"أكره المسلمين".. تفاصيل 17 دقيقة مصورة لحادث "مسجدي نيوزيلندا"

كتب: لمياء محمود

"أكره المسلمين".. تفاصيل 17 دقيقة مصورة لحادث "مسجدي نيوزيلندا"

"أكره المسلمين".. تفاصيل 17 دقيقة مصورة لحادث "مسجدي نيوزيلندا"

طلقات نارية وصراخ داخل مسجدين بمدينة نيوزلندا، ذلك ما شهده العالم صباح اليوم الجمعة، خلال هجوم شخص مسلح على المسجدين مخلفا 49 شهيدًا ليس لهم ذنب سواء أداء صلاة الجمعة بالمسجد.

وصور المسلح الأسترالي "برينتون تارانت"، تفاصيل هجومه على المسجدين، حيث ارتدى خوذة وثبت فيها كاميرا لتصوير وقائع ما فعله على نحو يبدو وكأنه في لعبة فيديو قتالية.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تفاصيل 17 دقيقة رعب ودماء، من خلال الفيديو الذي صورة "تارانت" ونشره عبر صفحته على فيس بوك، وهو يطلق النار على العشرات من المصليين أثناء إقامة صلاة الجمعة.

فكانت البداية عندما دخل "تارانت" البالغ من العمر 28 عام، سيارته وهو يرتدى درعًا عسكريًا وخوذة مثبت بها كاميرا، مع وجود سلسلة من الطلقات في مقعد الراكب المجاور له، ويحمل معه بندقية نصف آلي مكتوب عليها أسماء قتلة سابقين أحدثوا جرائم جماعية، ومدن حدثت فيها عمليات لإطلاق النيران.

وكان "تارانت" يستمع لأغنية شعبية تدعى "Remove Kebab" ، وهى في الأصل فيديو دعائي أعده الجنود الصرب كتكريم لمجرم الحرب "رادوفان كارديتش"، وبعد ثلاثة دقائق من القيادة أوقف السيارة ثم وجه الكاميرا على نفسه قائلا "مرحبا يا شباب"، قبل أن يواصل القيادة مرة أخرى.

وبعد وصوله أمام المسجد توقف قليلا ليسمح لشخص بعبور الطريق، قبل أن يلتقط سلاحه من صندوق سيارته الذي يضم 6 أسلحة أخرى، وسار بهدوء نحو المسجد وعند رأى أحد الأشخاص في مدخل المسجد أطلق عليه بشكل سريع 9 طلقات، ثم سار إلى داخل المسجد مطلقا أعيرة نارية كثيفة وعندما يفرغ سلاحه يملئه بالطلقات من جديد ويواصل هجومه، وعندما رأى أحد مصابيه يحاول النجاة بالزحف على الأرض بادره بعدة أعيرة نارية أنهت حياته في الحال.

وخلال الفيديو كان لا يلتفت إلى ضحاياه على الإطلاق، ويتوقف قليلا لإعادة تعبئة سلاحه قبل أن يطلق النار من جديد، ووقف عدة مرات للتأكد من أن ضحاياه لقوا حتفهم ومن يبق على قيد الحياة يطلق عليه النيران مرة أخرى، وبعد مرور ثمان دقائق رأى أحد المصلين يحاول الهروب فأطلق عليه النيران.

وبعد دقيقة غادر المسجد واتجه لسيارته لالتقاط سلاح جديد، قبل أن يتوقف عدة لحظات ويقرر ترك السلاح كما هو في صندوق السيارة، ثم اتجه إلى المسجد مرة أخرى مطلقا النيران قائلا "لن نحصل على الشارة يا أولاد اليوم"، وبعد ثوان أطلق النيران في رؤوس ضحاياه ليتأكد من وفاتهم، وعندما تأكد من وفاة الجميع خرج من المسجد مطلقا أعيرة نارية على أحد المصلين المصابين في حديقة المسجد.

وسمع "تارانت" صوت امرأة مستقليه على وجهها في الشارع وهى مصابة وتصيح "ساعدني.. ساعدني"، فذهب إليها وأطلق الرصاص على رأسها مرتين، قبل أن يعود إلى سيارته مرة أخرى، ويشغل أغنية روك لفرقة "The Crazy World of Arthur Brown"، ويغنى معها بصوت عالي "أنا إله الجحيم".

