مُسنة مريضة للرئيس: "نفسي في علاج وأوضة آدمية قبل ما أموت وحيدة"

كتب: سمر عبد الرحمن

مُسنة مريضة للرئيس: "نفسي في علاج وأوضة آدمية قبل ما أموت وحيدة"

مُسنة مريضة للرئيس: "نفسي في علاج وأوضة آدمية قبل ما أموت وحيدة"

في غرفة صغيرة مُظلمة، لا تحتوي إلا على بعض المقتنيات القديمة فكل ما تملكه من الحياة هو «سرير مُهلهل، دون غطاء، إلى جواره وابور غاز قديم، تعلوه عدد من أواني الألمونيوم القديمة، وزجاجة مياه تملؤها وعددا من الأكياس البلاستيكية بها بعض الأطعمة تبرع المواطنين، وكرسي خشبي تضع عليه قدميها المتورمتان»، تعيش «كريمة عبد الوهاب»، مُسنة بلغت من العمر54 عاما، بمفردها بمنطقة المستعمرة التابعة لمدينة دسوق في محافظة كفر الشيخ، تعاني آلاما شديدة في الركبتين جعلتها لا تتحرك منذ سنوات طويلة، وزاد الألم عقب فقدان زوجها ونجلها وابنتها، وإصابتها بعدة أمراض مزمنة كـ«السكر والضغط وتورم القدمين وخشونة في الركبة»، تنام على الأرض غير الممهدة في هذه الغرفة المظلمة، التي تفتقد للتهوية، وسط جدران آيلة للسقوط وسقف معروش بالخشب على وشك الانهيار، تفوح منه رائحة «العفن».

وبدموع تتساقط تروى المُسنة قصتها قائلة: «توفي زوجي قبل سنوات وترك لي ولد وبنت، وبعده بسنوات لحقته أبنتى أثناء وضعها لطفلها، فصبرت وتحملت لعل الله يعوضنى خيراً فى أبنى، الا اننى فقدته أيضاً بعد سنوات من وفاة زوجى وأبنتى، ليتركونى فى الدنيا وحيدة، دون راعى ولا من ينفق علىٍ، ومن كثرة حزنى على فقدان زوجى وأولادى أُصبت بعدداً من الأمراض، منها السكر والضغط، بالاضافة الى إصابتى بتورم فى القدمين لا أعلم سببه وخشونة الركبتين، أفقدنى القدرة على التحرك، وأعيش على تبرعات أهل الخير ومساعدة شقيقتى وزوجها العامل ، الذى يعيش اليوم بيومه للإنفاق على اسرته».

وأضافت «كريمة»، أتقاضى 300 جنيه معاشا شهريا من التضامن الاجتماعي، وفوجئت بوقفه دون سبب، وأقوم بدفع إيجار الغرفة أحيانا 325 جنيها، ويدفعه أهل الخير أحيانا أخرى، لكني لا أجد من يعالجني ولا ثمن علاج السكر والأمراض التي أعانى منها، ولا أقوى على التحرك من أجل العمل، وأخشى أن أموت في هذا المكان دون أن يدري بي أحد، وكل ما أتمناه أن يوفر لي الرئيس عبد الفتاح السيسي ثمن العلاج، يوفر لي غرفة واحدة آدمية أعيش بها ما تبقى من عمري.

وبملامح لا تخلو من الحزن وقسوة الحياة، تابعت السيدة، «كل ما أطلبه أن أعيش الأيام المتبقية فى عمرى فى آمان ومكان آمن صحياً، ضاقت بى الحياة وأعيش على التبرعات، ولا أستطع التحرك، وأتنقل الى دورة المياه مُستندة على شقيقتى التى تساعدنى من وقت لآخر، ووصف الأطباء تورم قدماى بأنه مرض الفيل النادر الذى لا يوجد له علاج، فضلاً عن زيادة وزنى، أنا عاوزة اتعالج ياريس، نفسى بس فى علاج ونفسى أعيش».


مواضيع متعلقة