"تليجراف" ترصد ردود الفعل الدولية على هزيمة "ماي" في اتفاق "بريكست"

كتب: عبدالله إدريس

"تليجراف" ترصد ردود الفعل الدولية على هزيمة "ماي" في اتفاق "بريكست"

"تليجراف" ترصد ردود الفعل الدولية على هزيمة "ماي" في اتفاق "بريكست"

سلّطت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، اليوم، الضوء على ردود الأفعال على الساحة الدولية، من السياسيين والصحافة والإعلام، بعد الهزيمة التي منيت بها رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي في مجلس العموم البريطاني، بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقالت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إن "هزيمة تيريزا ماي في خروج بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي في مجلس العموم، قوبلت بتحذيرات وخيمة في جميع أنحاء العالم، حيث أعلنت إحدى الصحف الألمانية أن بريطانيا في حالة أزمة".

وأضافت الصحيفة البريطانية: "لقد صوت النواب بأغلبية 391 صوتا مقابل 242 لرفض النسخة المنقحة من اتفاقية الانسحاب الأوروبي - بأغلبية 149 - بعد أن حذر النائب العام النواب بأنه لا يستطيع ضمان أن بريطانيا ستكون قادرة على التخلي عن دعم إيرلندا الشمالية".

وأشارت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إلى أن الهزيمة - رابع أسوأ خسارة لحكومة بريطانية - تمهد الطريق للذين يؤيدون منع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وصرح زعماء أوروبيون بأن هذا الطريق المسدود لا يمكن حله إلا في بريطانيا.واستعرضت الصحيفة البريطانية ملخص تفاعل السياسيين والإعلام مع أحدث ضربة موجعة لرئيسة وزراء بريطانيا، حيث صرح كبير مفوضي الاتحاد الأوروبي، قائلاً إن بريطانيا هي وحدها التي يمكنها حل مأزق خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف ميشيل بارنييه: "لقد بذل الاتحاد الأوروبي كل ما في وسعه للمساعدة في تجاوز اتفاقية الانسحاب، لا يمكن حل هذا المأزق إلا في المملكة المتحدة، فالاستعدادات التي لم يتم التوصل إليها أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى".

وصرح المتحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، قائلاً: "بالنسبة للاتحاد الأوروبي فعلنا كل ما هو ممكن للتوصل إلى اتفاق، ومن الصعب أن نرى ما الذي يمكننا فعله أكثر من هذا، إذا كان هناك حلاً للمأزق الحالي فلا يمكن العثور عليه إلا في لندن"، وحذر من أنه "مع بقاء 17 يومًا فقط حتى 29 مارس، زاد تصويت اليوم بشكل كبير من احتمالية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية: "إذا كان هناك طلب من المملكة المتحدة لتمديده، فإن EU27 سيكون مستعدًا للنظر فيه واتخاذ قرار بالإجماع، حيث سيقرر EU27، مع إعطاء الأولوية للحاجة إلى ضمان عمل مؤسسات الاتحاد الأوروبي ومراعاة أسباب التمديد المحتمل ومدته"، وصرح جاي فيرهوفشتات، منسق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلاً: "كان مشروع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يستعيد السيطرة، وبدلاً من ذلك خرجت المملكة المتحدة عن نطاق السيطرة، حيث أن التعاون بين الأحزاب هو الوحيد القادر على إنهاء هذه الفوضى".

في الوقت نفسه، أعاد الأمين العام للمفوضية الأوروبية مارتن سلماير نشر تغريدة على "تويتر"، يقول فيها: "لن تكون هناك محادثات أخرى بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

ونقل موقع "بازفيد" الإخباري عن "مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي" قوله إن المملكة المتحدة لديها الآن ثلاثة خيارات - المغادرة بدون اتفاق في 29 مارس، أو وطلب التمديد أو إلغاء المادة 50، مؤكداً بأنه لن تكون هناك مزيد من المحادثات.

وبالنسبة لفرنسا، قالت الصحيفة البريطانية: "لم يكن رد الفعل في فرنسا لطيفًا مع تيريزا ماي، حيث وصفت صحيفة لو فيجارو الفرنسية النتيجة بأنها إهانة جديدة لرئيسة الوزراء، ووصفت قناة فرانس الحكومية، الهزيمة بأنها إنكار ساحق لرئيسة الوزراء المحافظة التي تتفاوض بشدة على هذا المشروع، وناقشت القناة الفرنسية مسألة بقائها في رئاسة الحكومة، لكن صحيفة لوموند قالت إن ماي أوضحت أنها لا تعتزم التنحي، بينما وصفت صحيفة لو فيجارو الفرنسية الأجواء خلال النقاش البرلماني بأنها مثيرة للشفقة، وأشارت إلى أن نصف مقاعد المحافظين كانت فارغة لما كان من المفترض أن يكون نقاشًا تاريخيًا".

