صفعة أمريكية جديدة للعرب.. تعرف على "مرتفعات الجولان" السورية وأهميتها

كتب: محمد حسن عامر

صفعة أمريكية جديدة للعرب.. تعرف على "مرتفعات الجولان" السورية وأهميتها

صفعة أمريكية جديدة للعرب.. تعرف على "مرتفعات الجولان" السورية وأهميتها

وقَّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، مرسوما جديدا يعترف فيه بالسيادة الإسرائيلي على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

 وجاء القرار خلال لقاء الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي يزور الولايات المتحدة حاليا.

وقبل أسابيع من الذكرى الأولى لمراسم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، القرار الذي أشغل غضبا عربيا ودوليا لم تنطفئ ناره بعد، يواصل الرئيس الأمريكي استفزازه للشعوب العربية بعد أن أعلن مؤخرا أنه قد حان الوقت للاعتراف بسيادة الاحتلال الإسرائيلي على مرتفعات الجولان المحتلة منذ حرب 1967.

وأكد الرئيس الأمريكي مجددا أنه فكر كثيرا في قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، مشيرا إلى أنه "قرار صعب"، في حديث لقناة "فوكس بيزنس".

وقال "ترامب": "فكرت في القيام بذلك منذ فترة طويلة. وهذا كان قرارا صعبا بالنسبة لكل الرؤساء (الأمريكيين)، ولم يقم أي واحد منهم بذلك. وهذا يشبه مسألة القدس وأنا قمت بذلك". وكانت إسرائيل احتلت "الجولان" بعد حرب 1967، ثم أقامت بها مستوطنات عقب التوصل إلى هدنة عام 1974.

وترصد "الوطن" بعض المعلومات حول "الجولان" في الأسطر التالية:

1-   أين تقع مرتفعات "الجولان"؟

هي هضبة صخرية في جنوب غرب سوريا ذات أهمية استراتيجية كبيرة، تبعد عن العاصمة السورية دمشق بنحو 50 كيلومترا، واستخدمتها المدفعية السورية لقصف شمال إسرائيل بين عامي 1948 و1967. وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي حرب عام 1967، وحاولت سوريا استعادتها في حرب أكتوبر 1973، لكن قوات الاحتلال نجحت في التصدي للهجوم السوري الذي أوقع خسائر كبيرة بإسرائيل.

وقدم البلدان هدنة عام 1974 وتم نشر قوة مراقبة دولية على خط وقف إطلاق النار في العام ذاته.

ومع وقف الحرب والدخول إلى هدنة خضعت للسيطرة العسكرية للاحتلال. نفذت إسرائيل عمليات استيطان واسعة فيها كما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحاليا تضم نحو 30 مستوطنة إسرائيلية ونحو 20 ألف مستوطن، ويعيش فيها نحو 20 ألف سوري أغلبهم من طائفة الدروز، وأعلنت إسرائيل من جانب واحد سيادتها على الجولان عام 1981، إلا أن القرار الإسرائيلي لاقى رفضا دوليا وأكدت الأمم المتحدة ومجلس الأمن أنها قوة احتلال

2-   ما أهمية مرتفعات الجولان المحتلة؟

بها جبل الشيخ الواقع قرب خط الهدنة وارتفاعه 2800 متر، وقد منح الجبل الاحتلال موقعا ممتازا لمراقبة أي تحرك عسكري سوري، كما أن الطبيعة الجغرافية للمرتفعات كانت بمثابة حائط صد طبيعي لأي تحرك عسكري سوري، وهي مصدر مهم للمياه فأمطارها تغذي نهر الأردن وتمد إسرائيل بثلث احتياجاتها من المياه، يقع بمرتفعات الجولان أيضا أراضي المنطقة البركانية وهي من أخصب الأراضي، كما أنها تضم المنتجع الوحيد للتزحلق على الجليد الذي يستخدمه الإسرائيليون.

3-  ما موقف سوريا منها بعد الهدنة مع الاحتلال؟

تمسكت سوريا بحقها في الجولان، وفي الوقت ذاته أعلنت أن عودة الجولان المحتلة إلى السيادة السورية شرط لأي اتفاق سلام يمكن إبرامه مع إسرائيل، وكان الرئيس السوري بشار الأسد صرح بذلك عام 2003. في المقابل كانت "تل أبيب" تعرض التنازل عن معظمها لسوريا من أجل اتفاق سلام، إلا أن "دمشق" أكدت مرارا تمسكها بالسيادة السورية على كامل الجولان، وكان ذلك عام 1999 وعام 2000، وكان في فترة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود باراك.

4-   لماذا رفضت إسرائيل التنازل عنها بالكامل؟

 السيطرة السورية الكاملة على الجولان تمنح سوريا بلا شك مميزات عسكرية، لكن إلى جانب ذلك، فإن السيطرة السورية الكاملة على الجولان تعني ببساطة السيطرة على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبريا، وبحيرة طبريا هي المصدر الرئيسي للمياه الصالحة للشرب في إسرائيل، حيث تقع حدودها على بعد أمتار من الشاطئ، وبالتالي تتمسك إسرائيل بالسيطرة الكاملة على البحيرة. فضلا عن أن سيطرة سوريا تعني إنهاء وجود المستوطنين وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية، وهي مشكلة سيتم تصديرها إلى "تل أبيب" وتلقى رفضا داخليا.

5-  كيف تعامل "نتنياهو" مع وضع "الجولان"؟

لم يبد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نهجا لينا مقارنة بـ"باراك"، حيث أعلن أنه سيتبع نهجا أكثر تشددا في التعامل مع هذه القضية عندما تم انتخابه رئيسا للوزراء في عام 2009، وتأكيد السيادة الإسرائيلية الكاملة على "الجولان"، وتسببت مواقف "نتنياهو" المتشددة في إنهاء أي آمال في الفترة الماضية لعملية سلام إسرائيلية سورية، خاصة وأن "دمشق" أوقفت بدورها أي تعاطي مع "نتنياهو" بهذا الخصوص.

6-  كيف أثرت الأحداث في سوريا على وضع "الجولان"؟

حاولت الولايات المتحدة الأمريكية في فترة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إحياء مفاوضات السلام بين "دمشق" و"تل أبيب"، حتى أنه أعلن استئناف المفاوضات بين الطرفين قبل عام 2011، لكن مع اندلاع احتجاجات ما سمي بالربيع العربي والتي دفعت سوريا إلى حرب أهلية انشغلت الحكومة السورية بالأوضاع الداخلية، وتوقفت هذه المفاوضات.

 


مواضيع متعلقة