مبادرات شبابية لحماية التراث: «خليك فاكر أسوان جميلة»

مبادرات شبابية لحماية التراث: «خليك فاكر أسوان جميلة»
- أحمد منيب
- أرض الواقع
- أنا المصرى
- التبادل الثقافى
- التراث النوبى
- التراث والتاريخ
- الحجم الكبير
- الدكتور مجدى يعقوب
- الرئيس السيسى
- آثار
- أحمد منيب
- أرض الواقع
- أنا المصرى
- التبادل الثقافى
- التراث النوبى
- التراث والتاريخ
- الحجم الكبير
- الدكتور مجدى يعقوب
- الرئيس السيسى
- آثار
يحرص عادل منيب، 42 عاماً، على أن يتخذ خطوات فعلية على أرض الواقع، تهدف إلى توعية من هم بداخل أسوان وخارجها بالتراث النوبى وأهمية الحفاظ على العادات والتقاليد، فهو نوبى محب للتراث، ولعمه الموسيقار الراحل أحمد منيب باعٌ من الإسهام فيه.
«عادل» قرر تدشين مؤسسة «نحمى تراثنا»، فى عام 2016، لحماية التراث والتاريخ ودعم التبادل الثقافى بين مصر وامتدادها الأفريقى، فنظم مهرجانات لدول حوض النيل واستضاف طلاباً أجانب فى رحاب تراث النوبة، وفعَّل مبادرات توثق أعلام النوبة وثقافتها.
وفازت حملة المؤسسة «متحدون مع التراث» التى تم تنظيمها برعاية اليونيسكو بالمركز الأول كأفضل الحملات على مستوى العالم، ما جعل أسوان تظهر كمدينة للإبداع وللتراث العالمى، ثم ابتكر ونفذ مهرجاناً شاركت فيه 6 من دول حوض النيل تحت اسم «المهرجان الدولى لحرف وفنون النيل»، حيث شاركت كل دولة بحرفة وفرقة فنية، بحضور السفير الممثل للدولة، كما شاركت كل محافظة فى مصر؛ من أجل دمج شباب حوض النيل معاً من خلال 20 خيمة تعرض كل منها ثقافة وفناً وعادات مختلفة، كما شاركت فرقة «رحالة» وهى أكبر فرقة «غناء الجاز» فى ألمانيا، وبحسب عادل منيب، فإن المهرجان كان شرارة أولى لتوجيه الأنظار إلى أسوان وإلى سياحة المهرجانات حتى إنه تمت الاستعانة بأغنية المهرجان «أنا المصرى» فى مؤتمر الشباب الذى حضره الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أسوان، ثم أعقب ذلك إعلان المحافظة كعاصمة للثقافة الأفريقية.
{long_qoute_1}
خرج من أسوان رواد فى الآداب والفنون وأكاديميون وعلميون متميزون، لذلك كانت مبادرة «ابدأ بحيّك» التى دشنتها المؤسسة بعد إعلان أسوان عاصمة للثقافة، بهدف تجميل الأحياء وفى نفس الوقت توثيق أعلام المحافظة من خلال رسم جداريات كبيرة الحجم على بعض عمائر حى «أطلس»، تحمل صورة مشاهير أسوان الحائزين على أوسمة الدولة وجوائز تقديرية مثل الدكتور مجدى يعقوب والموسيقار أحمد منيب وصاحب شفرة حرب أكتوبر أحمد إدريس والدكتورة سعاد ماهر، أول عميدة للآثار وصاحبة موسوعة مساجد مصر.
وتابع «منيب» حديثه لـ«الوطن»: «حملة (ابدأ بحيّك) تم تقسيمها على مراحل وبدأنا بحى أطلس ورسمنا صوراً لمشاهير المحافظة، كل صورة حملت تعريفاً باسم صاحبها ونبذة بسيطة عنه لتوعية أهل المحافظة وزائريها، وفى المرحلة المقبلة، التى من المزمع بدأها بعد زيارة الرئيس السيسى فى مارس الحالى، تهدف المبادرة لرسم جداريات للمتميزين فى أسوان ورموز كل حى من المبدعين والمتفوقين الذين أثروا فى الحياة الأسوانية محلياً».
