طفلان حرما من السمع ويبحثان عن فرصة بالحياة.. ووالدتهما تناشد "السيسي"

كتب: سمر عبد الرحمن

طفلان حرما من السمع ويبحثان عن فرصة بالحياة.. ووالدتهما تناشد "السيسي"

طفلان حرما من السمع ويبحثان عن فرصة بالحياة.. ووالدتهما تناشد "السيسي"

في غرفة صغيرة تفتقد كافة وسائل التهوية، وعلى سرير متهالك وغير آدمي، أعدته الأم ليكون وسيلة لنوم أطفالها الـ 3، يعيش 5 أفراد جاءوا من أقصى صعيد مصر، بحثًا عن حياة كريمة وعلاجًا للأطفال، بمدينة دسوق في محافظة كفر الشيخ، استأجروا غرفة واحدة وأعدت الأم سريرًا واحدًا، حيث صنعته من باب الغرفة، ووضعت عليه قصاصات من القماش، وضعتها داخل أخرى لتكون بمثابة "مرتبة"، تعلوها كوفرته متهالكة، إلى جوارها عدد من الأواني القديمة، وعددًا من الأكياس البلاستيكية بها بعض الأطعمة تبرع بها فاعلو الخير.

وتعيش الأسرة معاناتها بعد إصابة اثنين من الأطفال بفقدان السمع واحتياجهما لإجراء زراعات "قوقعة"، ينام الزوج الذى يعمل "تباعًا" على إحدى سيارات الأجرة، على الأرض غير الممهدة في هذه الغرفة التي استأجرها، وسط جدران آيلة للسقوط ، وأثاثا محطما ورائحة تزكم الأنوف.

وبدموع لم تجف حزنًا على أطفالها، تروى نسمة محروس على، الأم العشرينية مأساتها مع مرض طفليها قائلة: "تزوجت منذ 5 سنوات بمركز جهينة التابع لمحافظة سوهاج، من زوجي عنتر علي إبراهيم، الذى يعمل عاملاً باليومية، وفى السنة الأولى حملت حملًا طبيعيا لم يكن به مشاكل، وأنجبت طفلي الأكبر أحمد، وبعد أشهر من ولادته، فوجئت أنه ينام كثيرًا وشعرت أنه لا يسمع، وتوجهت به لعدد من الأطباء أكدوا لي أنه فاقداً للسمع بنسبة تتجاوز الـ 90%، وذهبنا لأطباء كثيرين جميعهم اجمعوا على احتياجه لإجراء عملية زرع قوقعة بالأذن، ولأننا لا نملك من حطام الدنيا شيئًا، لا نستطيع توفير ثمن العملية التي يتجاوز الـ200الف جنيه.

- والدة الطفلين لـ"السيسي": "يحتاجان لعمليتي زرع قوقعة بنصف مليون جنيه"

بصبر ورضا بما قسمه الله لها تستكمل الأم المكلومة حديثها، "بعد عامين من ولادة احمد رزقني الله بطفلتي الثانية حبيبة، كانت الفرحة تنتابني وقولت ان الله سيعوضني خيرًا ويداوي جراحي بعد فشلي في إجراء العملية لأحمد، لكن مأساتي تقررت، حينما اكتشفت ان طفلتي الثانية هي أيضاً تعانى من ضعف السمع، وتحتاج لنفس الإجراءات التي يحتاجها شقيقها، وبعدما بعنا كل ما نملك في رحلة علاج الطفلين، تركنا الصعيد وجئنا الى كفر الشيخ، بحثاً عن عمل وحياة كريمة، وبحثاً عن أيادي حانية تحنو علينا وتعالج اطفالنا، استأجرنا غرفة واحدة واستدنا من الجيران من أجل علاجهما دون فائدة، فالأثنين يحتاجان لزرع قواقع تتخطى تكلفتهما الـ 400 ألف جنيه بخلاف المصروفات أي نحتاج لنصف مليون جنيه، وفقًا لآراء الأطباء، حيث أنهما يعانيان من ضعف سمعي عصبي شديد، ولم يتحسن باستخدام المعينات السمعية".

الأم: "بعنا ما نملك ونعيش على مساعدات الناس"

"كان نفسي يسمعا صوت ضحكاتي وأنا أناغهما وأنادي عليهما، عاشا لحظاتهما الأولى بصمت لم يكسره صوت ضحكتي، كل أملي في الحياة أن أراهما يسمعان مثل بقية الأطفال، يداعباني ويناديا علىٍ لكنى فقدت الأمل بعدما تقدمت بطلب للتأمين الصحي للموافقة على تحمل تكاليف العمليتين، فأخبروني أنهم لم يستطيعوا تحمل تكلفة العمليتين، وكل ما اتمناه هو إجراء العملية لابني وبنتي لكي يسمعا ويتكلما مثل الآخرين".

تتجمد نظرات الأم العاجزة عن فعل شيء للحظات معلنة رفض الاستسلام، لكنها تعود لتناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإنقاذ طفليها: "لو كنت أملك من حطام الدنيا شيئًا لما أخرته على أبنائي"، بس بعنا كل ما نملك في رحلة العلاج، لكن العين بصيرة والأيد قصيرة، إحنا غلابه وعلى الله، جوزي شغال تباع يا دوب بيكفي احتياجاتنا بالعافية، إحنا عايشين على تبرعات أهل الخير، الفحوصات والتحاليل والأشعات استنزفت كل ما لدينا، والمشوار طويل ياريس، بس وقفت ومش قادرة أكمله أنا وجوزي، إيجار الغرفة الناس بيدفعوه، إحنا عايشين كالأموات، ما لناش أي مصدر رزق ثابت، ولا عندنا مال وكل اللي أنا طالباه ولادي يعملوا العملية، ويخفوا ويبقوا زي الناس".


مواضيع متعلقة