"الجولان".. معلومات عن الهضبة السورية المحتلة

"الجولان".. معلومات عن الهضبة السورية المحتلة
يدل ظهور اسم الجولان في المصادر القديمة وبلغات متعددة على قدم الاسم من جهة، وعلى أهمية المنطقة ودورها الحضاري في حقب مختلفة من التاريخ.
ولاقى البحث عن اسم الجولان وأصله في العصر الحديث اهتماما واسعا لدى الكتاب والمثقفين، خاصة بعد نشأة الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أخذ موضوع الجولان بعدا سياسيا نتيجة محاولة إسرائيل إعادة الاسم إلى اللغة العبرية لتثبيت الحق اليهودي في أرض الجولان وربطه بمصطلح "أرض الميعاد"، حسب الدراسة المنشورة بعنوان "في أصل تسمية الجولان" بمجلة الجولان الثقافي عام 2007.
وتقع هضبة الجولان في الجزء الجنوبي الغربي من الجمهورية العربية السورية الحالية، في المنطقة الواقعة على طريق القوافل المؤدية من بغداد ودمشق إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط شرق خط جرينتش، بين خطي الطول الغربي 35 درجة و6 دقائق والطول الشرقي ودائرتي العرض الجنوبي 33 درجة و15 دقيقة والعرض الشمالي 32، وترتفع الهضبة تدريجياً عند التوجه من الجنوب إلى 2 درجة و40 دقيقة شمال خط الاستواء.
الجولان أرض عربية سورية تقع في أقصى جنوب غرب سورية على امتداد حدودها مع فلسطين، وتقدر مساحته الإجمالية بـ1860 كيلو متر، وتأخذ شكلا متطاولا من الشمال إلى الجنوب على مسافة نحو 75 كيلومترا بعرض متوسط يتراوح بين 18-27 كيلومترا.
لموقع الجولان الجغرافي أهمية كبيرة جعلت منه منطقة عبور القوافل والجيوش والشعوب منذ القدم، ومسرحا لصراع دائم على مر العصور.
الأطماع الإسرائيلية التوسعية في فلسطين وما حولها، وخاصة الجولان، تؤكدها الوثائق والتصريحات الصهيونية القديمة والجديدة، حيث رسم ديفيد بن جوريون تصوره لدولة إسرائيل في وثيقة وضعها عام 1918، جاء فيها "يجب أن تضم حدود الدولة اليهودية النقب برمته وجزءا من سنجق دمشق وأقضية القنيطرة ووادي عنجر وحاصبيا".
تقسم حدود الجولان إلى قسمين، الحدود الجغرافية والحدود السياسية، أما الحدود الجغرافية فيحد هضبة الجولان من الجهة الشمالية السفح الجنوبي والجنوبيالشرقي من جبل حرمون "الشيخ" الذي يشكل حدودها مع لبنان، ويحدها من الغرب نهر الأردن وبحيرة طبريا ويشكلان حدودها مع فلسطين، ومن الجنوب المجرى الأسفل لنهر اليرموك الذي يفصلها عن مرتفعات عجلون والأردن الشمالية الغربية، أما من الشرق فيحدها وادي الرقاد الذي يشكل الحدود الإدارية مع محافظتي درعا ودمشق.
ويضم الجولان إداريا ثلاثة أقضية، هي: قضاء الجولان أو القنيطرة، وقضاء الزاوية، وقد اتخذ الجولان الصفة الإدارية بعد إحداث محافظة القنيطرة وقضاء وادي العجم والتي تبلغ مساحتها 1860 كيلومتراً مربعا وتضم الوحدة الجغرافية المعروفة بمنطقة الجولان، وتبعد القنيطرة مركز المحافظة عن وسط مدينة دمشق ما يقارب من 67 كيلومترا.
أما الحدود السياسية، فإن بلاد الشام لم تعرف الحدود السياسية حتى الحرب العالمية الأولى، لأنها كانت وحدة سياسية ضمت وحدات إدارية تعرضت للتغيير حسبما تقتضيه الظروف السياسية والإقليمية لكل حدث منها، وكانت منطقة الجولان في التقسيمات الإدارية العثمانية تقع ضمن ولاية دمشق، وسارت حدود الولاية مع الضفة الغربية لنهر الأردن وشمل تداخلها منابع هذا النهر وبحيرة الحوله، ثم تدخل الحدود بحيرة طبرية لتسير في وسطها وتسير، مع الضفة الغربية لنهر الأردن تاركة إياه ضمن ولاية سوريا.
وظل هذا الوضع حتى الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية في هذه الحرب، ثم مجيء الاستعمار الفرنسي والبريطاني اللذين عملا على اقتسام ما تبقى من ممتلكات الدولة العثمانية، بموجب اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 التي قسمت بلاد الشام إلى أربع وحداتسياسية هي: سورية ولبنان وفلسطين وشرقي الأردن، وبموجب هذه الاتفاقية فقد أدخلت بحيرة طبرية بالكامل ومنطقة الجليل الأعلى وجميع مصادر نهر الأردن ضمن حدود الجولان السوري، وفتحت المجال واسعا لمساومات بريطانية فرنسية حول الحدود السياسية بين سوريا وفلسطين كما لعبت الحركة الصهيونية دورا بارزا في هذه المساومات وأثرت كثيرا فيها.
