البابا كيرلس السادس أوصى بدفن جسده فى صحراء مريوط بملابسه.. ومدفنه قِبلة الطلاب والمحبين

البابا كيرلس السادس أوصى بدفن جسده فى صحراء مريوط بملابسه.. ومدفنه قِبلة الطلاب والمحبين
- أسرة قبطية
- أنور السادات
- البابا شنودة الثالث
- البابا كيرلس
- الشخصيات السياسية
- القديس مرقس
- الكاتدرائية المرقسية
- جمال عبدالناصر
- حلاقة الشعر
- أبناء
- أسرة قبطية
- أنور السادات
- البابا شنودة الثالث
- البابا كيرلس
- الشخصيات السياسية
- القديس مرقس
- الكاتدرائية المرقسية
- جمال عبدالناصر
- حلاقة الشعر
- أبناء
«أوصى بدفن جسدى فى مدفن كنيسة دير مار مينا فى صحراء مريوط، بالملابس التى على جسدى، ولا لزوم لغيرها»، كان نص وصية البابا كيرلس السادس، قبل وفاته فى 9 مارس 1971، ونفّذها خليفته البابا شنودة الثالث، فتم تصميم مزار كبير يضم جسده ومتعلقاته فى دير الشهيد مار مينا العجايبى، فى قلب صحراء كينج مريوط، غرب الإسكندرية، وتحول على مدار 48 سنة إلى قِبلة للراغبين فى التبرّك بـ«البابا المحبوب».
فى جولتها داخل مزار البابا الراحل، رصدت «الوطن» توافد أعداد كبيرة من طالبى البركة على الدير من جميع أنحاء الجمهورية، لزيارة مدفن البابا ورؤية متعلقاته، وتقديم النذور والشكر والعرفان على معجزاته معهم، فصور البابا كيرلس ظلت معلقة على جدران منازل كل أسرة قبطية، لما يزيد على 50 سنة، لتصبح واحدة من الأيقونات المسيحية الأشهر.
خلف الكاتدرائية الكبرى الواقعة فى منتصف دير الشهيد مار مينا العجايبى، يقع مزار القديس كيرلس السادس، داخل مبنى رخامى مرصّع باللونين الأبيض والبنى، وبقبة سماوية كبيرة، وبعد هبوط 5 درجات سلالم من مدخل يعلوه نقش رخامى لصورة البابا كيرلس، توجد ساحة الكنيسة، ومنها يقود أحد الممرات إلى مزار رئيس الدير المتنيح «أفا مينا»، وهو الشماس الخاص بالبابا كيرلس، ثم يقود الممر الثانى إلى مزاره، وصولاً إلى متحف لمقتنياته.
وحرص مصممو المزار من رهبان الدير، على وضع 12 صورة تجمع البابا كيرلس بالعديد من الشخصيات السياسية البارزة، منهم الرئيسان الراحلان جمال عبدالناصر وأنور السادات، وهيلا سلاسى إمبراطور إثيوبيا، وشيخ الأزهر الأسبق حسن مأمون، بالإضافة إلى صورته مع الشماس الخاص به، الذى أصبح فى ما بعد الأنبا مينا أفا مينا، أول رئيس للدير.
ويفصل المزار عن صحن الكنيسة، حائط مجوف يحتضن قرابة 15 قطعة من مقتنيات البابا، ومغلق بالزجاج، حرصاً عليها من تعاملات الزائرين، وتشمل صليباً فضياً مرصّعاً بحجر أخضر فى المنتصف، وساعته الكاتينة المتوقفة مع وفاته فى الحادية عشرة إلا الثلث، والإسكيم الخاص به، الذى يشبه حِزاماً جلدياً يحوى 12 صليباً، ويلبسه الراهب عندما يصير متوحّداً أو عندما يتقدَّم روحياً فى الدير، ويلبسه بعد إقامة صلوات خاصة، ويلتزم صاحبه بالخضوع لقوانين رهبانية ونسكيات زائدة.{long_qoute_1}
وتضم المقتنيات أيضاً حزام البابا الجلدى، ووعاءً زجاجياً يحفظ خصلات من شعره، حيث يُشترط على الراهب عدم حلاقة الشعر فى حياته، ويحتفظ به فى الوعاء بعد وفاته، وصورة أصلية دون غطاء الشعر قبل رسامته، والتُقطت له أثناء رهبنته وعبادته فى الطاحونة، بالإضافة إلى طابع بريد صدر احتفالاً بعودة رُفات القديس مرقس الرسول، وافتتاح الكاتدرائية المرقسية فى العباسية، ويحمل صورة مار مرقس الرسول، ومبنى الكاتدرائية.
