"أردوغان" و"مذبحة نيوزلندا".. استغلال متواصل من أجل الانتخابات

كتب: محمد حسن عامر

"أردوغان" و"مذبحة نيوزلندا".. استغلال متواصل من أجل الانتخابات

"أردوغان" و"مذبحة نيوزلندا".. استغلال متواصل من أجل الانتخابات

أضّحت مذبحة المسجدين في نيوزيلندا، التي خلّفت 50 شهيدا وعشرات المصابين خلال صلاة الجمعة، حديث العالم، وبالتوازي معها كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يملأ الدنيا ضجيجا بتصريحات تهدف لاستغلال الحادث في الدعاية الانتخابية الداخلية، إذ يقترب موعد إجراء الانتخابات البلدية نهاية الشهر الحالي.

صحيفة "أحوال" التركية، ذكرت في مقال لها اليوم، أنّ صراخ قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم يتعالى صباح مساء في شأن هجوم نيوزيلندا، لكن ليس في صيغة مقال أو كلمة عزاء وتعاطف، بل من خلال تجمعات حاشدة.

وأضافت الصحيفة التركية، أنّ "العدالة والتنمية يسابق الزمن ولم يتبق له إلا عدة أيام تفصله عن الاستحقاق الانتخابي، لهذا لم يجد بديلا عن الشعاراتية المصبوغة بصبغة الإسلام السياسي وتحت غطاء ذلك العمل الإرهابي".

وبحسب "أحوال"، أصبحت واقعة إطلاق النار على مسجدين في نيوزيلندا يوم الجمعة الماضي، حدثا بارزا في جميع أنحاء العالم، لكنّها ألقت بظلالها على حملات الدعاية الخاصة بالانتخابات المحلية التركية.

وتابعت الصحيفة التركية: "لا تزال مقاطع الفيديو الخاصة بالهجوم، والتي تم بثّها مباشرة عبر (فيس بوك)، تعرض خلال المؤتمرات الانتخابية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان منذ السبت الماضي، رغم حجبها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة".

وزادت "أحوال"، أنّ "أردوغان" يستغل الحادث لمهاجمة المعارضة، وأنّه هاجم كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة الرئيسي في البلاد.

والمتهم بارتكاب المذبحة أسترالي الجنسية، صوّر الهجوم ونقله بشكل مباشر ونشر بيانا من 72 صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي، قال فيه إنّه ضربة موجهة "للغزاة المسلمين، إذ يشير البيان إلى تركيا ومآذن كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول، التي أصبحت متحفا بعد أنّ حولها العثمانيون إلى مسجد".

وسارعت سلطات نيوزيلندا إلى العمل لوقف انتشار التسجيل المصور، محذّرة من أنّ تشارك التسجيل يعرض المستخدم للمحاكمة، فيما أزال فيس بوك" الصور عن مئات آلاف الصفحات، لكن خلال تجمعات انتخابية في نهاية الأسبوع، عرض "أردوغان" التسجيل وأشار مرارا إلى الهجوم باعتباره مؤشرا إلى تصاعد موجة عداء للإسلام تجاهلها الغرب.

- غضب أسترالي -

أستراليا التي يحمل جنسيتها منفذ المذبحة، استدعت السفير التركي لديها على خلفية تصريحات رجب طيب أردوغان بشأن مجزرة كرايست تشيرش.

رئيس الوزراء الأسترالي، قال إنّه سيستدعي السفير التركي في كانبيرا، لشرح التصريحات "المسيئة للغاية" التي أدلى بها الرئيس التركي.

وكان أردوغان الذي بدأ حملة للانتخابات المحلية هذا الشهر، قدّم الاعتداء الذي وقع في كرايست تشيرش بنيوزيلندا بوصفه جزءا من هجوم أكبر على تركيا والإسلام. وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون لـ"إيه بي سي" الأمريكية: "أجد هذا تعليقا مسيئا للغاية، بالطبع أجده كذلك، وسأستدعي السفير التركي اليوم لمناقشة هذه القضايا".

- احتجاج نيوزلندي -

واحتج نائب رئيسة الوزراء النيوزيلندي وينستون بيترز، أمس الأول، على تصرفات الرئيس التركي، محذّرا من أنّ تسييس المجزرة "يعرض مستقبل وسلامة الشعب في نيوزيلندا والخارج للخطر، وهو غير منصف إطلاقا".

وأعلن بيترز أمس كذلك، أنّه سيتجه إلى تركيا هذا الأسبوع بدعوة من إسطنبول، لحضور اجتماع خاص لمنظمة التعاون الإسلامي.

وأُصيب 3 أتراك في المجزرة، وصرّح أردوغان بأنّ تركيا ستجعل المهاجم يدفع ثمن جريمته إنّ لم تفعل نيوزيلندا، وجاءت هذه التصريحات خلال حملة انتخابية.

من جانبها، أوضحت رئيسة وزراء نيوزلندا جاسيندا أرديرن، أنّ "بيترز" سيطلب توضيحا عاجلا، وقالت للصحفيين في كرايست تشيرش: "سيواجه نائب رئيس الوزراء هذه التصريحات في تركيا. سيذهب إلى هناك لاستجلاء الحقائق وجها لوجه".


مواضيع متعلقة