مندوب مصر الدائم فى الاتحاد الأفريقى: القارة ستصبح العمود الفقرى للاقتصاد العالمى مستقبلاً

مندوب مصر الدائم فى الاتحاد الأفريقى: القارة ستصبح العمود الفقرى للاقتصاد العالمى مستقبلاً
- ملتقى الشباب العربي الأفريقي
- أسامة عبدالخالق
- الرئيس السيسي
- ملتقى الشباب العربي الأفريقي
- أسامة عبدالخالق
- الرئيس السيسي
قال السفير أسامة عبدالخالق، مندوب مصر الدائم فى الاتحاد الأفريقى، إن القيادة السياسية المصرية تتحرك بخُطى ثابتة نحو تحقيق استراتيجية تكامل مع دول القارة الأفريقية واستعادة الدور المصرى الرائد فى القارة بعد سنوات من الغياب، مشيراً إلى أن القواسم المشتركة بين القاهرة ودول القارة تدعم نجاح تلك الاستراتيجية، مثمِّناً الفعاليات المكثفة التى تنفذها مصر حالياً لاستعادة دورها. وأوضح «عبدالخالق»، فى حواره لـ«الوطن»، أن مستقبل القارة الأفريقية مستقبل واعد على الصعيد الاقتصادى، وهو ما انتبهت إليه القاهرة بعد تولّى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهام منصبه، وتطرق إلى العديد من النقاط الخاصة بالحضور المصرى على الصعيد القارى.. وإلى نص الحوار:
بدايةً.. كيف رأيت اليوم الافتتاحى لمنتدى الشباب العربى الأفريقى؟
- الفعالية رائعة من كل النواحى، بداية من فكرة اختيار منتدى الشباب العربى الأفريقى، وانتهاء بالتنفيذ، فكما ذكر الرئيس عبدالفتاح السيسى أن 50 أو 60% من سكان أفريقيا تحت سن 30 عاماً، وفكرة اختيار مصر جسراً بين العالمين العربى والأفريقى مهمة جداً، والعنوان والفعاليات مرتبطان بقضايا مهمة فى أفريقيا، من بينها التحديات التى تواجه منطقة الساحل ونهر النيل والدمج الاجتماعى والشمول المالى.
ماذا عن وضع مصر ودورها على الساحة الأفريقية؟
- مصر ونيجيريا وجنوب أفريقيا أكبر دول القارة، التى تمتلك الإمكانيات المطلوبة للنهوض بأوضاعها الاقتصادية والسياسية، فمصر دولة لديها القدرة على التأثير فى محيطها القارى، وفى أواخر عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك فقدنا الحضور الأفريقى، خاصة بعد حادث أديس أبابا عام 1995، ومنذ تولى الرئيس السيسى قيادة مصر وهو يحرص على الحضور المصرى فى كل القمم الأفريقية، يواكب ذلك اهتمام واضح لدى الحكومة، فمصر ستستضيف من 14 إلى 18 أبريل المقبل لجنة فنية أفريقية تضم وزراء النقل والطاقة والسياحة، ما يؤشر إلى وجود أولويات مصرية محددة للعمل على الصعيد الأفريقى، من بينها دفع التكامل الإقليمى على أساس تنفيذ برامج البنية التحتية، وإدخال منطقة التجارة الحرة القارية حيز النفاذ، فهى ستعمل على نمو التجارة البينية من 8 إلى 10% من حجم التجارة بين الدول الأفريقية، إلى جانب أن قمة «ميامى»، يوليو المقبل، هى قمة استثنائية ستركز على المنطقة الحرة القارية، وبعدها ستعقد قمة مصغرة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الاتحاد الأفريقى ورؤساء التجمعات الـ8 الإقليمية فى أفريقيا، وهى قمة تنسيقية لتوزيع الأدوار بين الاتحاد كمنظمة قارية وبقية المنظمات الإقليمية.
