كلمة السيسي في ختام ملتقى أسوان: انحيازي لأحلام المصريين كان في محله

09:50 م | الأحد 17 مارس 2019

هتف الحاضرون بملتقى الشباب العربي الأفريقي، للرئيس عبد الفتاح السيسي، قبل إلقاء كلمته الختامية في الجلسة الختامية للملتقى، الذي يُعقد في أسوان، حيث قالوا "بنحبك يا ريس"، فيما رد الرئيس السيسي: "بصراحة إحنا هنفتقدكم، سعدنا بوجودكم وحواركم، أسعدتونا وشرفتونا، وتعلمنا منكم الكثير، وإن شاء الله نلتقي خلال السنوات المقبلة".

وقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، لجميع حضور ومنظمي الملتقى الشباب العربي الأفريقي، الذي يُقام في أسوان، التهنئة على نجاح هذا الملتقى، والأجواء الإيجابية به المليئة بالأمل والحب، حيث قال "مشاعر الفخر والاعتزاز تبوح مني وأنا أتابع هذه النخبة المتميزة من الشباب العربي والأفريقي".

وأوضح الرئيس، أنه ممتن كثيرًا للشباب المصري على تنظيم هذا المنتدى لأنه فرصة لتبادل الأفكار والرؤى، موضحًا أن الشباب العربي والأفريقي، صنع نموذجًا يحتذى به ويمكن البناء عليه في الحوار البناء الجاد.

وأكد السيسي أن التكامل العربي والأفريقي هدف قابل للتحقيق، وأن الاختلاف فيما بينهما هي قيمة مضافة تعزز التكامل، ولم تكن أبدا سببا للصدام والنزاع، موضحًا أن سعادته بالغة بلقاء عدد من الشباب الأفريقي والعرب في ملتقى الشباب العربي والأفريقي، الذي انعقد في أسوان وانتهت فعالياته منذ قليل.

وأشار إلى أنه رأى نماذج شابة واعدة وملهمة وساعية لصناعة الغد والمستقبل المفعم بالسلام والاستقرار للبشرية كلها، مؤكدًا أنه يستقر في يقينه يومًا بعد يوم بأن انحيازه لشباب مصر وأحلامهم وثقته المطلقة في حماسهم، كان في محله، ورهانًا صائبًا، لما لديهم من أفكار ورؤى قابلة للتحقيق والتنفيذ.

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه يجب على الجميع أن يتحمل مسؤوليته الإنسانية والتاريخية، وعقد العزم على الانحياز المطلق لأحلام شباب العالم الواعدة، وأن يتم استثمار طاقتهم في مشروع بناء المستقبل، وإعلاء قيم الحضارة والإنسانية ومبادئ السلام والعدل من أجلهم.

ووجَّه السيسي، حديثه للشباب: "لا تتخلوا عن أحلامكم، والعزم على تحقيقها دون حيود أو انحراف عن أهدافكم السامية، اعملوا بكل جهد واجتهاد من أجل مستقبلكم ومستقبل أوطانكم، اجعلوا العمل منهجكم، من أجل أن يكون العالم أكثر سلاما واستقرارا، لا تحيدوا عن المبادئ الإنسانية".

وأوضح الرئيس أن الواقع اليوم والذي أرهقته الحروب والنزاعات والانحراف غير المسبوق عن النسق الإنساني يحتم علينا أن نكثف من مساعينا لإعادة تجديد الخطاب الإنساني، مضيفًا: "يجب صياغة مستقبل البشرية بحيث يشتمل على معاني الاستقرار والسلام والتنمية وتجاوز تلك الصراعات".

وعن التوصيات، كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي، مجلس الوزراء بالتنسيق مع الخارجية والتعليم بفتح باب المشاركة للباحثين من الدول العربية والأفريقية للاستفادة من بنك المعرفة المصري ومن خلال الآليات المناسبة لتنفيذ ذلك.

كما كلف الرئيس وزارة التعليم العالي بالتنسيق مع الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب على تأسيس مجلس التعاون بين الجامعات العربية والأفريقية ليكون منصة فاعلة لتعزيز التعاون العلمي والثقافي بين العرب وأفريقيا.

وكلف السيسي وزارة الصحة وبالتنسيق مع جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة، بإطلاق مبادرة مصرية من أجل القضاء على فيروس سي لمليون أفريقي، وإطلاق مرحلة جديدة من حملة 100 مليون صحة للضيوف المقيمين في مصر وليس اللاجئين، وتشكيل إدارة منتدى شباب العالم بتشكيل فرق عمل من الشباب العربي والإفريقي لتولي إعداد تصور خاص لتحقيق فرص التكامل العربي الأفريقي في كل المجالات وتقديمه إلى الجهات المعنية بدولنا للبدء في تنفيذه.