واحتفظ الدير بـ3 أحذية للبابا، يختلف استخدام كل منها، وفقاً للموقف، الأول هو الحذاء الجلدى الذى استمر فى قدمه لسنوات دون تغيير، نظراً لزُهده فى الحياة، والثانى هو «الشبشب» الخاص بتحركاته الداخلية فى الأديرة وسط الرهبان، والثالث هو الحذاء القماشى المخصّص لصلوات القداس الإلهى، حيث تتطلب قدسية المذبح عدم ارتداء الحذاء المعتاد. ويزداد عدد الزائرين للدير فى أعياد القديسين، والإجازات الرسمية، ويومى الجمعة والأحد، حيث يدخلون المزار وهم يرشمون علامة الصليب، ويتّجهون سريعاً من المدخل القبلى إلى البحرى لأخذ البركة، بينما يمكث بعضهم فترات طويلة بجوار جسد البابا، يتحدّثون عن مشكلاتهم وأعباء حياتهم، ويطلبون الشفاعة، ويدون الزوار طلباتهم وأمانيهم فى أوراق صغيرة يضعونها فى إناء فوق الجسد.
جبرة جابر باخوم، 58 سنة، أحد زوار الدير، يقول لـ«الوطن» إنه جاء من محافظة المنيا لزيارة الدير، لأنه اعتاد على زيارته فى ذكرى نياحة البابا كيرلس منذ عام 2002، ويأتى سنوياً فى أوتوبيس يضم 50 راكباً من أبنائه وأحفاده وأقاربه، لنيل البركة، وطلب مساندته، وشكره على المعجزات، موضحاً «كل سنة له معجزة معنا، فيجب أن نأتى له حتى نشكره، لأن خيره وبركته نجتنا من مشكلات عديدة، آخرها ضياع طفلين عمرهما 3 و4 سنوات منا فى شارع خالد بن الوليد الأكثر زحاما فى الإسكندرية، فطلبنا مساعدة البابا كيرلس، وبعدها وجدنا أناساً تحضرهما لنا».
أما الطفلة رفقة هانى، 14 سنة، فقالت إنها تحرص على القدوم لزيارة البابا كيرلس فى عيد نياحته للتبرّك، وهو ما أصبح عادة سنوية لها، حيث تضع أقلامها أعلى المدفن طلباً للبركة، باعتباره «شفيع الطلبة»، حسبما تقول، مشيرة إلى استخدامها صلاة خاصة بالامتحان كتبها البابا قبل نياحته، وتوزّعها خدمات مدارس الأحد، قُبيل بدء موسم الامتحانات.
وقال هانى عزيز، 42 سنة، والد الطفلة رفقة، إن خدمات مدارس الأحد فى الإسكندرية تنظم رحلات دورية إلى الدير، نظراً لقيمة كل من الشهيد العظيم مار مينا، والبابا كيرلس، بجانب قُرب الدير من مسكنه، مؤكداً أن الزوار يشعرون براحة نفسية عند زيارة الدير، خاصة عند قراءة مقولة البابا الشهيرة «كن مطمئناً جداً جداً، ولا تفكر فى الأمر كثيراً، بل دع الأمر لمن بيده الأمر». وأضاف «عزيز» أن الدير يربّى أبناء الكنيسة على اتخاذ هؤلاء القديسين قدوة لهم، من خلال عرض مقولاتهم الروحية والاجتماعية التى يتزيّن بها الدير، بجانب ما يلاقيه الزوار من معاملة الرهبان الطيبة، بالإضافة إلى احتضان الدير للشباب فى الخلوات الفردية، وتدريبهم على الصلاة والصوم وحياة الرهبنة والنُّسك، مما يساعد على ارتقاء الشباب كنسياً.