واشنطن تنفي ما يشاع عن نيتها إبقاء ألف عسكري في سوريا

كتب: وكالات

واشنطن تنفي ما يشاع عن نيتها إبقاء ألف عسكري في سوريا

واشنطن تنفي ما يشاع عن نيتها إبقاء ألف عسكري في سوريا

نفى رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال جوزيف دانفورد؛ ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية حول نية الجيش الأمريكي إبقاء نحو 1000 من أفراده في سوريا.

وقال دانفورد، في بيان صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أمس الأحد، إنه "لم تتضمن الخطة التي أعلن عنها في فبراير أي تعديلات، ونواصل تنفيذ قرار الرئيس تقليص القوات الأمريكية".

وأضاف دانفورد: "نستمر في العمل على تخطيط عسكري مفصل مع هيئة الأركان التركية من أجل حل مشاكل تركيا الأمنية على طول حدودها مع سوريا، وحتى اليوم كان التخطيط مثمرا، وتوجد لدينا نظرة مبدئية سيتم تحديد ملامحها في الأيام المقبلة".

 

وكانت "وول ستريت"، نقلت عن مسؤولين أمريكيين لم تسمهم، أن الجيش يخطط للاحتفاظ بزهاء 1000 جندي في سوريا، وأن هذا القرار يعود إلى نية واشنطن استمرار التعاون مع القوات الكردية رغم تهديدات أنقرة بشن عملية عبر الحدود لضرب الأكراد. وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن محادثات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المطولة مع تركيا والحلفاء الأوروبيين، والتنظيمات التي تدعمها واشنطن في سوريا، فشلت في التوصل إلى اتفاق لإعلان منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا، وهي جزء من خطة ترامب لمغادرة سوريا.

 

وكان ترامب، أعلن في 19 ديسمبر 2018، سحب قوات بلاده وقوامها 2000 عسكري من سوريا بدعوى تحقيق الانتصار على تنظيم "داعش" الإرهابي، لكن دون تحديد جدول زمني لذلك، فيما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مسؤولين عسكريين، قولهم إن ترامب يريد الانتهاء منه في غضون 30 يوما. وقال ترامب، بعد أيام من قراره، إنه يعتزم الإبقاء على 400 جندي في سوريا مقسمين بين المنطقة الآمنة التي يجري التفاوض حولها في شمال شرق سوريا وبين القاعدة الأمريكية في "التنف" قرب الحدود مع العراق والأردن.

 

 

وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن هذه الخطوة بدت على خلاف مع كثير من وجهات النظر داخل الإدارة الأمريكية نفسها وبعض الوزراء الرئيسيين، ولاقت انتقادات من بعض الحلفاء الدوليين للولايات المتحدة، موضحة إعلان ترامب، انسحاب 2000 جندي أمريكي من شمال شرقي سوريا، يعد هدية إلى كل من تركيا والرئيس السوري بشار الأسد. وتقدم وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في 21 ديسمبر 2018، باستقالته من منصبه، وجاء ذلك بعد يوم واحد من إعلان ترامب، عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، ولمح الجنرال ماتيس بقوة في رسالة استقالته إلى وجود اختلافات في رسم السياسات مع ترامب. وفي 22 ديسمبر الماضي تقدم مبعوث واشنطن لـ"التحالف الدولي" ضد "داعش" بريت مكجورك باستقالته.

 

وانتقد عضو مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي جراهام، وهو أحد أنصار ترامب وعضو لجنة الخدمات المسلحة، قرار الانسحاب ووصفه بأنه خطأ جم مثل أخطاء الرئيس السابق باراك أوباما، وقال إن"داعش" لم يُهزم، وحذر من أن سحب القوات الأمريكية يضع المتحالفين معنا من الأكراد في خطر.بدوره، انتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بمجلس الشيوخ السناتور الجمهوري بوب كوركر، قرار الانسحاب بوصفه "فظيع"، مشيرا إلى أن الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ صدموا ويشعرون بالحزن لأن ترامب سيجعل حلفاءه العرب والأكراد تحت رحمة الرئيس السوري بشار الأسد وتركيا. ومن جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، إن "القرار الأمريكي قد يؤدي إلى آفاق حقيقية وصادقة لتسوية سياسية" في سوريا.

 

وفي بريطانيا، قال متحدث باسم الحكومة في بيان إن هذه التطورات لا تشير إلى نهاية "التحالف الدولي" أو حملته ضد"داعش"، وأن المملكة المتحدة ستبقى ملتزمة بضمان "الهزيمة التامة للتنظيم، أما إسرائيل، فقالت إنها أُبلغت بأن لدى الولايات المتحدة طرقا أخرى للتأثير في المنطقة، ولكن سوف "ندرس الجدول الزمني للانسحاب، وكيف سيتم ذلك، وبالطبع الآثار المترتبة علينا"، وفقا لـ"بي بي سي". وفي 22 فبراير أعلن "البيت الأبيض"، أنه سيتم إبقاء قوة أمريكية صغيرة لحفظ السلام قوامها 200 جندي تقريبا لفترة من الوقت في سوريا عقب الانسحاب.

 

بدورها، أشار "البنتاجون"، في وقت سابق، إن نحو 320 من مشاة البحرية الأمريكية يقومون بتدريب أفراد من الفرقة السابعة العراقية في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، موضحا أن 170 من أفراد القوات الأمريكية بدأوا دورة تدريبية تستمر ستة أسابيع لأربع كتائب من قوات الأمن العراقية في 27 ديسمبر كانون الأول في التاجي. وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أعلن خططا لمضاعفة عدد القوات الأمريكية في العراق إلى أكثر من 3000 بإضافة 1500 من أفراد الجيش لتدريب تسعة لواءات تابعة للجيش العراقي وثلاثة لواءات تابعة لقوات البشمركة الكردية، مشيرا إلى أن القوات الأمريكية تعتزم تدريب أفراد الجيش العراقي في قواعد في أربيل في المنطقة الكردية.


مواضيع متعلقة