بريد الوطن| هل الحب فى الصغر كالنقش على الحجر؟

كتب: الوطن

بريد الوطن| هل الحب فى الصغر كالنقش على الحجر؟

بريد الوطن| هل الحب فى الصغر كالنقش على الحجر؟

أنظر فى المرآة وأتأمل بعض الشعرات البيضاء، التى بدأت فى حط رحالها على مقدمة الرأس، إيذاناً منها ببدء مرحلة أخرى من مراحل العمر، مرحلة إعادة العقل إلى منصة التفكير من جديد، تلك المرحلة التى تعمل عملية تدوير الأهداف لمرحلة جديدة من الحياة، ولكن ما هذه الأرفف التى تحملها خزانة عقلى ويحمل قلبى مفتاح تلك الخزانة؟ هل أنا إنسان تتحكم فيه العاطفة لهذه الدرجة التى تجعلنى أحتفظ بهذه الأرفف، التى أحمل فيها ذكريات العمر، وكلما أحسست بوحشة الواقع أخرجت تلك الذكريات من على هذه الأرفف أقلب صفحاتها بلطف حتى لا أزعج تلك الذكريات التى ما زلت أعيشها مع مرور كل هذه السنوات، فلا يمكننى أن أنسى بيتنا القديم هذا البيت الذى على بساطته ولكنه كنت أتنفس فيه نفس الهواء، الذى كانت تتنفسه أمى وأبى وهذا بيت الجيران بيت أصدقاء العمر، وهناك كان بيت الحب الأول والأحلام التى كنت أنقشها فى خيالى دون أن أخبر بها أحداً حتى تلك الحبيبة، وهناك كانت بساطة الجيرة وصفاء القلب، هنا افترشنا الشارع وأخرجنا التليفزيون فى ليل رمضان، كان التليفزيون هو مسرى القلوب فى المساء، لم نكن نشعر بالخوف ولا بالفرقة ولا بالاختلاف ولكن، كنا نعيش الدنيا ببساطتها دون أن تكون لنا منها مطالب سوى الستر والرضا.

                                       محمد الطرابيلى - المنصورة

يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي

bareed.elwatan@elwatannews.com


مواضيع متعلقة