة الأميركية، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تقوض فرص التوصل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة، وأكدت على عدم إمكانية تحقيق الاستقرار والسلام طالما تواصل إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية.

‎وأكدت أن الجولان أرض سورية عربية محتلة وأن قرار الإدارة الأمريكية لا يغير هذا الواقع.

‎كما أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي على قرارات مجلس الأمن رقم / 242 / لعام 1967، ورقم / 497 / لعام 1981، والمبادئ المنصوص عليها في مبادرة السلام العربية والمتعلقة بالانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري.

كما أكدت وزارة خارجية البحرين موقفها الثابت باعتبار هضبة الجولان أراض عربية سورية محتلة من قبل إسرائيل في يونيو/حزيران 1967، وهو ما تؤكد عليه قرارات مجلس الأمن الدولي.

وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، إن بلاده تأسف بشأن القرار الأمريكي المتعلق بالجولان، مشيرًا إلى أن الكويت كانت تتوقع اتخاذ إجراءات من شانها "احتواء الاحتقان في المنطقة".

وأكد الجارالله أن قرار ترامب سيؤدي إلى "مزيد من التوتر ودهور عملية السلام المتعثرة أصلا"، وفقا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا).

وشدد نائب وزير الخارجية الكويتي على موقف بلاده الثابت من أن الجولان أرض سورية محتلة، وأشار إلى أن قرار ترامب يخالف القوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن والقرار 497 الذي يدعو إسرائيل إلى عدم ضم الجولان.

وطالبت الكويت من وصفتهم بـ"الأصدقاء" الأمريكيين بالتراجع عن هذا القرار لما سيثيره من ردود فعل وتداعيات سلبية.

وأفاد بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية أن الرياض "أعربت عن رفضها التام، واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة".

وأكدت السعودية في بيانها أن اعتراف ترامب بالجولان أرضا إسرائيلية "ستكون له آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن واستقرار المنطقة".

روسيا تحذر من تداعيات سلبية

أعرب الكرملين عن أسفه إزاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، محذرًا من تداعيات سلبية سيجلبها هذا القرار إلى المنطقة دون أدنى شك، وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين اليوم الثلاثاء أن إعلان ترامب بشأن الجولان خطوة جديدة تتخذها واشنطن في مخالفة واضحة للقانون الدولي، قائلا: "هذا القرار ستكون له تداعيات سلبية بالنسبة للتسوية الفلسطينية الإسرائيلية وبالنسبة للمزاج العام للتسوية السياسية في سوريا، وهذا لا يثير شكوكا لدى أحد".

وأشار المتحدث إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث بعد ساعات في الكرملين مع نظيره اللبناني ميشال عون مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط في ضوء القرار الأمريكي حول الجولان.

الأردن: "قرار أحادي سيزيد التوتر"

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في بيان إن "موقف المملكة ثابت وواضح في رفض ضم إسرائيل الجولان المحتل وفي رفض أي قرار يعترف بهذا الضم".

وأضاف أن القرار الأمريكي "أحادي سيزيد التوتر في المنطقة، ولا يغير حقيقة أن الجولان المحتل أرض سورية، يتطلب تحقيق السلام الشامل والدائم إنهاء احتلالها وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".

وشدد الصفدي على "ضرورة التزام المجتمع الدولي هذه القرارات التي تؤكد عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة".

لبنان: "لا لأي بلد أن يزور التاريخ"

أفادت وزارة الخارجية اللبنانية أن "الإعلان الرئاسي الأمريكي بخصوص أحقية إسرائيل بضم هضبة الجولان السوري، هو أمر مدان ويخالف كل قواعد القانون الدولي، ويقوض أي جهد للوصول إلى السلام العادل"، وتابعت أن "مبدأ الأرض مقابل السلام يسقط، إذ عندما لا تبقى من أرض لتعاد لا يبقى من سلام ليعطى".

وأكدت أن "هضبة الجولان أرض سورية عربية ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة، ولا لأي بلد أن يزور التاريخ بنقل ملكية أرض من بلد إلى آخر".

وحذرت "إذا كانت إسرائيل تعتقد أنها تتوسع بالاستيلاء على الأراضي عن طريق العنف والعدوان، فإنها ستجد نفسها بعزلة أكبر وأمام هزيمة عسكرية جديدة، لن تنفعها عندها لا قوتها ولا عنصريتها".

 


مواضيع متعلقة