مها جميل، 26 عاماً، خريجة كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، اعتادت رسم جداريات تحمل الطابع النوبى فى شوارع أسوان حيث تقيم، فبعد أن ذاع صيتها وصيت فنها تولت تنفيذ جداريات «ابدأ بحيّك» بعد أن كونت فريقاً من طلاب المحافظة والهواة فرسمت السبع جداريات ودرَّبت الفريق على رسم أشكال تراثية لتجميل الشوارع والميادين والأكشاك: «رفضت الحصول على مقابل لأن الفكرة جميلة وكان نفسى وأنا صغيرة أرسم الناس دى وفرصة حلوة إنهم خلونى أرسم بالحجم الكبير لأنى بحب التفاصيل الكبيرة وهنكمل بعد زيارة الرئيس علشان نخلى أسوان أجمل وأجمل ونوضح ثقافتنا وفننا وسنحولها إلى مبادرة مشاركة اجتماعية فنية ثقافية بالتنسيق مع كل أحياء أسوان».
على كورنيش نيل أسوان بجوار نادى المهندسين وعلى سور يبلغ طوله 26 متراً بدأت مبادرة «شارع أسوان» والتى أبدعت «مها» بفنها جدارية تحمل ما يزيد على 180 صورة لأناس مقيمين فى أسوان أثروا فى حياتها وحياة غيرها فأرسلوا صوراً إلى فنانة أسوان كى ترسمهم فى شارع أسوان لتحتفل المدينة بأبنائها الأحياء والأموات، واتفق «منيب» مع «مها»: «نرسم ناس من مجتمعنا عايشين وسطنا وتزيد الألفة والترابط، ممكن وسط الصور وانت معدى تلاقى صورة أخوك أو زوجك أو مديرتك وفرصة نبين الفن والتميز».
لا تتأخر الفتاة العشرينية عن تلبية أى نداء تعبر فيه عن موهبتها وتعلم غيرها عبر فريق «ريفين» الذى كونته وصديقها من الجامعة لتعليم الهواة، فنزلت إلى «غرب سهيل» لترسم وجوهاً نوبية ومشاهد من واقع الحياة لطفل وامرأة وشيخ وشاب وأضافت عليهم بعض الأفارقة وأظهرت ملامح الوجوه والألوان المبهجة التى تميزهم، ثم ما لبثت أن انخرطت فى مشروع فنى لفتاة عشرينية أخرى تؤسس نادياً موسيقياً بلوحة فنية تصل إلى 25 متراً تحمل وجوه مغنيين مصريين وأفارقة وأوروبيين لدمج الفن حيث لكل ركن صورة عباقرته وأغانيهم.
فى عام 2019 بعد أن أصبحت أسوان عاصمة للشباب الأفريقى والعربى ومحط الأنظار، خصوصاً أنها كان قد تم اختيارها عاصمةً للثقافة الأفريقية، ولإبراز عظمة المدينة والرقى بشبابها بما يليق بالحدث، يعتزم عادل منيب أن يوثق الترابط مع مها جميل لاستكمال «ابدأ بحيّك» وإنهاء جدارية شارع أسوان، وبالتوازى فإنه قد وضع خطة يستطيع من خلالها إنشاء مركز حرفى فى جزيرة ملك لأقاربه «جزيرة أرض التراث» كما يحلو له تسميتها، لتحتضن بين ثناياها تصنيع الأدوات الموسيقية النوبية القديمة ومسرحاً للفنون الارتجالية والرقصات والفن الفلكورى التراثى فيحدث دمجاً بين الفن والحرفة والفلكلور ثم تطوير المراكب الشراعية ومن يعملون عليها ليكون على قدر الأحداث الثقافية والسياحية التى تتميز بها العاصمة: «بحاول من خلال المؤسسة أوصل رسالة تعرّف كل العالم بتراث أجدادنا وقدرتنا على المواصلة والتطوير وقد إيه أسوان جميلة».