آخرها في الزاوية الحمراء.. مواقف ظهر فيها المصريون بثوب "سوبر مان"

آخرها في الزاوية الحمراء.. مواقف ظهر فيها المصريون بثوب "سوبر مان"
- الزاوية الحمراء
- شاب ينقذ
- محطة مصر
- سيدة البلاكونة
- رصيف نمرة 6
- الزاوية الحمراء
- شاب ينقذ
- محطة مصر
- سيدة البلاكونة
- رصيف نمرة 6
يقع أحدهم في ورطة ما، يحاصر من جميع الجهات والاتجاهات، تضيق الدنيا في وجهه وتغلق كل المنافذ، ويظن أنه لا مفر من الموت المحتوم، وفي تلك اللحظات يظهر له البطل المنقذ من العدم، ليمنحه الحياة مرة أخرى، مشهدٌ تكرر في سلسلة أفلام "سوبر مان" الشهيرة، والتي يقوم بطلها الأسطوري بإنقاذ الحيوات ومحاربة الأشرار.
في مصر، لم يكن أهلها في حاجة ليكونوا شخصيات أسطورية، كي يقوموا بأعمال بطولية في مواقف صعبة، يتقمصون فيها شخصية "سوبر مان الغلابة" لتخرج منهم أعمال ربما ما كانوا مدركين أنهم قادرون على الإتيان بها، ولم تخطر ببالهم قط في الأوقات العادية التي لم يقعوا فيها تحت تأثير تلك المواقف الصعبة.
آخر تلك المواقف البطولية التي ارتدى صاحبها ثوب "سوبر مان الغلابة"، شهدته منطقة الزاوية الحمراء، حيث تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقطع فيديو لأحد الشباب ينقذ ثلاثة أطفال من حريق طال شقتهم التي تقع في أحد الأدوار المرتفعة.
وظهر الشاب في الفيديو يتسلق مواسير الغاز بشكل سريع ودقيق، ليحمل أحد الأطفال الثلاثة من داخل الشرفة على ظهره وينزل به على الماسورة لأقرب شرفة ويسلمه لبعض الأهالي، ثم يصعد مرة أخرى وينقذ الطفل الثاني ونزل به بنفس الطريقة أيضًا، وكرر نفس العملية مع الثالث.
وفي نهاية الشهر الماضي، وخلال الحريق الذي اشتعل في محطة مصر، بعد اصطدام أحد الجرارات برصيف "نمرة 6" بالمحطة، وبينما تشتعل النيران في أجساد الركاب الأقرب للجرار المشتعل نتيجة انفجار "تنك الوقود"، ويصبح الفزع والهلع سيد الموقف في صفوف كل من في المحطة، ظهر في الأفق ثلاثة أشخاص تقمصوا دور "سوبر مان الغلابة".
وليد مرضي ومحمد عبد الرحمن ومحمد ذئب، ثلاثة من عمال أكشاك الشركة الوطنية لإدارة عربات النوم يرتدون الزي الأبيض والأسود، ويحملون "جراكن" مياه يطفئون الأشخاص الذين طالتهم النيران، ليتحولوا إلى أبطال شعبيين خلال ساعات من تداول صورهم وأخبارهم على مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الجرائد وشاشات التليفزيون.
وفي فبراير الماضي أيضًا، تقمص أهالي منطقة فيصل دور "سوبر مان"، بعدما أنقذوا سيدة كادت أن تسقط من الدور الثاني، في الواقعة المعروفة إعلاميًا باسم "سيدة البلاكونة"، حيث تعاونوا على حملها وإعادتها مرة أخرى إلى الشرفة التي كانت على وشك أن تسقط منها.
وفي مطلع العام الحالي، شهدت عزبة الهجانة التابعة لمدينة نصر، حالة بطولية من نوع خاص، حيث ظهر "سوبر مان الغلابة" في هذه المرة، ممسكًا بميكروفون أحد المساجد في المنطقة، لينقذ كنيسة السيدة العذراء وأبو سيفين من هجوم إرهابي.
وأبلغ إمام مسجد الحق، الكائن بنهاية شارع مصطفى النحاس بعزبة الهجانة، القوى الأمنية المكلفة بحراسة كنيسة السيدة العذراء وأبو سيفين، بوجود عبوات ناسفة أعلى سطح المسجد، لتعمل القوات الأمنية على تفكيك العبوات الناسفة، وتنفجر إحداها أثناء التفكيك، ويستشهد أحد الضباط، ويتم إنقاذ مئات الأرواح بفضل إمام المسجد.
وفي الإسماعيلية، خلال شهر يناير الماضي، ظهر "سوبر مان" آخر، حيث طالب عدد من أهالي المحافظة، بتكريم النقيب محمد حسام حجازي الضابط بإدارة مرور المحافظة، بعدما تسبب في إنقاذ العديد من الأرواح داخل عقار سكني، بعد اشتعال النيران في أحد مخزن خاص بأجهزة التكييف موجود فيه.
وكان النقيب محمد حجازي في طريقه إلى مقر عمله بإدارة مرور الإسماعيلية، وأثناء مروره بشارع "شبين الكوم" الرئيسي بالإسماعيلية، شاهد ألسنة اللهب تخرج من مخزن أسفل عقار سكني كبير، بينما تتعالى استغاثات الأهالي منه، وعلى الفور أوقف سيارته الخاصة وتوجه إلى مكان الحريق وطمأن الأهالي، واستخدم طفاية الحريق الخاصة بسيارته واستطاع الدخول إلى المكان وسيطر على الحريق، وساهم في إخماده.
واستطاع حجازي بخبرته الشرطية السيطرة على المنافذ التي قد تؤدي لامتداد الحريق إلى باقي العقار، حتى وصل رجال الحماية المدنية وتم السيطرة التامة على الحريق وإخماده تماما دون وقوع أي خسائر في الأرواح البشرية، ليعبر الأهالي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رغبتهم في إعطاء هذا النموذج الوطني حقه حتى يكون قدوة لأجيال قادمة، مؤكدين أن الضابط غامر بحياته ولم يتراجع لحظة واحدة في إنقاذ العشرات من الأرواح غير عابئ بالأضرار التي من الممكن أن تلحق به.