عباس حمزة ترك كتابة الشعر 20 عاما بسبب الزواج وعاد ليتعلمه

عباس حمزة ترك كتابة الشعر 20 عاما بسبب الزواج وعاد ليتعلمه
- أدب العرب
- الاستعداد للزواج
- القراءة والكتابة
- اللغة العربية
- المرحلة الإعدادية
- أدب العرب
- الاستعداد للزواج
- القراءة والكتابة
- اللغة العربية
- المرحلة الإعدادية
"قم بين الرفقة واعتصر الأمل، بين أفواه يقتلها الصدى، وارفع فوق الجبين هتافك، فبأسك لا يزال هو الزعيم" كلمات لشاعر من أسوان، اضطرته ظروف الحياة أن يترك الكتابة في ريعان شبابه عندما كان عمره 22 عاما، حيث كان عباس حمزة، 57 عاما، على خُطى طريق تكوين العائلة والاستعداد للزواج فقرر أن يتفرغ للعمل موظفًا بالتأمينات فضلًا عن عمل آخر في أحد الفنادق حتى يوفر مصدر رزق إضافي لعائلته الجديدة.
وأزاح طريق الأدب والموهبة جانبا لما يقرب من 20 عامًا ليعود إليه من جديد بعد أن كبر الأطفال وتيسرت الأحوال المعيشية، فأبدع قصائد وثلاثل دواوين شعرية هي "دقات على باب القلب" و"دفء الأصابع" و"حكايا جسد"، وانهمك في نادي أدب أسوان واندمج وسط شعراء ورواة وقصاصي أسوان وتواصل مع من هم خارجها حتى تم اختياره ليصبح رئيسا للنادي منذ 2003 حتى الآن، يحاول من خلاله دعم الهواة والموهوبين حتى لا تأخذهم الحياة بعيدا عن طريق الإبداع في عاصمة الثقافة الإفريقية وعاصمة الشباب العربي والإفريقي.
منذ كان عباس في المرحلة الابتدائية، عشق ترتيب الكلام وتنسيقه، ثم تعرف في المرحلة الإعدادية على أصدقاء يحفظون الروايات فكان يجلس يستمع إليهم ويحفظ عنهم ليروي شغفه، وزاد حبه اللغة وتكويناتها عندما درس البلاغة والشعر العربي الجاهلي والحديث على أيدي معلمي اللغة العربية الذين دعموه عندما بدأ مرحلة الكتابة في بدايات الثانوية العامة.
وحرص على أن يكتب ويقرأ ما كتب حتى كان أول دخول له في نادي الأدب بأسوان فعرض بعض من كتاباته التي أعجبت أعضاء النادي ونصحوه أن يتزود بقراءة أدب الكبار أمثال أبو نواس والمتنبي والمعري والمحدثين أمثال محمود درويش ونزار قباني، فعكف على القراءة والكتابة ليعود إليهم بعد شهرين ويقرأ من جديد، هنا كان الترحيب حارًا "قالوا لي دلوقتي أنت كتبت قصيدة معتمدة"، وظل يحضر الندوات يستمع قصائدهم ويلقي قصائده ويحضر المناقشات ليتعلم المزيد.
وأنهى دراسته في معهد الخدمة الاجتماعية، وبدأت حياة العمل والارتباط فالخطوبة فالزواج فوجود الأطفال، فانشغل عباس حمزة عن النادي وتوقف عن الذهاب بداية من عام 1984، لكنه لم يكن بعيدًا عن تراكيب الحروب وترتيب الكلمات، حيث قرأ في الأدب المترجم مثل دوستوفيسكي والأدب العربي الأصيل، كما أصابه نهم القراءة لكل ما يقع بين يديه من فلسفة واجتماع وكتب علمية وعن الجغرافيا والرحالة، محاولا تعويض مجالسة الإبداع ومبدعيه، وساعده أنه التحق بعملٍ ثانٍ في تأمين أحد الفنادق فاختار الوردية المسائية لهدوئها فيمكنه مطالعة أوراقه وكتبه تلك،"بعتبر السنين اللي بعدت فيها دي سنين إعداد للانطلاق".
وبعد مرور سنوات من الزواج، بدأ الأطفال يكبرون وتتيسر الأحوال الاجتماعية والاقتصادية، وعاد عباس إلى نادي الأدب عام 2000، حيث يحكي "عندي ولدين وبنت خلاص بيكبروا، وبدأت اطمن ومابقتش محتاج شغل تاني فرجعت النادي وقرأت قصيدة وقالوا لي إنت بتكتب شعر عامودي اللي بيركز على الوزن والقافية بس الدنيا اتغيرت وبقى الاهتمام بالصورة الشعرية أكتر وبالرمز، فجبت كتب صلاح عبد الصبور وشوشة وعبد المعطي حجازي وكل الناس الجديدة عشان أعرف وصلنا لفين ورجعت النادي بعد سنتين بديوان دقات على باب القلب وبعد فترة قليلة بقيت رئيس النادي لحد دلوقتي".
"أسوان فيها مواهب كثيرة فتيات وشباب وكبار وصعايدة ونوبيين وأهل أسوان ويشارك في النادي من كل الأطياف والفئات، فيه روائيين وشعراء بيشتغلوا فرانين ومبيضين محارة وكهربائيين"، لذلك حمل الشاعر الأسواني على عاتقه دعم الشعراء والموهوبين من خلال رئاسته لنادي أدب أسوان من خلال مؤتمرات وندوات ومناقشات سواء أسبوعية في مقر النادي أو كل فترة خارجه مثل تلك الندوة في مدرسة الصنايع الميكانيكية، ولأن المركز ليست لديه القدرة على تقديم دعم مادي تحتاجه الموهبة للاستمرار حتى لا تبعتد كل تلك السنين التي ابتعدها عباس، فقرر أن يسلك منحى آخر وهو الذهاب بالنادي إلى مكان الموهبة، فعندما يلمس رئيس النادي تغيب أحد رواد النادي لأكثر من مرة ويتبين أن الظروف المادية أو الانشغال بالحياة والعائلة هم أحد الأسباب، لا يلبث أن يتخذ قرار عقد جلسة النادي الأسبوعية في بيت الموهبة التي قد توشك على التسرب من طريق الابداع فيذهب هو والأعضاء يسمعون الإنتاج الجديد لزميلهم ويستمع هو لهم وتبدأ نقاشات الكلمات.