البابا شنودة حكيم المحبة «يعيش فينا»

البابا شنودة حكيم المحبة «يعيش فينا»
- الكلية الإكليريكية
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- المقر البابوى
- تاريخ الكنيسة
- دير الأنبا بيشوى
- منطقة العباسية
- البابا شنودة
- الكلية الإكليريكية
- الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
- المقر البابوى
- تاريخ الكنيسة
- دير الأنبا بيشوى
- منطقة العباسية
- البابا شنودة
يتيماً جاء إلى الدنيا، متنقلاً بين دروب المحروسة، كانت حياة «نظير جيد»، التى بدأت عام 1923 بقرية «سلام» فى أسيوط، قبل أن ينهيها فى 2012 بمنطقة العباسية فى القاهرة.
رأى الدنيا «كبخار مضمحل، آخر الأمر ستهوى مجهداً، راقداً فى بعض أشبارٍ بأرض»، فباع الدنيا بحثاً عن الخلاص، ترك الشعر، وغادر المدينة، وذهب إلى دروب البرارى فى وادى النطرون، ليكون ناسكاً فى محراب دير السريان باسم «أنطونيوس السريانى» عام 1954، ليكون من الرعيل الأول من حملة المؤهلات الذين يخترقون صوامع الرهبان بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
"نظير جيد" بعد 7 سنوات من الرحيل.. "بدون نظير"
قاده ظمأ البحث عن التوبة، ليعيش متوحداً فى مغارة فى حضن الجبل، قبل أن يؤخذ على غير رغبة منه، ليكون سكرتيراً للبابا كيرلس السادس، ويدخل بلاط المقر البابوى، قبل أن يرسّم بعدها بثلاثة أعوام أسقفاً للتعليم، ويعيد مجد الكلية الإكليريكية، حتى ذاع صيته، كواعظ مفوه، معروف بعظاته الأسبوعية، قبل أن يصير فى 1971، البابا «شنودة الثالث».
«جرى فى الآفاق من طول لعرض، أرضى آماله، ولكن مثل برق مضى مثل ومض»، كانت ملخص الأربعين عاماً التى قضاها اليتيم على سدة الكرسى المرقسى، صار فيها «أباً» للملايين من البشر، الذين توّجوه فى قلوبهم بكل الألقاب، ورفعوه إلى مرتبة «القديسين»، وآمنوا ببركاته حتى ولو كانت من صورة له معلقة على جدار فى بيت متصدع.
سبع سنوات تمر على الرحيل المزلزل لمعلم الأجيال، الذى عشقه المسلمون قبل الأقباط، وبكا الجميع فراقه، حتى كان وداعه مهيباً، إذ احتشد يومها الآلاف فى الشوارع والطرقات، وفوق أسوار الكنائس، من العباسية وحتى دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، الذى وارى جسده الثرى، حسب وصيته.
لكن البطريرك الـ117 فى تاريخ الكنيسة، لم يمت فى قلوب محبيه، الذين يعيدونه من قبره كل صباح ومساء إلى الحياة، مسترجعين مواقفه، آراءه، قراراته، فهو القديس فى نظرهم الذى لم يدنُ منه أحد من قبل أو بعد.