وأثناء قيادته السيارة قال ضاحكا "الهجوم لم يسر كما هو مخطط له"، قبل أن يلتقط سلاحه ويطلق النار عبر نافذة سيارته على رجل كان يعبر الشارع، وقال "كان ينبغي أن أقضى وقت أطول، هناك الكثير من الوقود في السيارة، انا ندمان لأنى لم أحرق المسجد، وهناك الكثير من الأهداف والأشخاص".

ويعد لحظات سمع "تارانت" صوت صفارات إنذار سيارات الشرطة، وهو منطلق بسيارته بسرعة كبيرة، ويواصل حديثه في الفيديو قائلا " لم يكن قتل النساء في حسباني"، ومع اقتراب الفيديو من نهايته، علقت سيارته في زحام مروري، ما جعله يشير إلى سائق إحدى السيارات على يساره قائلا "مرحبا".

ونشر "تارانت" بيانًا من 73 صفحة على موقع "تويتر" قبل عمليات القتل، ينذر فيه بهجومه الإرهابي، قائلا إنه استوحى فكرة الحادث من "أندريه بريفيك" الذى قتل 77 شخصا في مدينة أوسلو النرويجية في عام 2011، مضيف أنه يكره المسلمين ويكره الذين يتجهون للدين ووصفهم بأنهم "خونة الدم". 

وأكد "تارانت" أنه قرأ العديد من الكتب لـ"ديلان روف" والعديد من الكتب الأخرى التي أوحت له بالهجوم، واستلهم الفكرة من كتاب "من نايت جوستيسار بريفيك".

وكتب "تارانت" على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، " الغزاة لن تكون أراضينا أرضهم أبدا، الوطن لنا، وطالما الرجل الأبيض مازال حيا، لن يغزوا أراضينا أبدا ويحلوا محل شعبنا، نعم إنه هجوم إرهابي ، ولكنه عمل متحيز ضد قوة محتلة".

وواصل "تارانت" تغريداته بأنه كان يخطط في البداية لاستهداف مسجد "دنيدن" في جنوب نيوزيلندا، لكنه اختار مسجد "النور" لأن به "غزاة كثيرون"، مدعيا أن التي ألهمته بالهجوم هي "كانديس أوينز" المؤيدة للرئيس الأمريكي "ترامب"، وأن أفكارها أذهلته. 

وشهدت مدينة كرايستشيرش هجوما إرهابيا، أُطلق خلال النار على رواد مسجدين، الأول في شارع دينز، والثاني في شارع لينوود، خلَّف 49 شهيدا، ونحو 48 مصابا.

وقال مفوض الشرطة النيوزيلندية مايك بوش، إنهم ضبطوا 4 أشخاص من منفذي الهجوم الإرهابي، مشيرا إلى أن الحادث متطور، ويحاولون كشف ملابساته.

وأكد أنهم عثروا على عبوات ناسفة بعد الهجوم على المصلين داخل المسجد، وتمكنوا من نزع فتيل عدد من الأجهزة المتفجرة المرتجلة، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت جون موريسون، أن منفذ الهجوم في نيوزيلندا، إرهابي أسترالي يميني متطرف، حسبما أفادت قناة "العربية".

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي "سكوت موريسون" منفذ الهجوم المسلح، والذي يحمل الجنسية الأسترالية، بأنه إرهابي من "اليمين المتطرف".

وقال مفوض الشرطة في المدينة، مايك بوش، إن رجلين آخرين وامرأة، احتجزوا، كما صودرت أسلحة نارية في مكان قريب من الحادث.

وأشار إلى أن أحد المحتجزين أُطلق سراحه فيما بعد، بينما كان الضباط يحققون فيما إذا كان الاثنين الآخرين على صلة بالحادث.

وأغلقت الشرطة كل المساجد في المدينة، ووضعت حراسة مشددة حول كل المدارس.

وأعلن موقع فيس بوك، إنه أزال حسابات المسلح على فيس بوك وإنستجرام، ويعمل على إزالة أي نسخ من اللقطات الدموية التي تم بثها عن الحادث.

ووصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، الهجمات، بأنها أعمال إرهابية مخططة جيدا، وقال إن نيوزيلندا عانت من أحلك أيامها، فالجناة يؤمنون بآراء متطرفة "لا مكان لها على الإطلاق في نيوزيلندا، وفي الواقع ليس لها مكان في العالم".


مواضيع متعلقة