بين مساعي ترامب وتهديد بوتين.. أمريكا تستعد لاختبار صواريخ "محظورة"

كتب: دينا عبدالخالق

بين مساعي ترامب وتهديد بوتين.. أمريكا تستعد لاختبار صواريخ "محظورة"

بين مساعي ترامب وتهديد بوتين.. أمريكا تستعد لاختبار صواريخ "محظورة"

رغم كونه نوعا محظورا، إلا أن أمريكا تستعد حاليا لإجراء اختبار مبدئي لنوع من صواريخ كروز، أغسطس المقبل، وإذا نجح الاختبار فسيكون من الممكن نشر الصاروخ في غضون 18 شهرا.

وقال مسؤولو دفاع أميركيون، إنهم يعتزمون إجراء اختبار مبدئي في أغسطس لنوع من صواريخ كروز محظور بموجب اتفاقية منذ أكثر من ثلاثين عاما، وفقا لوكالة "رويترز"، مشيرا إلى أنه في أغسطس يتوقع أن تكون إدارة ترامب قد انسحبت من اتفاقية 1987 التي تحظر اختبار ونشر صواريخ تطلق من الأرض بمدى معين.

وتساءل الديمقراطيون في الكونجرس الأمريكي عن الحكمة من الانسحاب من اتفاقية القوى النووية متوسطة المدى، مع قبول مزاعم الولايات المتحدة بأن روسيا تنتهكها من خلال نشر صاروخ كروز، يمكنه استهداف حلفاء واشنطن في أوروبا.

وفي فبراير الماضي، علقت إدارة ترامب مشاركتها في الاتفاقية، وبدأت تصنيع أجزاء من الصاروخ غير النووي الذي سيجري اختباره في أغسطس، حيث أعلنت أنها ستنسحب من المعاهدة في غضون 6 أشهر ما لم تضع موسكو حدا لما تقول واشنطن إنه انتهاك للمعاهدة المبرمة في عام 1987.

من ناحيته، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن خطط واشنطن لاختبار صواريخ تحظرها معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، تعتبر امتدادا طبيعيا لمواقف الولايات المتحدة في هذا الاتجاه، مضيفا: "لقد أظهرنا للجميع أن الولايات المتحدة دون سواها، تسببت بانهيار المعاهدة بارتكابها جملة من الانتهاكات".

وتابع بيسكوف، أن أمريكا هي التي نشرت منظومات صاروخية تخل بالبنود الأساسية للمعاهدة، لافتا إلى أن واشنطن أدرجت مسبقا في مشروع الموازنة بندا لتمويل البحوث في هذا المجال.

ويعتبر ذلك النوع المقرر اختباره هو صاروخ موجه مجنح يطلق أرضا ويصل مداه إلى نحو ألف كيلو متر، وذو مسار منخفض، ويتراوح مداه بين 3 و4 آلاف كيلومتر، وفقا لوكالة "أسوشيتد برس".

فيما أورد موقع "روسيا اليوم"، في تقرير سابق، أن تلك التجربة لتطوير الصاروخ قادرة على حمل رؤوس نووية تصل لكلفتها 1.8 مليار دولار، ويتوقع الجيش الأمريكي أن يستخدم صاروخ كروز في المستقبل كأداة ردع إضافية، بينما يقول الخبراء الروس إن الجنرالات الأمريكيين يأملون في الحصول على سلاح لتدمير مراكز القيادة وقواعد انطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمتلكها العدو.

وتعتبر صواريخ "كروز" التي يتم إطلاقها من الطائرات العسكرية، قادرة على تجنب مواجهة الدفاعات وتستخدم لمهاجمة أهداف أرضية، ويمكنها أن تحمل رؤوس بمتفجرات تقليدية او نووية أو هيدروجينية.

المعاهدة التي أعلن ترامب نيته الانسحاب منها، أبُرمت مع موسكو خلال فترة الحرب الباردة، أي قبل 31 عاما، حيث نصت على إلغاء فئة كاملة من الصواريخ الجوالة والباليستية، التقليدية والنووية ذات المدى المتوسط، التي يتراوح مداها بين 500 و5 آلاف كيلومتر.

ووقع عليها الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان، مع الزعيم السوفيتي الراحل ميخائيل غورباتشوف في ديسمبر عام 1987، لتكون المعاهدة الأولى والوحيدة من نوعها بين القطبين.

فيما صدق على المعاهدة مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1988، ودخلت حيز التنفيذ في 1 يونيو من العام نفسه، على أن يكون اسمها الرسمي هو "المعاهدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهوريات الاشتراكية للاتحاد السوڤيتي للقضاء على صواريخهم متوسطي المدى وقصيرة المدى".

ووضعت المعاهدة حدا لأزمة اندلعت في الثمانينيات بسبب نشر الاتحاد السوفيتي صواريخ "إس إس 20" النووية، التي كانت تستهدف عواصم أوروبا الغربية، حيث أجبرت الطرفين على سحب أكثر من 2600 صاروخا نوويا تقليديا، من الأنواع القصيرة ومتوسطة المدى.


مواضيع متعلقة