"المحميات الطبيعية".. ثروة قومية مع إيقاف التنفيذ

"المحميات الطبيعية".. ثروة قومية مع إيقاف التنفيذ
- المحميات الطبيعية
- بيئة النواب
- ياسمين فؤاد
- البيئة
- تطوير المحميات الطبيعية
- الاستثمار السياحى
- المحميات الطبيعية
- بيئة النواب
- ياسمين فؤاد
- البيئة
- تطوير المحميات الطبيعية
- الاستثمار السياحى
شهدت السياحة نمواً متسارعاً خلال العقود القليلة الماضية، وساهمت بشكل كبير فى الاقتصاد المحلى بما يمثل 10% من الناتج المحلى الإجمالى العالمى، كما أنها توفر 1 من كل 10 وظائف فى العالم، مما يؤدى إلى زيادة الدخل وفرص العمل للمجتمعات المحلية، وبدأ الحديث عن مصطلح السياحة البيئية منذ مطلع ثمانينات القرن العشرين، وهو مصطلح جاء ليعبّر عن نوع جديد من النشاط السياحى الصديق للبيئة، والذى أصبح يمثل الآن ما يقدر بنحو 11.4٪ من إجمالى إنفاق المستهلكين على مستوى السياحة العالمية، وتعتمد السياحة البيئية بشكل موسع على المحميات الطبيعية، حيث يوجد تقريباً أكثر من 210 آلاف محمية عالمياً، وصل حجم إيراداتها إلى 7.6 تريليون دولار أمريكى.
وتعددت الدول التى تولى اهتماماً خاصاً للسياحة البيئية حول العالم، حيث حققت «كندا» مليارات الدولارات من هذا النوع من السياحة، كما حولت كوستاريكا نحو 25% من مساحة أراضيها إلى مناطق محمية على شكل متنزهات وملاجئ للحياة البرية، وقد استقبلت من خلالها 800 ألف سائح أجنبى سنوياً، واستقبلت غابة «فونتنبلو» فى فرنسا خلال العام الماضى فقط أكثر من 13 مليون زائر. وعلى مستوى المنطقة العربية تتصدر دولتا «الإمارات وسلطنة عمان» خريطة تحويل المحميات والجزر التابعة لها إلى منتجعات ومعالم سياحية تجذب السائحين من مختلف دول العالم، لتنافس بها جُزر هاواى والمالديف.
وزيرة البيئة: الاستثمار فى المحميات الطبيعية يجلب 30 مليار جنيه سنوياً.. وندرس تحصيل رسوم الزيارة بالدولار من الأجانب
ويوجد فى مصر نحو 30 محمية طبيعية، تغطى أكثر من 15% من مساحة مصر، إلا أنها تعانى قصوراً وإهمالاً أدى فى النهاية إلى ضعف الإقبال عليها من المصريين والسياح الأجانب على حد سواء، وأصبحت سياحة المحميات بمصر فى مرتبة متأخرة والحلقة الأضعف فى حركة السياحة، حيث تزاول 13 محمية فقط نشاطها فى 8 محافظات، وبلغ متوسط عدد الزائرين لها نحو 800 ألف زائر خلال عام 2017 من إجمالى عدد السياح الوافدين إلى مصر الذى تخطى حاجز 8.3 مليون سائح فى نفس الفترة.
وفى هذا الصدد قالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن السياحة البيئية خلال الفترة الماضية لم تكُن فى وضعها الأمثل، إلا أنه أصبح هناك توجه قوى من الدولة لتنشيط هذه السياحة وكانت البداية المعلنة من خلال استضافة مصر لمؤتمر التنوع البيولوجى فى نهاية العام الماضى، مضيفة أنه جارٍ العمل على تطوير البنية التحتية بالمحميات التى تجذب فئة محددة من السائحين.
وأوضحت الوزيرة أنه تم وضع استراتيجية للسياحة البيئية فى مصر، تستهدف الترويج لرياضة «مشاهدة الطيور المهاجرة»، لذلك تم البدء فى تحسين ومعالجة مياه بحيرات الأكسدة بشرم الشيخ التى تستقبل مسارات هذه الطيور خلال شهرى أبريل وأكتوبر، لافتة إلى أن الوزارة عملت على تحسين كفاءة محمية «سالوجا وغزال» بمدينة أسوان التى تُعد مدينة الشلال الأول لنهر النيل، كما تنظر عودة دفع قيمة تذاكر دخول المحميات الطبيعية بالدولار من الأجانب بدلاً من الجنيه المصرى.
