فلسطينيو غزة ينتفضون ضد حكم حماس.. وقمع "ملتحي" لصرخة "بدنا نعيش"

كتب: بهاء الدين عياد

فلسطينيو غزة ينتفضون ضد حكم حماس.. وقمع "ملتحي" لصرخة "بدنا نعيش"

فلسطينيو غزة ينتفضون ضد حكم حماس.. وقمع "ملتحي" لصرخة "بدنا نعيش"

بالقمع والرصاص والعنف والاعتقالات؛ تصدت قوات حركة حماس الفلسطينية لنداءات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر من الاحتلال والخاضع في نفس الوقت لحكم الأمر الواقع الذي تسيطر عليه الحركة المنتمية على التنظيم العالمي لجماعة الإخوان.

ويتعرض شباب الحراك الثوري بحملة "بدنا نعيش" للضرب بالهراوات وتكسير العظام من قبل ميليشيات حركة حماس، لم يتوقف الأمر على من خرجوا للشوارع بل أن معظم مع عبروا عن دعمهم لهذا الحراك من كتاب وروائيين وصحفيين وغيره قد تعرضوا لاقتحام منازلهم على يد قوات أمن حماس، ووصلات من الضرب المبرح الذي نقل على إثره العديد منهم في حالة حرجة إلى أقسام الطوارئ بالمستشفيات.

وتعبيرا عن ذلك قالت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في نسختها العربية في تقرير لها: "نجا الروائي والمناضل الفلسطيني عاطف أبو سيف مرات عدة من الاعتداءات الإسرائيلية، قصفاً وإطلاق رصاص، لكنه لم ينجُ من اعتداء (ذوي القربى) في غزة، التي ولد في مخيمها الشهير جباليا".

أعرب مجلس منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، في بيان الثلاثاء، عن خشيته من تعرض مئات المتظاهرين الذين اعتقلتهم حماس خلال مشاركتهم في احتجاجات ضد غلاء المعيشة في قطاع غزة، إلى التعذيب وسوء المعاملة.

وخرجت في الأسبوع الأخير مظاهرات ضد الضرائب التي تفرضها حكومة حماس في قطاع غزة، وتنادي بتحسين الحياة المعيشية الصعبة، في إطار حملة "بدنا نعيش" ما يشكل تحديا جديدا لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة المحاصر، بحسب وكالة فرانس برس. 

ويرى خبراء ومحللون، أنه رغم تعقد المشهد، فإن حراك "بدنا نعيش" يؤسس لمرحلة جديدة ضد حماس وتفتح آفاقا لتغيير الوضع القائم الذي أفرزته سلطة الأمر الواقع التي تفرضها الحركة "الاسلامية" على القطاع المُحاصر والمُحتل.

وقال الدكتور محمد جمعة الباحث المتخصص في الشؤون الفلسطينية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لـ"الوطن"، إن ما يحدث هو تأثير تراكمي سواء لما تفعله حماس أو لأوضاع القطاع ككل، مضيفا في رده على استفسار حول إذا ما كانت مسيرات العودة المستمرة منذ شهور ضد الاحتلال الإسرائيلي شجعت ايضا على الخروج على حماس: "هناك أزمة انسانية واقتصادية وبالتراكم تصل لنقطة حرجة، وبالتأكيد خروج الناس في مسيرات العودة لفترة عام تقريبا، وتدريب الناس على هذا الفعل النضالي له أثر في خروج الناس ضد حماس هذه المرة.

وأضاف "جمعة"، "رغم أن الناس رأت أن ما رعته حماس وسمي مسيرات العودة لم يكن للعودة ولا غيره من وجهة نظر حماس، بل مجرد توظيف لهذا الفعل النضالي الوطني من جانب الشعب الفلسطيني المُحاصر في قطاع غزة لمصالح فئوية وليس وطنية.. والدليل أن حماس لديها استعداد لوقف هذه المسيرات إذا اقدمت اسرائيل على بعض الأمور والتسهيلات والتفاهمات، أو إن وصلت أموال من قطر بتسهيلات من إسرائيل".