وأوصى الرئيس عبدالفتاح السيسي، في ختام فعاليات ملتقى الشباب العربي الإفريقي بأن تشكل إدارة منتدى شباب العالم فريق عمل من الشباب العربي والأفريقي لوضع رؤية شبابية لآليات التعامل مع قضايا الاستقطاب الفكري والتطرف وعرضها كمبادرة شبابية للقضاء على الإرهاب والتطرف.

كذلك قيام إدارة منتدى شباب العالم للإعداد والتجهيز لملتقى مصر والسودان لتعزيز التكامل بين البلدين الشقيقين على مبدأ أخوية وادي النيل.

وأضاف السيسي: "انطلاقا من مسؤولية رئاسة الاتحاد الأفريقي تعد مصر ورقة بالاتنسيق مع مفوضية الاتحاد الأفريقي، وأمانة الجامعة العربية لتطرح على القمة العربية الأفريقية المقبلة تتضمن مقترحات محددة وعملية في المجالات الثلاثة التالية، إنشاء سوق عربية مشتركة، وإنشاء صندوق لتمويل بنية التواصل الأفريقي في مجالات الطرق والسكة الحديد والكهرباء لتعزيز الاندماج القاري، وإنشاء آلية عربية إفريقية لمكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار".

وتابع: "والاهتمام بتوظيف المنصات الإعلامية والتواصل الاجتماعي لإزالة الصورة الذهنية الخاطئة للعلاقات الأفريقية العربية، والعمل على تمكين الشباب والمرأة لتحويل الإرادة السياسية إلى إجراءات عملية لإعدادهم وتأهيلهم عن طريق الارتقاء بالتعليم والتدريب".

واستطرد: "السيدات والسادة أبنائي وبناتي الحضور الكريم إن الفكرة مبتدأ الحلم، وبمقدار الإيمان بالحلم يكون تحقيقه، وما أحوج البشرية أن يحلم الشباب ويأمل في رحلة إلى المستقبل المشرق عمادها الإخلاص في النوايا والاجتهاد في العمل والإيمان المطلق أن السلام والعدل هما السبيل الوحيد المؤدي إلى إنسانية حقيقية وعالم يسوده الاستقرار ويحقق للبشرية جودة الحياة".

واختتم: "وفي النهاية لا أجد من العبارات سوى أن أقول لكم أهلا بكم ومرحبا في بلدكم الثاني مصر.. وقبل منهي كلمتي، بقول لكل الشباب الموجود معانا دلوقتي وكل اللي بيسمعني.. من فضلكم حافظوا على بلادكم.. حافظوا على بلادكم .. حافظوا على بلادكم، وتحيا مصر وتحيا أمتنا العربية وتحيا قارتنا الأفريقية".

وانطلقت فعاليات ملتقى الشباب العربي الأفريقي، مساء السبت، في مدينة أسوان عاصمة الشباب الأفريقي، بمشاركة أكثر من 1500 شاب أفريقي وعربي، وتدور أجندة الملتقى 2019 حول العديد من القضايا والموضوعات التي تهم الشباب العربي والأفريقي، خصوصًا في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي العام الجاري، كما تتنوع أشكال الفعاليات خلال الملتقى بين جلسات نقاشية وورش عمل وطاولات مستديرة تضم القادة من الشباب وصُناع القرار في حوار مفتوح عن أهم ما يشغل الشباب في العالم العربي والقارة السمراء.

ويضم الملتقى العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية؛ حيث تُقام جولات سياحية للمشاركين في مدينة أسوان احتفالاً بكونها عاصمة الشباب الأفريقي لعام 2019، فيما يتزين شعار الملتقى بألوان متعددة مستمدة من ثقافة وروح مدينة أسوان؛ المنطقة الحضارية التي طالما ظلت بوابة مصر على أفريقيا.

ورفعت وزارة الصحة حالة الاستعداد للدرجة القصوى بجميع مستشفيات محافظة أسوان تزامنا مع انطلاق المتلقى، وجرى الدفع بـ40 سيارة إسعاف مجهزة عناية مركزة، و3 لنش إسعافي لتأمين فعاليات الملتقى، كما جرى تزويد قاعة المؤتمرات بوحدة رعاية فائقة، فضلا عن عيادتين طبية مجهزة ومزودة بالأدوية والمستلزمات والتجهيزات الطبية المتكاملة.

كما أعلنت وزارة الداخلية حالة الاستنفار الأمني القصوى لتأمين فعاليات الملتقى، إلى جانب اتخاذ عدد من الإجراءات الأمنية المشددة منها تشديد الإجراءات في جميع المواقع بأسوان والمناطق المؤدية لها، علاوة على امتداد إجراءات التأمين؛ لتشمل كل المواقع الشرطية، وفي مقدمتها أقسام ومراكز الشرطة على مستوى الجمهورية، وكذلك السجون والليمانات والمطارات.