بمؤتمر ثورة 1919 بعد مئة عام.. مثقفون: نجيب محفوظ وثقها

بمؤتمر ثورة 1919 بعد مئة عام.. مثقفون: نجيب محفوظ وثقها
نظم المجلس الأعلى للثقافة، صباح اليوم، جلسة حوارية حول ثورة 1919 في أدب نجيب محفوظ، ترأسها الدكتور خيرى دومة، في إطار فعاليات المؤتمر الدولي "ثورة 1919 بعد مئة عام"، والذي أطلقه المجلس أمس.
بدأ الجلسة الناقد الدكتور حسين حمودة، متحدثا عن ثورة 1919 وكيف تحدثت عنها كتابات نجيب محفوظ الروائية وغيرها منها، فضلاً عن الحوارات التي أجريت معه، موضحا أنه تعددت فيها الإشارات إليها والوقفات عندها وتأملاتها من زوايا شتى مرتبطة بوجهات نظر عدة، وأشكال أخرى من التقييمات مختلفة، موصولة بشخصيات محفوظ الروائية.
واستطرد: "كانت الثورة في عالم محفوظ تجربة كبيرة، وبأكثر من طريقة للتوثيق كان حضورها المرجعي، التاريخي، وبأكثر من منحى تحقق وتجسد حضورها الفني، الواقعي والمتخيل، وبأكثر من وجهة كان تناولها في سياق زمني مقرون بها، ثم في سياقات أخرى تستعيدها وترنو إليها، وأحيانا تحن إلى الأمال التي اقترنت بها، وانحسرت بانحسارها في أزمنة أخرى تالية".
وتحدث دكتور طارق النعمان، قائلا إذا كان يمكن القول إن فاتحة تشكل الهوية الوطنية الحديثة قد تولدت في إطار مواجهة الاحتلال الفرنسي في ثورتي القاهرة الأولى والثانية، فإنه يمكن القول إن عديدا من الهويات الحديثة الأخرى قد أخذت تتشكل وتتوالد مع ثورة 1919 في إطار مقاومتها للاحتلال البريطاني، وأن الأمم تولد من أرحام سردياتها، وثورة 1919 تشكل سردية كبرى في التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي للأمة المصرية، وأن هوية المواطنة المصرية ذاتها اكتسبت معناها الحديث والمعاصر عبر واحد من أبرز شعارات هذه الثورة وهو شعار "الدين لله والوطن للجميع"، والذي ما زال يحفظ على أمتنا هويتها ونسيجها المتوحد، ويُذكرنا بشعار آخر من شعارات هذه الثورة أيضا، وهو "يحيا الهلال مع الصليب".
وتحدثت وفاء السعيد عن الأدب كمصدر خصب يمد العلوم السياسية والاجتماعية بأفكار تساعده على فهم المجتمع على نحو أكثر عمقا، انطلاقا من هذه النظرة التي تدمج الأدب بالسياسة كمجال لدراسات بينية "interdisciplinary study" تجمع بين الحقلين، تحاول هذه الورقة تقصي ظاهرة الاستبداد وشقها السياسي إبان ثورة 1919 الشعبية، تحت مظلة منهاجية التحليل الثقافي واقتراب علم اجتماع الأدب بوصفه المنهج الأكثر ملاءمة للربط بين الأدب والسياسة، كما استخدمت تعريفات الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو للسلطة والمقاومة، الذي يعد بمثابة إعادة تعريف لـ"السياسي"، ويخرج بمفهوم السلطة عن المفاهيم التقليدية والمساندة التي عرفها الميراث الحاكم للفكر السياسي والنظرية السياسية لعقود طويلة.
كذلك مفهوم النظام الأبوي البطريركي الذي كان السائد في الحاكم للمجتمعات العربية، مشيرة إلى مدرسة التحليل النفسي لدى فرويد مفهوم التابو المحرم "المقدس والمدنس"، فيما يختص بتحليل تعامل المجتمع مع الجسد الأنثوي، وكيف حررت الثورة أجساد النساء بالخروج من المنزل والاشتراك في أحداث الثورة، كما أشارت إلى تجليات استبداد سلطة الاحتلال الإنجليزي بالشعب المصري، وتفكيك ظاهرة السلطة في النص وكيفية مقاومتها حتى انتهى إلى حدث الثورة في بين القصرين، ثم تداعياتها ومآلاتها في كل من قصر الشوق والسكرية، كذلك كيف ظهرت صورة الزعيم الشعبي سعد زغلول كقوة مناوئة ومعارضة لاستبداد السلطة الحاكمة نجح في أن يصبح زعيما للأغلبية يلتف حوله جموع الشعب المصري.