التصعيد واقتراب الانتخابات.. هل يستخدم الاحتلال «كارت غزة»؟

التصعيد واقتراب الانتخابات.. هل يستخدم الاحتلال «كارت غزة»؟
تصاعد مستمر تتزايد وتيرته على قطاع غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الآونة الأخيرة، فلم يترك جيش الاحتلال فرصة إلا واستغلها في قصف مواقع في غزة حتى وإن كان دون داع أو غير مؤثرة من الناحية العملية، ولكن كل هذه أتت في الغالب لهدف سياسي سبق أي حراك على الساحة السياسية الإسرائيلية، ليصبح المشهد الحالي أمر متكرر واعتاد عليه مواطني قطاع غزة، وأيضًا الإسرائيليون الذين باتوا يدركون مدى تلاعب السياسيون بكارت «قطاع غزة».
إعطاء إحساس بالخطر الخارجي المتمثل في حركة «حماس» الفلسطينية من الناحية الجنوبية، وتنظيم «حزب الله» اللبناني من الجهة الشمالية مثل هدف دائم لتثبيت أقدام الحكومات بعد إقبال الناخبين على حسم صناديق الاقتراع لصالح من يوفر لهم الحماية الأمنية المتمثلة في عملية عسكرية يُقتل خلالها آلاف من الفلسطينيين.
الدكتور محمد أبو سمرة رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني وعضو المجلس الوطني، يرى أن كل ما يحدث من تصعيد إسرائيلي في غزة يأتي في إطار الدعاية الانتخابية والمنافسة بين رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبين منافسيته من اليمين الصهيوني واليمين المتطرف.
ويستكمل «أبو سمرة»، أنه بات واضحًا أن الانتخابات الإسرائيلية والتي تنعقد في 9 أبريل المقبل أصبح المنافسة عليها داخل اليمين نفسه على من يكن يمينًا أكثر تجاه العدوان على الشعب الفلسطيني بمصادرة المزيد من الأراضي وتهويدها وإقامة مستوطنات عليها، فضلًا عن مصادرة الحقوق التاريخية الإسلامية في المسجد الأقصى المبارك ومقدساته، والمقدسات المسيحية في مدينة القدس المحتلة.
محمد أبو سمرة: صراع الانتخابات الإسرائيلي يميني- يميني.. والحرب الشاملة مستبعدة رغم أنها مدرجة في الخيارات
ويقول «أبو سمرة» إنه حسب آخر استطلاعات الرأي بات «نتنياهو» يفقط المزيد من فرص الفوز، وكذلك تكتل الليكود الذي يفقد المزيد من مقاعده في هذه الاستطلاعات، مضيفًا في اتصال هاتفي لـ«الوطن»، أن التحالفات أصبحت تحقق نتائج تتفوق فيها على تكتل الليكود الذي يتضح أنه لن يشكل الحكومة المقبلة وتنتهي حقبة نتنياهو الذي مضى عليها أكثر من 20 عامًا.
وأشار عضو الوطني الفلسطيني، أنه من غير المستبعد أن يذهب نتنياهو إلى مغامرة عسكرية في قطاع غزة، لافتًا إلى العدوان الشبه يومي على القطاع الذي لم ينقطع، سواء كان الطيران الإسرائيلي أو استهداف الصيادين في البحر، متابعًا: «كل ما يفعله نتنياهو حتى الآن على مستوى التصريحات، يأتي في إطار المنافسة الانتخابية مع خصومه السياسيين في أقطاب اليمين المتطرف، مثل الأحزاب الدينية وغيرها من الأحزاب التي أصبحت أكثر يمينة وتطرف، خصوصًا أن المجتمع الإسرائيلي يسمح بمزيد من التطرف والتوحش واليمينية، ومزيد من الرغبة في قمع الشعب الفلسطيني».
واستشهد أبو سمرة بتصريحات أحد كبار المنافسين لنتنياهو بأنه إذا فاز لن يسمح للفلسطينيين بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وأنه سيصادر المسجد وإقامة مكانه الهيكل، فضلًا عن ضم القدس والضفة الغربية بشكل كامل لإسرائيل، لافتًا إلى أن الأمور الآن قد تشهد تصعيد، مستطردًا: «في تقديري الأمور ليست مرشحة للذهاب نحو حرب واسعة ومفتوحة ضد قطاع غزة، رغم أن ذلك ليس مستبعدًا، لأنه من المعتاد في الانتخابات الإسرائيلية في المرات الماضية فكان عندما يدخل رئيس الحكومة القائم يشن حرب على قطاع غزة، وهذا ما حدث مع شيمون بيريز، وإيهود باراك وغيرهم من رؤساء الحكومات»، لافتًا إلى أن الذهاب إلى حرب بشكل مؤكد يعني خسارة الانتخابات، لأن كل الذين ذهبوا وشنوا حرب ضد لبنان وضد قطاع غزة أو ضد الضفة والقطاع خسروا مقاعدهم في الانتخابات.
عضو المجلس الوطني الفلسطيني: التصعيد مستمر حتى الانتخابات.. و«حماس» لا تريد الدخول في حرب بسبب وضع القطاع
واستطرد: «نحن أمام تصعيد محدود أو على مستوى معين سيستمر حتى نهاية الانتخابات الإسرائيلية، وحماس بالطبع تعمل على التدخل بشكل واضح في الانتخابات الإسرائيلية من خلال المزيد من الفعاليات في مسيرات العودة والتصعيد المحدود على الحدود».
ويوضح أن حماس حتى هذه اللحظة لا تريد الذهاب إلى حرب، والإجماع الشعبي في القطاع هو عدم الذهاب إلى الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي، لأن الوضع في القطاع لا يتحمل الذهاب نحو حرب جديدة، مضيفًا: «معروف أن قطاع غزة منذ عام 1996 تعرض لـ4 حروب، ومازالت عشرات الآلاف من المنازل والبيوت مازالت مهدمة ومدمرة ولم يتعم إعمارها، فالقطاع يعيش وضعًا مأساويًا على مستوى الحياة وعلى مستوى المعيشة والوضع الاجتماعي والإنساني في ظل العدوان الصهيوني».