وتابع الباحث "ما يحدث طبيعي وما أإقدمت عليه حماس بقمع الناس بهذا الشكل شيء مشين، وأتصور أنه دون تضخيم لحقيقة ما حصل، حماس في مأزق كبير جداـ ولكن للأسف الشديد فكرة أن حماس تراجع نفسها أو تقيم مأزقها غير وارد حاليا، وسوف يزداد في القطاع توتر الأمور ومأزق الناس مع حماس".

ولفت "جمعة"، إلى ضرورة التفرقة بين خروج الناس في مسيرات العودة وتوظيف حماس لهذا الفعل النضالي سياسيا، قائلا "نفرق بين ما أسمته حماس بمسيرة العودة كتوظيف لهذا الفعل للبحث عن مخرج لحماس، وهنا لا أريد أن الألط بين حماس وبين الجماهير التي خرجت طوال عام، فقد خرجت بدوافع وطنية، ولكن حماس من أرادت توظيف هذا الفعل النضالي".

"البعض يقول إذا كانت مطالب المتظاهرين تتعلق بالأوضاع المعيشية والانسانية المسؤول الاحتلال الاسرائيلي وحصاره للقطاع بالأساس، فكيف يُلقى باللوم على "حماس" يتساءل "جمعة"، موضحا: "طالما وضعت حماس نفسها كسلطة مسؤولة يجب أن تتحمل نتائج ذلك، لأنها سيطرت على القطاع منذ العام 2007، وتحاول أن تصف نفسها بأنها عنوان للقطاع، وتعقد هدن مع سرائيل وتستقبل وفودا أجنبية وتعقد اجتماعات للمجلس التشريعي وتشكل حكومات وغيره، وبطبيعة الحال إسرائيل تحاصر القطاع بالفعل، وأيضا الرئيس الفلسطيني أبو مازن أقدم على خطوات ذات طابع اقتصادي في إطار مناكفته السياسية مع حماس، ولكن حماس طالما تمارس كل سلطة الحكم والسيطرة في غزة، فإنها المسؤول عما أفرزه حكمها من أزمات".

ورغم أن مطالب المتظاهرين الفلسطينيين تبدو معيشية وذات طابع اقتصادي، فإن الباحث المتخصص في الشؤون الفلسطينية اعتبر أن هناك في غزة من يتمنى تنحي حماس عن المشهد تماما وهناك ناس بسطاء يتمنون الحياة وتحسن الأوضاع الحياتية والإنسانية، مضيفا: "هناك مظاهر كثيرة للاعتراض على حكم حماس (بدنا نعيش) وشعارات (أبناءنا هرموا)، فقد أضاعوا 12 عاما من حياتهم في ظل حماس، في حين أبناء قيادات حماس يعيشون حياة مترفة، وهناك أيضا هتافات تعبر عن ضرورة تنحية حماس (حماس.. برا برا).

وتابع "جمعة": "اتصور أن مساحة الفريق الذي يطالب بتنحي حماس عن الحكم في قطاع غزة مساحة كبيرة في القطاع وليست من بين خصومها التقليديين فقط، ولدينا مؤشرات كثيرة سابقة وخاصة في ذكرى الاحتفال بوفاة عرفات قبل عدة سنوات وجدنا الجماهير التي خرجت بشكل عفوي ليس تأييدا لفتح ولكن اشبه بتصويت عقابي ضد حماس".

واختتم الباحث حديثه قائلا: "تجربتها لها إفرازات سلبية كثيرة أضعفت من شعبية حماس في القطاع وأوجدت مساحات كبيرة من الاعتراض على حكم حماس والمطالبة بوضع نهاية له، بل إن من المفارقات أن شعبية حماس في الضفة ربما تكون أعلى من القطاع وتجربتها في غزة سيئة وبلغت مستوى يحتاج إلى مراجعة عاجلة من عقلاء حماس".


مواضيع متعلقة