رئيس "بيئة النواب": جارٍ إعداد قانون "السياحة الاستشفائية".. و"صدقى": لدينا 1346 موقعاً جذاباً فى هذا المجال.. وننسق مع "البيئة" لإقامة فنادق ومنتجعات خضراء
وأشارت إلى أن هناك مشروعات أجنبية عديدة تم توقيعها لتطوير المحميات الطبيعية أهمها مشروع تابع للبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة ومرفق البيئة العالمية، بتكلفة تقدر بـ2.5 مليون دولار، وذلك لدمج التنوع البيولوجى فى السياحة البيئية، متوقعة أن الاستثمار السياحى فى المحميات الطبيعية سيضيف للدخل القومى على الأقل 30 مليار جنيه سنوياً، بالإضافة إلى توفير 10 آلاف فرصة عمل من خلال المشروعات المبتكرة فى المحميات الطبيعية، موضحة أنه خلال الفترة المقبلة سيتم تفعيل «حق الاستخدام» الذى من المقرر أن يتم من خلاله إشراك المجتمع المحلى والقطاع الخاص لتدشين بعض الخدمات التى يحتاجها الزوار داخل المحميات.
من جانبه طالب مجدى علام، أمين عام خبراء البيئة العرب، وزارة السياحة بإنشاء هيئة مستقلة للسياحة البيئية فى مصر، إضافة إلى إنشاء العديد من المرافق بالقرب من الأماكن البيئية، موضحاً أنه على الرغم من امتلاك الدولة جميع العناصر التى تؤهلها للمنافسة العالمية فى تلك السياحة، إلا أننا لا نستغل سوى 10% فقط من هذه الإمكانيات.
وأضاف أن مصر تمتلك أكثر من 12 نوعاً للسياحة البيئية أبرزها السياحة الصحراوية، والشاطئية، وسياحة المحميات الطبيعية والمياه الكبريتية، والبحيرات، مشيراً إلى أن هناك توجهاً من الدولة بإعادة البحيرات إلى حالتها الطبيعية مما يسهم فى دعم سياحة البحيرات الداخلية كبحيرة ناصر، والبرلس.
13 مليون زائر لمحمية فى فرنسا خلال عام واحد.. و30 محمية فى مصر تستقبل 800 ألف سائح فقط
وأشار «علام» إلى أن مصر تمتلك 4 مسارات أساسية للطيور المهاجرة، ولكنها لم تستطع أن تجذب سوى 100 ألف سائح، فى الوقت الذى بلغ فيه حجم سياحة الطيور المهاجرة عالمياً نحو 26 مليون سائح، مشدداً على ضرورة الاتفاق مع شركة ترويج عالمية لتنشيط السياحة البيئية.
فيما يرى السيد حجازى، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أن المشكلة تكمن فى عملية الترويج والتسويق لمثل هذه السياحة، مؤكداً أن مصر تمتلك العديد من المناطق الطبيعية التى لم تستغل بالشكل الأمثل أبرزها محمية وادى دجلة، ورأس محمد التى يمكن أن تحقق عائداً اقتصادياً كبيراً.
وأوضح أنه يتم حالياً إعداد قانون «السياحة البيئية الاستشفائية» بالتعاون بين لجنتى البيئة والسياحة، لافتاً إلى أنه تم إصدار قانون المحميات الطبيعية خلال الأيام الماضية، الذى تضمن إنشاء «الهيئة العامة للمحميات الطبيعية»، بجميع المحافظات التى توجد بها محميات، وستعمل على إعداد الخطط اللازمة للإدارة والإشراف على صيانة المحميات بما يكفل تحقيق التنمية المستدامة، وإعداد استراتيجيات التنمية الاقتصادية لها.
وفى نفس السياق، قال عمرو صدقى، رئيس لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، إن مصر لم تتخذ خطوات جادة لتنشيط السياحة البيئية إلا مؤخراً، عندما بدأ الحديث عن قانون السياحة الصحية التى تعتمد بشكل رئيسى على أماكن الموارد الطبيعية، مشيراً إلى أن هناك نحو 1346 موقعاً يصلح للسياحة الاستشفائية فى مصر التى يجب على الدولة استغلالها.
وأضاف «صدقى» أن لجنة السياحة بالبرلمان تناقش مع وزارة البيئة مشروع إقامة فنادق بيئية متخصصة جديدة تضاهى مثيلتها العالمية التى تقوم بشكل أساسى على ترشيد استهلاك المياه والطاقة واستخدام المساكن الطبيعية، منوهاً بضرورة تطبيق قوانين صارمة لردع أى شكل من أشكال التعديات على المحميات الطبيعية.
وقالت نهلة نصار، رئيس قسم الدراسات السياحية بجامعة حلوان، إن الاستثمار فى المحميات الطبيعية يجب أن يتم من خلال معايير محسوبة مثل الطاقة الاستيعابية لكل محمية والمحافظة على الموارد من التدهور وعدم وجود سوء استخدام، مشيرة إلى أن المحميات ستفيد الاقتصاد المصرى من خلال تحويلها إلى مزار سياحى مع الاحتفاظ بالاشتراطات البيئية العالمية، مما يسهم فى تنمية الاستثمار وجذب السائحين.
وترى أن هذه المحميات تحتاج إلى برامج سياحية جديدة من خلال إنشاء محميات خاصة للطيور وأخرى خاصة بأنواع الحيوانات المختلفة، مضيفة أنه يجب تنظيم حملة يدشنها المجتمع المدنى لحماية المحميات الطبيعية بكل أنواعها من التعدى عليها وعدم الاعتماد على الحكومة فقط.