وأوضح تيري أرنو كبير المحللين السياسيين في قناة "بي أف أم" الفرنسية، سبب بقاء "ماي" على موقفها بعد خسارتها الساحقة الأخرى، بالقول: "لا توجد أغلبية في أغلبيتها ونتيجة لذلك لا يوجد حل بديل، إنها الوحيدة القادرة على الاحتفاظ بقواتها على الرغم من انقسامها ولكن الصعوبة الواضحة هي أن هذا الموقف سلبي تمامًا، إنهم متفقون على ما يرفضونه ولكن ليس على ما يمكنهم بناءه"، بينما صرح أنتوني بيلانجر، المحلل السياسي، على تلفزيون "بي أف أم"، قائلاً: "أود أن أنقذ ماي من ورطتها لإنها امرأة تلقت صفعة بعد صفعة على مدار العام ونصف العام وما زالت قائمة، رغم كل شيء".وفي ألمانيا، كتبت صحيفة "جاستن هوجلر" الأكثر مبيعاً في "برلين"، قائلةً: "لقد أتت ماي وهي تنعق بهذا المشروع ثم سببت الكارثة التالية"، هذه هي الطريقة التي لخصت بها أكبر الصحف الألمانية مبيعاً هزيمة ماي مساء أمس الثلاثاء. وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية على موقعها الإلكتروني، إن "فيلم بريكست هذا، لن يستغرق وقتًا إضافيًا، ولا يخلو من القليل من الغضب، فبريطانيا الآن في حالة أزمة".

وأشارت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إلى أنه لم يكن هناك أي رد فعل رسمي من الحكومة الألمانية في أعقاب التصويت، بينما كان العنوان الرئيسي لجريدة "فرانكفورتر الجماينه تسايتونج" الألمانية، على موقعها الإلكتروني، "حتى صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تم إسقاطها"، وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن المراقبين لا يستبعدون أن ينتهي عهد تريزا ماي كرئيسة للوزراء في وقت قريب.وأشارت مجلة "شبيجل" الألمانية إلى أن المملكة المتحدة تمكنت فقط من التوصل إلى اتفاق لمواصلة الصفقات التجارية مع ست دول حتى الآن، وكتب سيباستيان فيشر المحرر السياسي بالمجلة، قبل ساعات من التصويت: "من المؤلم أن نرى هذه الأمة الأوروبية العظيمة تتسبب في جروح بنفسها"، وقد أثار أحد الاقتصاديين الأكثر احتراما في ألمانيا احتمال أن تناقش "ماي" اتفاقها مع مجلس العموم مرة أخرى، حيث صرح كليمنس فويست من معهد "إيفو" المؤثر لصحيفة "بيلد" الألمانية أنه يعتقد أن "ماي" قد تضع الاتفاق لنوابها مرة أخرى وتفوز.وفي إسبانيا، صرح بيدرو سانتشيز رئيس الوزراء الأسباني، بقوله: "نأسف لقرار البرلمان البريطاني على الرغم من جهود الاتحاد الأوروبي، ويجب أن يتحرك المسار الأوروبي إلى الأمام لضمان الحرية والاستقرار والازدهار،دعونا نحمي أوروبا حتى تحمينا أوروبا".وفي الولايات المتحدة، تفاعلت الصحف ووكالات الأنباء الأمريكية، بمزيج من الصدمة والدراما، حول هزيمة "ماي"، حيث تصدر تقرير قناة "سي إن إن" الأمريكية، بعنوان "تريزا ماي تعاني من هزيمة كبيرة أخرى"، وسرعان ما كتبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، "المملكة المتحدة غارقة في الفوضى"، وقالت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" في تقريرها، "إن الهزيمة يمكن أن تؤخر خروج الاتحاد الأوروبي أو خروجها عن المسار، وتهدد بقاء ماي في السلطة".ووصفت قناة "فوكس نيوز" النتيجة بأنها "هزيمة كبيرة أخرى" لـ"ماي" وحذرت من أن الوقت ينقضي، وعقارب الساعة تسير بسرعة، والوقت ينفد للتوصل إلى اتفاق، وفي المملكة المتحدة، شاركت العديد من الصحف في البلاد الرأي القائل بأن الرحيل من الاتحاد الأوروبي قد ترك بريطانيا ورئاسة وزرائها والثقة في البرلمان في خطر.


مواضيع متعلقة