شلل مروري ومحال مغلقة.. أحداث ساخنة شهدتها الجزائر في يوم الأحد

شلل مروري ومحال مغلقة.. أحداث ساخنة شهدتها الجزائر في يوم الأحد
شهدت الجزائر يوم أمس الأحد العديد من الأحداث الساخنة مع استمرار الاحتجاجات الرافضة لترشيح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية خامسة في الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل المقبل.
فقد أعلنت رئاسة الجمهورية الجزائرية في بيان رسمي عودة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، ظهيرة أمس الأحد إلى أرض الجزائر بعد زيارة خاصة إلى جنيف بسويسرا حيث أجرى "فحوصات طبية دورية"، حسب ما جاء في البيان، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الجزائرية.
ونظم العديد من التجار والعمال إضرابا في العاصمة وعدد من الولايات المختلفة، بالتوازي مع مسيرات سلمية لتلاميذ المدراس، حسب شهود عيان، وجاء هذا الإضراب الذي خفت حدته ابتداء من ظهر أمس ومسيرات التلاميذ تلبية لدعوات تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى إضراب عام وتوقف عن الدراسة بداية من أمس الأحد، ولقيت هذه الدعوات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي استجابة لدى بعض التجار الذي أغلقوا محالهم، في حين أغلق آخرون محالهم خوفا من هذه المسيرات، بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
وكانت تفاوتت نسبة الاستجابة لدعوات جزائرية إلى "العصيان المدني" و"الإضراب العام"، بولايات شرق الجزائر، فإن كانت قد قاربت المائة بالمائة تقريبا في مناطق، فإن النسبة كانت متدنية في مناطق أخرى، وسجل تهافت كبير للمواطنين على اقتناء مختلف السلع والمواد، من المحال التي بقيت مفتوحة، رغم موجة الغلاء التي افتعلها البعض، للاغتناء من وراء الحراك.
وشهدت أغلب مناطق ولاية باتنة شللا في حركة النقل مع غلق عدد كبير من المحال أبوابها ما خلف حالة إرباك وارتباك لدى عامة المواطنين، بالموازاة مع خروج تلاميذ الثانويات والمتوسطات في مسيرات عبر الشوارع.
وكانت فئات عريضة من السكان عارضت دعوات مجهولة للعصيان المدني التي تم الترويج لها عبر "فيسبوك"، مبدين رفضهم بشدة التسبب في خلخلة الأوضاع والعبث بالاستقرار والسكينة، حسب صحيفة "الشروق" الجزائرية.
وقد علق المحامي والحقوقي، مصطفى بوشادي، على وجود أكثر من 100 مصاب ونحو 200 معتقل في احتجاجات الجزائر، قائلاً: "هذه الأحداث لم تكن خلال المظاهرات السلمية، التي خرج فيها الشعب الجزائري، وإنما كانت بعد المظاهرات، ولا يُمكن أن أتهم أي طرف ولكن يُمكن بفعل بلطجية".
وأضاف بوشادي، خلال لقائه عبر فضائية الغد الإخبارية، أن هذه الأعمال التخريبية ليست من المتظاهرين، متسائلًا: "هل هم بلطجية قام بتوظيفهم النظام لإعطاء طبيعة أخرى للمظاهرات السلمية ورُبما للتحجج بأي تدخل في هذه المظاهرات السلمية، وأن العالم كله يشهد أن المظاهرات السلمية".
وبحسب "سكاي نيوز" فان أوضح مؤشر حتى الآن على تعاطف قادة الجيش مع عشرات الآلاف من الجزائريين الذين يريدون تنحي بوتفليقة، قال رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح أمس الأحد، إن "الجيش الجزائري والشعب لديهما رؤية موحدة للمستقبل" ولم يشر للاحتجاجات، وقال تليفزيون النهار إن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر دعا جميع الأطراف السياسية الأحد إلى العمل معا لإنهاء الأزمة السياسية، وأضاف أن الحزب يريد أيضا المصالحة الوطنية والحفاظ على أمن واستقرار الجزائر.
ولم يبد الجزائريون أي رغبة في التراجع رغم عرض بوتفليقة تقليص فترة رئاسته إذا فاز في الانتخابات.