من التغريد إلى التوقيع.. رحلة الأيام الخمسة في "تهويد الجولان"

كتب: عبدالرحمن قناوي

من التغريد إلى التوقيع.. رحلة الأيام الخمسة في "تهويد الجولان"

من التغريد إلى التوقيع.. رحلة الأيام الخمسة في "تهويد الجولان"

"بعد 52 سنة، حان الوقت للولايات المتحدة للاعتراف الكامل بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة الأهمية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي"، تغريدة كتبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، الخميس الماضي، وصلت إلى توقيعه مرسوما جديدا يعترف فيه بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وبين التغريدة والاعتراف ثارت عاصفةٌ لم تهدأ حتى الآن.

تغريدة ترامب أثارت ردود فعل عالمية منددة بها، حيث أكدت مصر، في  بيان صادر عن الرئاسة، موقفها الثابت باعتبار الجولان السوري أرضا محتلة وفق قرارات الشرعية الدولية، ووصفت روسيا القرار بأنه "انتهاك لقرارات الأمم المتحدة"، ويهدد الاستقرار في الشرق الأوسط، حسب الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن الأمم المتحدة ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة التي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي، مضيفًا أن موقف الأمم المتحدة لم يتغير بعد إعلان الرئيس الأمريكي بخصوص الجولان".

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن باريس لا تعترف بضم إسرائيل لهضبة الجولان،  والذي يتعارض مع القانون الدولي، وسار على دربها الاتحاد الأوروبي، الذي أعلن أنه لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، حيث قالت مايا كوسيانتشيتش، المتحدثة باسم رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فيديريكا موجيريني، إن "موقف الاتحاد الأوروبي" إزاء انتماء مرتفعات الجولان" لم يتغير وأنه، "بموجب القانون الدولي، لا يعترف بسيادة إسرائيل على الأراضي التي احتلتها في عام 1967، بما فيها مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها جزءا من الأراضي الإسرائيلية".

كما أعلنت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، أن مرتفعات الجولان هي أرض سورية تحتلها إسرائيل، ردًا على قرار ترامب، ونقلت وكالة "رويترز" عن المتحدثة باسم الحكومة الألمانية، أولريكه ديمر، القول إن "تغيير الحدود الوطنية لا بد أن يكون عبر وسائل سلمية بين جميع الأطراف المعنية".

ووجهت دمشق، عبر وزارة الخارجية والمغتربين السورية رسالة،  إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول تصريحات الرئيس الأمريكي، التي وصفتها بـ"غير المسؤولة والخطيرة"، حول الجولان العربي السوري المحتل، مؤكدة أن الإدارة الأمريكية لا تمتلك أي حق أو ولاية في أن تقرر مصير الجولان العربي السوري المحتل.

الجامعة العربية وصفت دعوة ترامب بأنها "باطلة"، كما قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن التصريحات الصادرة عن أقطاب الإدارة الأمريكية والتي تمهد لاعتراف رسمي أمريكي بسيادة إسرائيلي على الجولان السوري المحتل تعتبر خارجة بشكل كامل عن القانون الدولي.

مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، خرج متحديًا جميع ردود الفعل والرفض العالمية، ليعلن أن ترامب اتخذ قراره بشأن الجولان، مضيفًا أنها مختلفة عن "القرم"، لترد المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بالوعد بتصحيح العمل الإعلامي حول شبه جزيرة القرم.

من جانبه، زار بنيامين نتنياهو، رئيس حكومة الاحتلال، الولايات المتحدة الأمريكية من أجل بحث موضوع الجولان وتصريحات سيد البيت الأبيض، التي وصفها بالـ"التاريخية"، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليخرج بعدها  إسرائيل كاتز، وزير الخارجية الإسرائيلي، معلنًا أن ترامب سيوقع قرارا، يعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، في لقائه مع نتانياهو.

تغريدة كاتز أكدها نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، الذي أعلن منذ عدة ساعات، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيوقع إعلان الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وهو ما حدث بالفعل خلال اللقاء الذي جمعهما.


مواضيع متعلقة