ما أهمية ذلك بالنسبة للاتحاد الأفريقى؟
- هناك مجال شديد الأهمية اختارته مصر، وهو إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، ويسمى «بناء السلام»، ومصر ستستضيف المركز الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، لأن هذا هو مجال العمل الأفريقى المشترك، ومصر كانت غائبة عنه لفترة، والرئيس السيسى تم اختياره رئيساً للاتحاد الأفريقى للحفاظ على الوحدة الوطنية وتماسك الدول الخارجة من النزاعات عبر وضع خطط لدراسة الاحتياجات فى كل دولة، فمثلاً جنوب السودان احتياجاتها متباينة عن الصومال أو مالى، وهناك كثير من الناس يعتبرون رئاسة السيسى للاتحاد الأفريقى تتويجاً لمصر، لكن أنا أنظر لطريق أطول من استعادة الحضور المصرى فى العديد من المجالات الأفريقية بعد تعليق عضويتنا فى عام 2014، والذى بذلت فيه الدبلوماسية المصرية نشاطاً مكثفاً، فمصر عادت بقوة ورؤية تستعيد دورها الأفريقى مجدداً، ومؤخراً تحرك الرئيس السيسى سريعاً للتهدئة بين كينيا والصومال، والتقى وزيرة خارجية كينيا، والأكاديميون يتحدثون عن تجربة عبور مصر لتطورات الشرق الأوسط تحت مسمى «عقيدة الحفاظ على هياكل الدولة الوطنية»، وهذه التجربة ماثلة فى أذهان القادة الأفارقة، وكل من يتعرض لهزات مماثلة يلجأ إلى مصر.
باعتبارك ممثلاً لمصر ومندوباً دائماً لها فى الاتحاد الأفريقى، كيف ترى نظرة القادة الأفارقة لمصر؟
- الأفارقة شعروا باستعادة الدور المصرى، ويعوّلون على القاهرة لدفع عجلة الإصلاح الاقتصادى داخل الاتحاد، وهناك بنية جديدة تسمى بِنية الحوكمة «الأمن والتنمية والحكومة»، وبدون هذه الضفيرة لا توجد تنمية فى أفريقيا.
السفير أسامة عبدالخالق: يجب أن يثق المواطن أن لدى مصر ما تستطيع الحفاظ به على أمنها المائى
إمكانيات جبارة فى أفريقيا تم عرضها فى العرض الافتتاحى.. كيف يمكن الاستفادة منها؟
- الاستفادة المصرية فى المحيط الحيوى الحقيقى وقدرتها على النفاذ للأسواق الأفريقية، سيكون لهما مردود كبير على مصر، وللأسف ركز رجال الأعمال المصريون لسنوات طويلة على شمال القارة، لكن الآن قدرنا حجم السوق الأفريقية ووجدنا أنها سوق ضخمة تتحمل حجم تبادلات كبيرة، والعالم ينظر إلى أفريقيا الآن على أنها ستصبح العمود الفقرى للاقتصاد العالمى، لأن الصين وصلت إلى معدلات نمو كبيرة، وهناك حالة من التشبع، وكذلك الاقتصاد الأوروبى، ومعدلات نمو الاتحاد الأوروبى فى العالى، والسوق الأمريكية تغلق على نفسها.
شبكة الطرق التى تبنت مصر تدشينها لربط القاهرة بدول القارة ستعمل على تنمية التجارة البينية
ما الخطوط العريضة التى وضعتها الخارجية للشأن الأفريقى؟
- تلقيت تكليفات ضمن الملف الإثيوبى للارتقاء بالعلاقات المصرية الإثيوبية إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية، وهناك آفاق حقيقية وقدر عالٍ من التكامل بين بين الدولتين، فمصر مستورد صافٍ للغذاء من أفريقيا، وتمتلك قطاع طاقة قوياً، كما أن قطاع الطاقة فى إثيوبيا يجرى إصلاحه، كما أن أديس أبابا تستلهم تجربة مصر فى إصلاح القطاع الصحى.
ماذا عن ملف المياه بين مصر وإثيوبيا؟
- يجب أن يثق المواطن المصرى أن لدى الدولة ما يُمكّنها من الحفاظ على مصالح أمنها المائى، بمعنى أن الدولة المصرية قادرة على الحفاظ على حصتها ثابتة من المياه، وفى الوقت نفسه تتفهم احتياجات الأشقاء فى إثيوبيا للتنمية، وهناك مسار رسمى يضم دراسات فنية للتفاهم المشترك بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن إدارة سد النهضة والمنصرف المائى منه لدولتَى المصب، وهما السودان ومصر، وهذا الملف من 2015، وكل اللقاءات على كل المستويات تتعامل مع هذا الموضوع بالأهمية الواجبة، وإذا كانت هناك بعض التعقيدات الفنية يجب تخطيها عبر الاتفاق، وأنا متفائل لأن تكليفاتنا الدبلوماسية تقضى بالبحث عن البدائل والحلول لتستوعب مصالح الجميع.