مشمع وأكياس.. حيل الباعة الجائلين لحماية البضاعة من المطر المفاجئ

كتب: عبدالله عويس

مشمع وأكياس.. حيل الباعة الجائلين لحماية البضاعة من المطر المفاجئ

مشمع وأكياس.. حيل الباعة الجائلين لحماية البضاعة من المطر المفاجئ

كشرارة إنذار تنطلق لربات البيوت، فعليهن وضع "مشمع"، أو "رفع الغسيل"، من على الأحبال، لكن الأمور في الشارع تبدوا أكثر تعقيدا حال نزول المطر المفاجئ، فالجائلون  يبحثون سريعا عن مكان مناسب للوقوف ببضاعتهم، وأصحاب المحال يبحثون عن "مشمع" أو  قطع قماش كبيرة لحماية المنتجات، بينما يخفي أصحاب المخابز والمأكولات منتجاتهم أسفل طبقات معقدة من الأغطية.

يبيع رجب على الثوم، ويخرج الرجل من القناطر على "تروسيكل"، يضع عليه كل بضاعته، ويتحرك به إلى سوق شعبية في شبرا الخيمة، ويبيعه هناك، على فرشة يملكها، ومع تحرك الرجل، بدأت قطرات المطر بالنزول، لكنه لم يهتم في البداية، حتى زادت حدتها فاضطر للوقوف أسفل مظلة، حتى انتهاء تلك الزخات، التي من الممكن أن تفسد البضاعة.

"التوم لو اتبل مية وقعد شوية يبوظ، وأنا ممكن مبيعش الكمية كلها، فاللي هروح بيه ده أكيد هيبقى عبء عليا"، يحكي الرجل، الذي اضطره المطر للتوقف عدة دقائق، يرى أنها ستكون مؤثرة في يومه، فمع كل دقيقة تمضي يخسر زبونا محتملا: "بقف في حتة ناشفة لحد ما الدنيا تهدى والمطر يخف وبعد كده أتحرك بالشغل بتاعي".

 

لم يكن لدى محمود فتحي "مشمع" داخل محله، فدرجات الحرارة التي ارتفعت منذ أيام، دفعته لوضع "المشمع" في المنزل، باعتبار أن الشتاء قد انصرف، ولا توجد احتمالية لسقوط المطر، ولذلك كان على الشاب الذي يبيع الحقائب الجلدية، التوجه لشراء أكياس بلاستيكية كبيرة وقطعها وتوزيعها على البضاعة سريعا: "عملت كده على طول، واتشريت بـ6 جنيه أكياس، لحين ما أقدر أدخل المعروض برة جوة المحل" يحكي الشاب ذو الـ23 عاما، بينما كان يحاول تجفيف بعض الحقائب، وإلى جواره عدد آخر من المحلات تبيع الملابس، كان لكل واحد منهم تصرف مختلف عن الآخر، فبينما نشر أحدهم "ستارة" كبيرة فوق الملابس، كان الآخرون يسارعون إلى إدخال البضاعة للمحل.

"لما المطرة تنزل وإحنا مش جاهزين بتبقى صعبة على الشغل"، باعة الخبز والمأكولات، المعروضة في الشارع، لم يكن أمامهم سوى إخراج "المشمع" سريعا، ولا يفارق ذلك البلاستيك الشفاف أماكن عملهم، فالمطر قد يكون سببا في تلف البضاعة، والعواصف الترابية كذلك: "وعشان كده صيف  وشتاء  الحاجات دي موجودة عندنا"، قالها محمود سالم، بينما كان يغطي عددا من المخبوزات التي لديه.


مواضيع متعلقة