راهب بـ«مارمينا»: الدير تحول إلى مقصد للمسيحيين من مختلف دول العالم

09:31 م | الجمعة 08 مارس 2019

دير «مارمينا»، بمنطقة مريوط، غرب الإسكندرية، تحول إلى مقصد دينى يتوافد عليه المسيحيون من دول العالم، يتبركون بمزار «البابا كيرلس»، ويؤمنون بشفاعة صاحبه لما حققه من معجزات عديدة مع طلابه، فضلاً عن تقديم النذور والاستماع إلى معجزاته من الآباء الرهبان.

الأب «إيليا أفا مينا»، أحد كبار رهبان الدير، شرح فى حواره لـ«الوطن» الجانب التاريخى للدير، وتطرق إلى قصة المزار والجولات والزيارات الميدانية للدير من قِبل محبى البابا.

ما قصة تشييد مزار البابا كيرلس السادس؟

- البداية كانت فى يوم نياحة البابا كيرلس السادس حيث أقام قداساً كعادته واستقبل عدداً من أبنائه وعند خروج آخر واحد وكان كاهناً، رفع الصليب قائلاً: «الرب يدبر أموركم» ودخل قلايته لينتقل فى هدوء وسلام يوم 9 مارس 1971، ودُفن تحت مذبح الكاتدرائية التى أنشأها، وبعد نياحته وجدنا وصيته التى شملت 5 بنود خاصة بنقل ملكية بعض العقارات والأراضى إلى الدير، وأوصى فيها بأن يُدفن بجوار حبيبه «مارمينا»، فى ذلك الدير، فأمر البابا شنودة الثالث بتنفيذ وصيته، وتم نقل جثمانه يوم 22 نوفمبر عام 1972 واحتفلت الكنيسة بنقل جسده.

{long_qoute_1}

وماذا عن الزيارات للمزار؟

- زيارات محبى البابا كيرلس مستمرة دائماً ولا تقتصر على مكان أو فئة محددة، فالزوار يتوافدون من مختلف المحافظات والجنسيات والأديان، حيث إن الجميع يتبركون به ويؤمنون بشفاعته لما حققه من معجزات، ويقدمون النذور متبركين بجسد البابا وشكره عما فعله معهم، والاستماع إلى قصص المعجزات من الآباء الرهبان لتدوينها ونشرها.

كيف يتم توثيق تلك المعجزات، وهل هناك آلية للتأكد من صحتها؟

- الدير يصدر سنوياً كتابين يضمان أحدث معجزات البابا كيرلس، حيث إن المعجزات مستمرة ولا تنتهى بل تزداد رغم وفاته، فالبابا كيرلس مشهور بمعجزاته منذ أن كان «بطريركاً» واستمرت بعد نياحته، وأغلب المعجزات الطبية يتم التأكد منها من خلال الأشعة السابقة للمريض قبل المعجزة وما بعدها، وهناك مواقف ورؤى تحدث للأشخاص لا يوجد عليها دليل سوى اعتراف الشخص بذاته، فلا أحد سينسب معجزة لقديس دون أن تكون حقيقية.

{long_qoute_2}

هل هناك أجزاء من جسد البابا كيرلس فى الكنائس التى تحمل اسمه؟

- لا توجد كنيسة بها جزء من جسده لكون جسده لم يتحلل وذلك بشهادة الطبيب يوسف يواقيم الذى قام بعمل حفظ للجسد المقدس بالحقن بسائل الفورمالين، لحفظه من التعفن لمدة لا تزيد على أسبوع، حتى يتمكن الشعب من أخذ بركة إلقاء نظرة أخيرة على الجسد قبل صلوات جنازة الدفن يوم 11 مارس 1971، وعندما أمر قداسة البابا شنودة الثالث بتنفيذ وصيته، قمت بالاطمئنان على جسده الطاهر ليلة 24 نوفمبر 1972، ووجدناه سليماً، خالياً من أى علامات تحلل، وتلك الشهادة تم الاحتفاظ بها داخل مقتنيات المزار، أما عن الكنائس المسماة باسم البابا فيتم إعطاؤهم كسوة الجسد الحمراء للتبرك بها.

ماذا يقدم الدير للزوار؟

- نخدم الزائرين بكل السبل الممكنة، فيتم تهيئة الطرقات داخل وخارج الدير، وإقامة مضيفة طعام، بالإضافة إلى اللافتات الإرشادية الموجودة فى كل طرقات الدير لتسهيل الحركة عليهم، بل إن الأكثر من ذلك أن الدير طبع نبذة عن حياة البابا بالعديد من اللغات أحدثها اللغة الصينية، نظراً لتوافد السياح على المزار وبالأخص من الجاليات الصينية فى السنوات الأخيرة.

ما القيمة التاريخية لدير مارمينا؟

- مر الدير قديماً بمراحل عظيمة تجلت فى بناء أول كنيسة للشهيد بمريوط بين عامى 320 إلى 325 فى عهد الملك قسطنطين الكبير، ومن ثم بناء كاتدرائية ضخمة شرق الكنيسة الأولى مع توسيعها، ومع ذيوع شهرة القديس وازدياد عدد الزوار تحولت المنطقة إلى مدينة سياحية مهمة انتشرت فيها الكاتدرائيات والكنائس الرخامية والمنشآت العديدة كالحمامات والفنادق.