دماغ المصريين متكلفة وميزانية المزاج «نُص التعليم والصحة»

دماغ المصريين متكلفة وميزانية المزاج «نُص التعليم والصحة»
«الكيف والمزاج وهم».. قاعدة يثبتها الواقع والحقائق العلمية كل يوم، لكنه وهم لذيذ لا يزال ملايين المصريين غارقين فيه، ويرفضون العيش فى واقعهم، ما بين كوب الشاى والسيجارة البريئة إلى السقوط فى براثن المخدرات والفودو والاستروكس، سينفق المصريون فى العام المالى الحالى 62 مليار جنيه قيمة إيرادات منتجات «الكيف».. كذلك يرى مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية أن المصريين يدخنون 83 مليار سيجارة و50 ألف طن معسل بتكلفة 73 مليار جنيه سنوياً. وطبقاً لأرقام جهاز التعبئة العامة والإحصاء، تنفق الأسرة على منتجات الكيف فى المتوسط نحو نصف ميزانية التعليم والصحة.
«الوطن» طرقت أبواب الكيف.. من المقاهى إلى أروقة المراكز البحثية وأوراق الموازنة العامة للدولة، لعرض نَواحٍ متعددة من تعوّد المصريين، وكذلك رؤية الدين لإدمان المخدرات أو التدخين والخلاف الدائر حوله لقرون، ورؤية خبراء علم النفس والاجتماع فى تشخيص مسألة التعود والكيف والإدمان، وأبرز أسبابها المتمثلة فى غياب التنشئة السليمة والتفكك الأسرى وانهيار منظومة القيم المجتمعية، ومدى جدوى العقوبات القانونية الجامدة التى لا تراعى أهمية التوعية الواسعة بمشاركة من جميع مؤسسات الدولة والمجتمع، بداية من الأسرة والمسجد والكنيسة وصولاً إلى الإعلام والوزارات والهيئات المعنية.
"شاى وسيجارة وكاس وحشيش وفودو واستروكس" بالمليارات سنوياً
أيضاً يستعرض الملف التحولات التى طرأت على المقاهى، حيث بدأت منتديات ثقافية واجتماعية خرجت منها النكات الساخرة من الاحتلال بأشكاله، وعُقدت على مقاعدها اجتماعات سياسية، وانطلقت منها الحركات التنويرية، حتى تحولت إلى ملاهٍ ليلية تقدم المأكولات والمشروبات.. ولم تكن السينما بمعزل عن «كيف ومزاج» المصريين، فقد تناولت فى أعمال خالدة هذه الظاهرة، فى محاولة لإقناع الناس بخطورتها على الصحة والمجتمع، وتأثيرها السلبى على الاقتصاد الوطنى.