"عمالة الأطفال" الأخطر على "مستقبل مصر".. انتهاك لحقوقهم وفريسة للتطرف

"عمالة الأطفال" الأخطر على "مستقبل مصر".. انتهاك لحقوقهم وفريسة للتطرف
- عمالة الأطفال
- البرلمان
- التعبئة والاحصاء
- الارهاب
- التعليم
- مصر
- عمالة الأطفال
- البرلمان
- التعبئة والاحصاء
- الارهاب
- التعليم
- مصر
تعتبر عمالة الأطفال في مصر من أخطر الأشكال، إجرامًا في وجه الإنسانية، فهي اغتيال لروح الطفولة وتسخيرًا لبراءتها، ورغم حظر الدستور تشغيل الأطفال قبل تجاوزه سن إتمام التعليم الأساسي، ومناشدة المجلس القومي للأمومة والطفولة للمواطنين الابلاغ عن حالات الأطفال العاملين عبر رقم "16000" وهو خط نجدة الطفل، إلا أن تلك ظاهرة تظل مقلقة لما تتركه من آثار على جيل المستقبل الذي قضى فترة تكوينه وتشكيل وجدانه أسيرًا للقمة العيش.
- طلب إحاطة لوزير القوى العاملة حول الظاهرة المخيفة
ووجه النائب طارق متولي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، طلب إحاطة إلى وزير القوى العاملة، حول عمالة الأطفال، التي وصفها في طلبه، بـ"الظاهرة المخيفة"، لارتباطها بأزمة التسرب من التعليم، فوفقًا لدراسات "استند إليها النائب"، فإن الأطفال العاملين الذين يرتادون المدرسة يميلون إلى العمل لساعات أقلّ من غيرهم، وأن الأمر فيه ارتباط وثيق بالظروف الاقتصادية والحالة الاجتماعية.
واتهم متولي، ثقافة عمالة الأطفال، بأنها السبب الرئيسي في مشكلة الانفجار السكاني، في ظل انتشار المفاهيم والأفكار الخاطئة، حتى وصل الأمر ببعض الأسر، إلى إنجاب الأطفال بكثرة، لاستغلالهم وإلحاقهم بالعمل، واعتبارهم مصادر دخل الأسرة.
وطالب النائب، الدولة بالتدخل وفق خطة سريعة للقضاء على هذه الظاهرة، بالتوعية المجتمعية وتوضيح ما تنطوي عليه تلك الظاهرة من انتهاكات ومخاطر، وكيفية العمل على الوقاية من مخاطرها، وبذل جهود من جانب وزارة القوى العاملة بتفعيل أنشطة التفتيش على المنشآت العمالية.
- التعبئة والاحصاء: 1.6 مليون طفل عامل أعمارهم من 12 إلى 17 سنة
وكشف المسح القومي لعمل الأطفال في مصر، الذي أجراه الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء والبرنامج الدولي للقضاء على عمل الأطفال، عن وجود 1.6 مليون طفل أعمارهم بين الـ 12 و17 سنة، يعملون، ويمثلون 9.3% من الأطفال "طفل من 10" مدفوع إلى العمل. ويرتفع معدل عمل الأطفال، كثيرًا في المناطق الريفية عنه في "الحضر" ويبلغ ذروته في ريف صعيد مصر، ثم ريف الوجه البحري، ثم المحافظات الريفية الواقعة على الحدود.
أما الحرف التي يمارسوها، فيأتي العمل بالزراعة، على رأسها رغم خطورته، بنسبة 63%، ثم العمل في المواقع الصناعية كالتعدين والتشييد والصناعات التحويلية بنسبة 18.9%.
- "علم النفس": انتهاك للطفولة وكارثة تؤدي لتشوه النشء فكريًا.. و"التعليم": فريسة سهلة للمتطرفين
وقالت إيمان عبدالله، استشاري علم النفس والعلاج الأسري، إن عمالة الأطفال انتهاك لحقوقهم، وأشبه بالإتجار فيهم، واستباحة عالمهم في أكثر المراحل خطورة في حياتهم، كما أنها كارثة تؤدي لتشوه النشء فكرياً، مضيفة: "عمالة الأطفال قنابل موقوتة ينتج عنها زيادة في نسبة الجريمة ليصبح الطفل بطبيعة الحال عدواني لشعوره الداخلي بأنه ضحية للمجتمع".
وأوضحت عبدالله لـ"الوطن"، أن هذه النوعية من العمالة تخرج عادة من الأسر الفقيرة، حيث يكون الطفل مسؤول عن نفسه وعن أسرته، فضلًا عن ارتفاع نسبة الطلاق، لأن الأم هي معيلة، وهنا يصبح الطفل مسؤولًا عن نفسه، بسبب عبء المصاريف على أمه.
وحذرت استشاري العلاج الأسري، من مقولة: "نزل ابنك يشتغل علشان يبقى راجل"، موضحة أن الطفل دون الـ18 عام مسئول من ولي أمره لأن خلال مراحل الطفولة يجب أن يمر بمراحل نفسية وانضباط سلوكي وديني، دونهم يخرج باضطرابات سلوكية، ولا يملك القدرة على التحكم في النفس، ويصل به الحال إلى مرحلة انعصاب بيئي من الضغوط البيئية.
وأشارت إيمان إلى أن نسبة ليست بالقليلة من عمالة الأطفال تتحول إلى أعمال مخالفة، لافتة أنه من الممكن أن يكون مليونير لكنه مش متربي لأنه افتقد معرفة الصواب من الخطأ، ولا يمتلك ضمير- بحسب قولها.
وقال حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية تربية عين شمس، إن الأسر الفقيرة تُكثر من انجاب الأطفال باعتبارهم أدوات انتاج لأنهم يعملون في المزارع والمصانع وأماكن البيع والشراء ويحصلوا على مقابل مادي اسبوعياً.
وأضاف شحاتة لـ"الوطن" أن القانون لا يجرم أصحاب الاعمال بالسماح بعمالة الأطفال، والقيام بأدوار تتنافى مع حقهم في الحياة وحقهم في التمتع بطفولتهم والتعلم واللعب، مشيراً إلى أن انخفاض جودة التعليم بمرحلة التعليم الاساسي ، وعدم ارتباط التعليم بالحياة وارتباطه فقط بالامتحانات، أكثر الأسبابب التي تؤدي إلى تسريب الطلاب من المدارس، والذهاب للأعمال في سن مبكرة.
وأوضح أن وزارة التضامن دورها منعدم أمام ظاهرة التسرب وعمالة الأطفال وتجاه أصحاب الأعمال، متسائلاً: " أين دور المجلس القومي للطفولة و الأمومة من محاربة تلك الظاهرة"، مشدد على دور أهمية دور الاعلام بكل أنواعه في تسليط الضوء على هذه الفئات المهمشة والتي تعتبر مصدر وفريسة سهلة للارهاب والتطرف، للحصول على أموال مقابل القيام بأعمال متطرفة.