بقيت الحدود الدولية قائمة حتى حرب عام 1948، والتي أدت إلى توقيع الدول العربية لاتفاقيات الهدنة مع إسرائيل، ووفق اتفاقية الهدنة السورية - الإسرائيلية والموقعة بتاريخ 20/7/1949 ، ظهر ما بات يعرف بالمناطق المجردة من السلاح وهي المناطق الواقعة بين خط الهدنة الجديد وخط الحدود الدولية عام 192، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن المناطق المجردة من السلاح كانت أحد الأسباب الرئيسية، لاندلاع حرب 1967، بعد المخالفات والاستفزازات التي قامت بها إسرائيل في تلك المنطقة.
أفرغت القوات الإسرائيلية العسكرية فور احتلالها هضبة الجولان نتيجة حرب 1967، المنطقة من أصحابها العرب بتهجيرهم من بيوتهم وإجلائهم عن أراضيهم كانت أهم مسألة عانى منها الجولان من جراء الاحتلال هي عملية التهجير الجماعي.
وبهذه السياسة أصبح الجولان مسرحاً للبدء بإقامة المستوطنات الإسرائيلية وطرد السكان بعد أن حققت إسرائيل غايتها في المنطقة، وتخلصت من أهم مشكلة قد تواجهها أثناء عملية بناء المستوطنات وهي العائق الديمغرافي، فقد انحصر ما تبقى من السكان في القرى الخمس الموجودة في المنطقة الشمالية.
كما بسطت سيطرتها الكاملة على مصادره المائية كافة، التي تمثل 14% من مخزون سوريا المائي قبل 4 يونيو 1967 وقامت بزرع الألغام في المناطق الزراعية وحول المناطق المأهولة بالسكان، وحولت كثير من المواقع والقرى إلى مواقع عسكرية.
بعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973 وحرب الاستنزاف التي تلتها، وقعت سوريا وإسرائيل على اتفاقية فك الاشتباك عام 1974، والتي تمت بموجبها إعادة مدينة القنيطرة إلى السيادة السورية بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية بعملية تدمير همجية كاملة للمدينة.
وفيما يلي بعض المعطيات والأرقام بشأن أوضاع بالجولان منذ الاحتلال:
- مساحة الجولان (محافظة القنيطرة) 1860 كيلومترا.
- مساحة المنطقة التي احتلت في أعقاب عدوان 1967، 1250 كيلومترا.
- مساحة المنطقة المحررة عام 1974 نحو 100 كيلو متر.
- مساحة المنطقة المتبقية تحت الاحتلال الإسرائيلي 1150 كيلومترا.
- عدد سكان الجولان وفق إحصاء 1966، بلغ 153 ألف نسمة.
- عدد سكان المنطقة التي احتلت عام 1967، 138 ألف نسمة.
- عدد السكان الذين شردتهم إسرائيل أثناء وبعد العدوان، 131 ألف نسمة، وأصبحوا الآن ما يزيد عن 600 ألف نسمة.
- عدد السكان المتبقين داخل المنطقة المحتلة عام 1967، 7 آلاف نسمة، وأصبحوا الآن أكثر من 19 ألف نسمة.
- عدد قرى الجولان 164 قرية و146 مزرعة، ومدينتان هما القنيطرة ووفيق.
- عدد القرى التي وقعت تحت الاحتلال 137 قرية، و112 مزرعة بالإضافة إلى مدينتي القنيطرة وفيق.
- عدد القرى التي بقيت بسكانها 6 قرى: مجدل شمس، مسعدة، بقعاثا، عين قنية، والغجر وسحيتا.
- عدد المستوطنات في الجولان 45 مستوطنة منتشرة على أنقاض القرى العربية السورية التي دمرتها إسرائيل.
- عدد المستوطنين الإسرائيليين في الجولان 20 ألف مستوطن.
- عدد الإصابات منذ عام 1967 تبلغ531 إصابة منهم 202 وفيات معظمهم من الأطفال، وهناك 329 مصاباً بإعاقات دائمة ومزدوجة.
- عدد السجناء والمعتقلين منذ العام 67 وحتى اليوم نحو (700) مواطن.
- السجناء في زنازين الاحتلال الإسرائيلي يعدون حالياً بالعشرات ويقضي بعضهم أحكاماً طويلة تصل إلى (37) عاما.
- عمل الاحتلال الإسرائيلي على تدمير ما يزيد عن (131) قرية و (112) مزرعة ومدينتين في الأعوام 1971-1972.
- تم تهجير سكان سحيتا إلى مسعدة، ودمر الاحتلال القرية وحولها إلى معسكر.
- يوجد في الجولان المحتل (76) حقل ألغام، وينتشر فيها نحو مليوني لغم من الأنواع الفتاكة والقنابل العنقودية من مختلف الأنواع.
- يوجد في الجولان المحتل (60) معسكراً للجيش الإسرائيلي تقريباً، أحد هذه المعسكرات في مجدل شمس وتحيط به البيوت من الجهات الأربعة.