باكستان متفائلة بشأن السلام بأفغانستان.. ومباحثات مع الهند حول "السيخ"

كتب: بهاء الدين عياد

باكستان متفائلة بشأن السلام بأفغانستان.. ومباحثات مع الهند حول "السيخ"

باكستان متفائلة بشأن السلام بأفغانستان.. ومباحثات مع الهند حول "السيخ"

قال عمران خان، رئيس الوزراء الباكستاني، اليوم، إن السلام في أفغانستان بات قاب قوسين أو أدنى، حيث أعرب عن أمله في أن تؤدي المفاوضات بين ممثلي الولايات المتحدة وحركة طالبان إلى اتفاق سلام في الأيام المقبلة.

وأكد خان ثقته في أن "الحرب سوف تنتهي، والسلام سوف يعم"، ويأتي ذلك في نجحت إسلام أباد في إجراء مباحثات، للوصول إلى اتفاق مع الهند حول ممر حدودي بين الجانبين.

وأجرت باكستان والهند محادثات "إيجابية للغاية"، الخميس، لبحث إقامة ممر يتيح للحجاج السيخ المرور دون تأشيرات، بعد أسابيع من التوتر العسكري بين القوتين النوويتين كاد يدفع بهما إلى حافة الحرب.

والتقى مسؤولون من البلدين في بلدة أتاري في الهند، لمناقشة تفاصيل اتفاق من شأنه أن يسمح للهنود السيخ بزيارة مقام لمؤسس ديانتهم في شرق باكستان.

وفي نوفمبر 2018، عرضت باكستان على الهند بناء ممر للحجاج السيخ، حيث عاش مؤسس السيخية، جورو ناناك لمدة 18 عاما.

وقال بيان مشترك وزعته وزارة الخارجية الباكستانية، "أجرى الجانبان محادثات مفصلة وبنّاءة حول مختلف جوانب وبنود الاتفاق المقترح، واتفقا على العمل سريعا لتشغيل ممر كارتاربور صاحب".

وأضاف البيان أنه من المتوقع أن يجتمع الجانبان مجددا في الأسابيع المقبلة، لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد فيصل، "لقد كانوا مرحبين جدا، والاجتماع برمته عقد وسط أجواء إيجابية للغاية". ومع افتتاح الممر سيصبح بإمكان الهنود السيخ الوصول إلى المقام دون الحاجة إلى تقديم طلب للحصول على تأشيرة باكستانية.

وأعربت باكستان عن أسفها، لأن الهند لم تصدر تأشيرات للصحفيين الباكستانيين، لتغطية جولة المحادثات حول ممر كارتاربور.

وذكرت وسائل إعلام عالمية أن باكستان تمكنت من خلال حربها على الجماعات المتطرفة من سد الذريعة، التي كانت تستخدمها الهند، لتصعيد النزاع بين الجانبين، كما تمكنت إسلام أباد من إقناع العالم بحسن نواياها، وبعد أقل من أسبوع من المواجهة الخطيرة بين البلدين في إقليم كشمير المتنازع عليه، تمكنت القوات الباكستانية من استهداف العديد من العناصر المتطرفة خاصة منذ أواخر فبراير الماضي وخلال الأسبوع الأول من مارس الحاليّ.

وأحبطت قوات الأمن الباكستانية، اليوم، محاولة إرهابية بجنوب غرب البلاد، وأوضح الجيش الباكستاني في بيان له، أنه بناء على المعلومات الاستخباراتية نفذت القوات العملية الأمنية في منطقة ديرة مراد جمالي في إقليم بلوشستان، وأبطلت الأجهزة المتفجرة التي تم زرعها على طول مسار السكك الحديدية من قبل المجهولين.

وقال رئيس الوزراء عمران خان إن "الحكومة لن تسمح لأي مجموعة متمردة باستخدام الأراضي الباكستانية، للقيام بأي نوع من النشاط الإرهابي خارج البلاد".

وأضاف، "نحن جزء من المجموعة الدولية، نحن بلد مسؤول"، داعيا إلى "باكستان مستقرة وسلمية" تتوافر لديها كل المعطيات التي تخولها اجتذاب المستثمرين.

وترى واشنطن أن باكستان تعهدت بمنع أية عناصر من القيام بهجمات انطلاقا من أراضيها، حسبما أكّد جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب، حيث كتب بولتون على تويتر أنّه تحدث مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي وأن "وزير الخارجية أكّد لي أنّ باكستان ستتعامل بحزم مع كل الإرهابيين وستواصل إجراءات تخفيف حدة التوتر مع الهند".

ورغم المحافظة على هدوء حذر بين الجانبين، والخطوات الباكستانية نحو السلام، فقد رد الجيش الباكستاني، اليوم، على اختراق أجواء بلاده من جانب طائرة تجسس هندية، وأعلن الجيش الباكستاني إسقاط طائرة دون طيار تابعة للهند، لكونها انتهكت الحدود.

وقال المتحدث باسم الجيش آصف غفور، في تغريدة على "تويتر"، اليوم السبت، إن الطائرة المسيرة الهندية انتهكت الحدود لمسافة 150 مترا، ولفت إلى أن الطائرة -التي تم إسقاطها عند الخط الفاصل بين شطريْ كشمير- كانت تستخدم لأغراض تجسسية.

وأشادت الصحف الباكستانية الصادرة اليوم بالدور الإيجابي الذي أدته المملكة العربية السعودية في تخفيف التوتر بين باكستان والهند، حيث قام وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، بزيارة مزدوجة إلى باكستان والهند، الاسبوع الماضي، في محاولة لنزع فتيل التوتر بين نيودلهي وإسلام آباد.

وقال بيان صادر عن السفارة السعودية في باكستان إن الرياض لعبت دورا حاسما في نزع فتيل التوتر الباكستاني الهندي.

ونقل البيان عن مجلس الوزراء السعودي قوله إن الزيارة المزدوجة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير لباكستان والهند تهدف إلى "استباق أي شيء قد يؤثر على أمن واستقرار المنطقة".

وتابعت الصحافة الباكستانية، اليوم، الاستعدادات الجارية في باكستان، لتنظيم العرض العسكري في العاصمة إسلام آباد بمناسبة اليوم الوطني الباكستاني، الذي يصادف الثالث والعشرين من مارس.

وتستعد إسلام أباد للاحتفال بالعيد الوطني وسط أجواء وطنية مشحونة، وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية الجنرال زبير محمود حيات إنه لا توجد قوة على الأرض تستطيع أن تمحو باكستان، واضاف الجنرال حيات أن سلوك الحكومة الهندية ضد الأقليات لاسيما المسلمين يبرر بوضوح إنشاء باكستان في عام 1947.

وجاءت تصريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الباكستانية الجنرال زبير محمود حيات أثناء خطاب له في المؤتمر نظمه المعهد الباكستاني للدراسات الأمنية والصراعات، وأضاف الجنرال "إن أجدادنا تحت قيادة مؤسس باكستان محمد علي جناح تمكنوا من التنبؤ بالمشاكل التي كان من المحتمل أن يواجهها مسلمو شبه القارة".

وكان الجيش الباكستاني، قد أعلن أن القوات الجوية الباكستانية أسقطت مقاتلتين هنديتين داخل مجالها الجوي في كشمير، حيث تم أسر طيار هندي، ليبادر لاحقا رئيس الوزراء عمران خان بإطلاق سراحه في بادرة سلام من جانبه.


مواضيع متعلقة